x

الإعلام الغربي: محاكمة مبارك أطفأت الثورة.. وعلى الثوار إبقاء الشارع ساخناً

الإثنين 15-08-2011 13:50 | كتب: فاطمة زيدان |
تصوير : اخبار

 

اهتمت وسائل الإعلام الغربية بالتعليق على الجلسة الثانية لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، قائلة إن الجلسة سلطت الضوء على صعوبة تحقيق العدالة السريعة وفي الوقت نفسه احترام حقوق الإنسان الأساسية التي قامت الثورة من أجلها.

وقالت صحيفة «تليجراف» البريطانية، إنه إذا تمكن دفاع مبارك من القضية، فإن صورة الثورة ستتشوه، وهو ما سيمثل «مفارقة خطيرة»، مشيرة إلى أن أدلة هذا الدفاع، حتى لو لم تكن تجرم أعمال القتل التي وقعت خلال الثورة، فإنها ستكون بمثابة تذكير للشعب المصري بمدى قسوة حكم الرئيس السابق.

ورأت الصحيفة أن شهادة المشير حسين طنطاوي على دور مبارك في قمع الثورة وقتل الشهداء يمكن أن تقرر مصير الأخير. وأشارت إلى أن المصريين يريدون رؤية نتائج فورية لجهودهم الثورية، وهذا ليس من المرجح أن يأتي من أي تقدم اقتصادي فوري.

وفي السياق نفسه، قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن المحاكمة تمثل ارتياحاً للمصريين، إلا أن كثيرًا منهم مازالوا حذرين من أن تأتي المحاكمة على حساب التغيرات الأخرى التي يرغبون بها.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إنه بينما يحاكم الرئيس السابق وأفراد عائلته ومسؤولين آخرين من حكومته في المحاكم المدنية، فإنه تتم محاكمة الآلاف من المدنيين بالمحاكم العسكرية.

ونقلت الصحيفة عن «هبة مورايف»، الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش، قولها «من المفترض أن تمثل محاكمة الرئيس السابق نهاية للدولة البوليسية، وأن تكون قطيعة مع هذا الماضي المسيء».

من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إن المصريين كانوا في حالة صدمة عند بدء المحاكمة، وذلك لأنها كانت لحظة غير متوقعة من قبل أي أحد في مصر وربما في الشرق الأوسط بأكمله.

ورصدت الهيئة ظهور مبارك وهو يرتدي جاكيت أزرق فوق ملابس بيضاء، وهو ما يخالف اللوائح التي تفترض ارتداء المحبوسين احتياطيا ملابس بيضاء فقط، مشيرة إلى أن مساعدة نجله علاء له في نقله من سيارة الإسعاف إلى داخل المبنى يخالف اللوائح المتبعة أيضاً. واعتبرت الهيئة أن شهادة المشير طنطاوي ستكون «محورية» في القضية.

وقالت «إذاعة هولندا العالمية» إنه بينما كانت الغالبية العظمى من المصريين تتوقع أن يغيب مبارك عن الجلسة الثانية، إلا أنه فاجأ  الجميع بالحضور، وهو ما يمثل «انتصارًا جديدًا للثورة».

واعتبرت إذاعة «صوت روسيا» أن محاكمة مبارك تمثل تحدياً للمفاهيم القديمة، إلا أنها ليست سوى جانب واحد فقط من مطالب الثورة حيث إنه لم يحدث أي تغيير في النظام المصري.

وحذرت الإذاعة من وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، مشيرة إلى أنها لن تصل إلى السلطة في المستقبل القريب إلا أنها ستندمج في الحياة السياسية المصرية وستضمن عددًا من المقاعد في البرلمان، مضيفة أن المصريين سيعتمدون على  قدرة النظام الجديد على تلبية تطلعاتهم، وفي حالة فشل هذا النظام فإن قدرة الإخوان على توحيد الشعب تحت شعارات معينة ستكون فعالة.

وتابعت: «في هذا الصدد، تستفيد الجماعة من محاكمة مبارك، مضيفة أنه إذا سمحت الحكومة بتجاوز الإجراءات للإطار القانوني، وتحويل القضية إلى قضية سياسية تهدف إلى التخلص من عائلة الرئيس السابق فإن ذلك سيعني المزيد من الفوضى».

وقالت صحيفة «إم سي نيوز» الأسترالية إن محاكمة الرئيس السابق خطفت الأضواء من برامج التليفزيون في شهر رمضان. ونقلت عن الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي قوله: «اعتاد الناس في الماضي إغلاق التليفزيون عند ظهور مبارك على الشاشة لإلقاء خطاب أو أثناء حضوره أحد المؤتمرات، وكانت هذه الأوقات هي الأسوأ بالنسبة للمشاهدين، ولكن مبارك نجح للمرة الأولى في خطف الأضواء من جميع برامج التليفزيون عند ظهوره داخل القفص أثناء المحاكمة».

وأضاف الشناوي: «سيزداد الهاجس الذي يسيطر على الناس لمتابعة قضية مبارك كلما استؤنفت المحاكمة وتطورت أحداثها، كما أن برامج التليفزيون العادية أصبحت شاحبة مقارنة بمحاكمة مبارك، فمحاكمة الرئيس المخلوع أقوى من أي دراما تليفزيونية».

واعتبرت مجلة «نيو ريبابليك» الأمريكية، أن التحدي الباقي أمام ثوار مصر هو الاحتفاظ بسخونة الشارع وعدم خسارته، بعدما تسببت محاكمة مبارك في إطفاء الثورة في الشارع واختفاء السبب المنطقي للمظاهرات, مشيرة إلى أن محاكمة مبارك وأعوانه لحظة فارقة ليس في تاريخ العرب وحدهم وإنما في تاريخ العالم كله.

وأوضحت المجلة أن محاكمة مبارك وأعوانه ليست إلا نصراً جزئياً لأن المظاهرات هي في الحقيقة الأداة الناجحة التي ضغطت على المجلس العسكري وأدت إلى تنازلاته المتكررة، ودون المظاهرات وسخونة الشارع سيكتشف الثوار أن الثورة ربما تضيع من أيديهم ولا تتحقق كل مطالبها.

وأوصت المجلة بضرورة تغيير الثوار تكتيكاتهم وذلك بإنشاء أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ليتمكنوا من استدامة الزخم والتأثير, وبهذا سينتقلون من الشارع إلى العمل السياسي المباشر لأنهم بالفعل قد وقعوا في فخ الراحة والاسترخاء.

وقال الدكتور علاء الأسواني في مقال له بصحيفة «نيوزويك» الأمريكية إن محاكمة مبارك لحظة مهمة وعظيمة في تاريخ مصر والمنطقة بأسرها، كما أنها نقطة تحول، حيث إنه من الآن فصاعداً لن يكون الرئيس الأب للشعب أو رمز البلاد، بل سيكون موظفاً عاماً يعمل من أجل الشعب، وعندما يخطئ، أو يرتكب جرائم، سيتم تقديمه إلى العدالة. 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية