قتل 52 عراقيًا على الأقل وأصيب أكثر من 200 بجروح في سلسلة هجمات متزامنة هزت أكثر من 10 مدن صباح الإثنين، بينها انفجاران في مدينة الكوت جنوب شرق بغداد قتل فيهما 34 شخصا.
وقال مدير مستشفى الكرامة في جنوب الكوت (160 كلم جنوب شرق بغداد) جبار الياسري لوكالة الأنباء الفرنسية, إن «عدد ضحايا الانفجارين بلغ 34 قتيلًا و64 جريحًا».
وأكد مدير صحة واسط الطبيب ضياء الدين العبودي حصيلة الضحايا هذه.
وأعلن مصدر أمني عراقي، أن القتلى والجرحى سقطوا «في انفجار عبوة ناسفة ثم سيارة مفخخة في ساحة العامل وسط مدينة الكوت»، مشيرا إلى أن «المكان كان مزدحما لحظة وقوع الانفجارين» عند الساعة الثامنة من صباح الاثنين.
ويأتي هذا الهجوم بعد حوالى عام من تفجير مماثل في المكان نفسه أغسطس 2010 قتل فيه 33 شخصًا أيضا وأصيب حوالي 80 بجروح.
وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن «ثلاثة عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا, فيما أصيب سبعة آخرون على الأقل في هجوم انتحاري داخل دائرة مكافحة الإرهاب في مجمع القصور الرئاسية وسط المدينة».
وأوضح المصدر أن «انتحاريين دخلا بزي الشرطة قبل أن يقتل عناصر الأمن الانتحاري الأول، فيما نجح الثاني بالوصول لمقر دائرة مكافحة الإرهاب وتفجير نفسه».
من جهة أخرى قتل 4 جنود عراقيين في هجوم بأسلحة مزودة بكواتم للصوت استهدف نقطة تفتيش في منطقة جرف الملح وسط بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، بحسب ما أفاد مصدر في قيادة عمليات بعقوبة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف المصدر أن سيارة مفخخة انفجرت أيضا في ناحية الوجيهية شرق بعقوبة, ما أدى إلى إصابة 12 شخصًا بجروح، فيما انفجرت عبوة أخرى في ناحية العظيم في شمال المدينة ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح.
وأصيب شخصان أيضا في انفجار عبوتين ناسفتين في ناحيتي كنعان وبهرز جنوب بعقوبة. وفي ناحية خان بني سعد (50 كلم شمال شرق بغداد) أعلن ضابط في الجيش العراقي إصابة 17 شخصًا بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة وسط الناحية.
وأعلن اللواء عبدالكريم مصطفى, قائد شرطة النجف (150 كلم جنوب بغداد), وقوع «انفجار سيارة مفخخة عند حوالى الساعة الثامنة والنصف صباحا, قرب مديرية شرطة الطرق الخارجية في شمال المدينة».
وقال إنه أثر الانفجار «حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام المقر ذاته لكن سيارته انفجرت عند الحاجز الأمني» في محاولة ثانية لاستهداف المقر.
وأكد مصدر طبي في مستشفى الحكيم وسط المدينة أن «4 جثث و58 جريحا أغلبهم من الشرطة وصلوا المستشفى».
وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدني وأصيب 14 بجروح في انفجار دراجة هوائية قرب موقع لمركبات النقل عند مدخل سوق دوميز جنوب المدينة, وانفجار سيارة مفخخة في شارع سوق تسعين وسط المدينة، بحسب ما قال مصدر أمني.
وأكدت مصادر أمنية أن «مسلحين نسفوا بشكل شبه كامل قاعة الصلاة في كنيسة مار إفرام للسريان الأرثوذكس» في ساحة العمال وسط كركوك.
وفي بغداد، أعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل شخص وإصابة 13 آخرين بجروح في هجمات متفرقة في جنوب وغرب العاصمة. وأشار إلى أن إحدى الهجمات ناجمة عن «استهداف موكب تابع لوزارة التعليم العالي في شارع الأميرات بمنطقة المنصور».
وقتل جندي وأصيب 9 أشخاص بينهم 4 جنود بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للجيش في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)، وفقا للمصدر ذاته. وقتل شخص وأصيب 7 بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا منزل ضابط في شرق الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وفقا لمصدر في الشرطة.
وفي مدينة بلد (70 كلم شمال بغداد) أصيب 5 أشخاص في انفجار عبوة ناسفة قرب مبنى المجلس البلدي، بحسب ما أعلن مصدر في شرطة المدينة. وأدى انفجر سيارة مفخخة عند مقر شرطة ناحية الهندية شرق مدينة كربلاء، إلى مقتل 2 وإصابة 9 آخرين، وفقا لرئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي.
وحمل رئيس البرلمان أسامة النجيفي في بيان له «المسؤولين عن الأجهزة الأمنية في الحكومة وقياداتها المسؤولية عن هذه الخروقات».
تأتي هذه الهجمات بعدما فوضت الكتل السياسية العراقية الحكومة في بداية أغسطس لبدء محادثات مع واشنطن تهدف إلى بحث مسألة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد نهاية العام الحالي.
ولايزال الجيش الأمريكي ينشر حوالى 47 ألفًا من جنوده في العراق، علما بأنه يتوجب على هؤلاء أن ينسحبوا بالكامل من البلاد نهاية 2011 وفقا لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن.
ويشهد العراق أعمال عنف شبه يومية قتل فيها حتى الآن عشرات الآلاف، رغم مرور 8 سنوات على اجتياح البلاد وإسقاط نظام صدام حسين.