x

«مشروع السعادة».. رحلة علاج من النوبة إلى نويبع «ولسه مكملة»

السبت 29-10-2016 22:48 | كتب: سارة سيف النصر |
إحدي المتطوعات خلال تلوين المنازل إحدي المتطوعات خلال تلوين المنازل تصوير : اخبار

وسط الجبال والرمال والطبيعة الخلابة فى صحراء نويبع، والتى يطغى عليها اللون الأصفر، تداخلت الألوان والرسومات التى نقشت على بيوت البدو لتنطق جدرانها بالسعادة، وتكتمل اللوحة الفنية للمكان لتزيده سحراً.

«مشروع السعادة.. بنلون السعادة».. كان هدف مجموعة من الشباب الفنانين الذين سعوا منذ انطلاق المشروع فى 2013، لخلق فكر جديد فى المجتمع المصرى عن طريق الرسم والتلوين على جدران البيوت والشوارع فى المناطق الشعبية والمحافظات لتدعيم فكرة العلاج النفسى بالألوان ونشر البهجة بلا مقابل.

وبعد أن طالت فرشاتهم بيوت جزيرة هيسا بالنوبة، وقرية أبوكبير بالشرقية وأسوار مدرسة ابتدائية بالفيوم ومدرسة لاجئى جنوب أفريقيا بالمعادى، بجانب العديد من أزقة حى الجمالية، وصلوا إلى صحراء نويبع، وقاموا بالرسم على 10 من البيوت الموجودة هناك، كما أقاموا بجانب المنازل مساحة ثقافية للسكان، ليتنفس قلب الصحراء بالألوان
والأفكار الجديدة.

لم تكن الرسومات الموجودة على بيوت السعادة فى نويبع مجرد أشكال فنية فقط، بل تشعر أنها انعكاس حقيقى لثقافة وطبيعة البدو، فيقوم مشروع السعادة بدراسة ثقافة المكان قبل أن يذهب إليه ليعرف ماهية ما سيرسمه على الجدران لينعكس على نفسية السكان ويلائمهم، ويقول هاشم رأفت، مؤسس مشروع السعادة، خريج كلية هندسة قسم عمارة، والذى درس علم الاجتماع وعلم العلاج بالألوان «نويبع من أكتر الأماكن التى أجهدتنى فى التفكير، لأن البدو معتادين على الترحال ولذلك ليست لهم ثقافة محددة، ولكنهم اشتهروا بالسجاجيد اليدوية، ولذلك طبقت هذا الشكل على الرسومات.. واعتمدت على الإكثار من استخدام اللونين الأزرق والأصفر لتوافقهم مع الطبيعة هناك».

وترتيب مصر فى المركز الـ120 بين دول العالم فى السعادة، اخذه «هاشم» تحدياً بينه وبين نفسه «يمكن الناس لسه مش متعودة على الألوان لكن أنا عندى يقين تام أن الألوان والرسومات لها عامل قوى فى تحسين المزاج والعلاج النفسى من أمراض الاكتئاب.. وده اللى خلانى ألجأ لمزج دراستى بفن العمارة ومعرفتى بعلم العلاج بالألوان عشان أكون سبب فى رفع مصر بين الدول الأكثر سعادة».

ويقوم على مشروع السعادة العديد من الجهات لخدمته، فتدعمه إحدى شركات الدهان بالخامات مقابل الإعلان لها، وتساعده بعض المؤسسات التنموية، أما أعمال التلوين فتكون بشكل تطوعى من الشباب المشاركين، ويتم الموضوع بشكل قانونى، فيأخذ تصريحاً أولاً من الجهات المعنية قبل البدء فى الرسم والتلوين.

ولم يتوقف نشاط مشروع السعادة على تلوين الجدران فقط بل يقوم بتعليم الأطفال الرسم والتلوين على الجدران وفن الكاريكاتير لزرع الفكرة بداخلهم منذ الصغر فتصبح مفهوما مترسخا فى المجتمع لسنين مقبلة، يقول «رأفت»: «عايز أنشر الفكرة وتكمل من بعدى عشان كده بعلمها للأطفال.. وإحنا بنتوسع كل يوم وهدفنا نكون مؤسسة كبيرة بتلون وتبنى مصر كلها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية