تحدث رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير فى مراسم بمناسبة «عيد الميلاد» فى جوبا عما سماه «استفزازات» من شمال السودان، تهدف إلى عرقلة الاستفتاء، وقال كير أمس الأول: «كنا مهذبين للغاية وتحلينا بالصبر إلى حد كبير للمضى قدماً مع شركائنا مهما كانت استفزازاتهم»، وأضاف كير أن بعض العناصر عازمة على عرقلة الاستفتاء، لكنه لم يحدد أحداً، وأضاف: «كان الناس يتحدثون عن الوحدة طوال هذا الوقت، ولكن على ما أعتقد أنه أصبح واضحاً جداً الآن للأعداء أن الوحدة ربما لا تكون ممكنة».
واعتبر كير أنه حتى إذا أجرى الاستفتاء ستكون هناك جهود لنزع المصداقية عن نتائج التصويت من قبل أولئك الذين يعارضون الانفصال.
وفى تلك الأثناء، رجح الدكتور نافع على نافع، مساعد الرئيس السودانى نائب رئيس «المؤتمر الوطنى» لشؤون الحزب، أن يكون الانفصال هو نتيجة الاستفتاء، وأكد أن شمال البلاد لن يتعرض لأى هزات إن حدث انفصال الجنوب، قائلا «إن بترول الشمال أكثر من بترول الجنوب مع وجود الكثير من الثروات الأخرى». واتهم نافع «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بأنها المسؤول الأول عن انفصال الجنوب إن حدث، «لأنها تجاوزت نصوص اتفاق السلام الشامل الذى نص على الدعوة للتبشير للوحدة.
جاء ذلك فيما أعلنت «الهيئة الشعبية لدعم وحدة السودان»، خطة طويلة الأجل تهدف إلى تقوية الروابط بين الشمال والجنوب، فى حالتى الوحدة أو الانفصال. وقال مهند عوض محمود، المدير الإدارى بالهيئة والمتحدث باسمها: «إن ما يميز الخطة أنها تركز على ربط الجنوب بالشمال اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا»، مشيرا إلى أن هذه المرتكزات ستكون واقعا لتغليب خيار الوحدة فى الاستفتاء المقبل، كما أنها ستكون نواة لوحدة مستقبلية إذا اختار الجنوبيون الانفصال.
وفى غضون ذلك، رصد ائتلاف «مراقبون بلا حدود» موافقة مفوضية الاستفتاء على مشاركة نحو 650 مراقباً دولياً أجنبياً وعربياً، موضحاً أن عدد المراقبين المحليين بلغ 3100 مراقب، منهم عدد من المراقبين والخبراء الفنيين من منظمات أهلية فى الدول العربية، وجهت لهم المنظمات السودانية الدعوة للعمل ضمن فرقها للمراقبة.
واعتبر الائتلاف فى تقرير له أمس أن مفوضية الاستفتاء قامت بجهود متواصلة- رغم ضعف آليات عملها وقلة الوقت المتاح أمامها- لتنظيم عملية الاستفتاء بالالتزام بالبرنامج الزمنى، وهو ما رأه الائتلاف «مؤشراً إيجابياً»، ونبه الائتلاف إلى أن 90% من سكان جنوب السودان يعيشون تحت خط الفقر ويفتقرون لأبسط أنواع الرعاية الصحية والتعليمية والخدمات، مضيفا أن 18% منهم يعانون »الجوع المزمن« بسبب عدم حصول مليون و200 ألف نسمة على أبسط أنواع الغذاء.
وأكد الائتلاف، وفقاً لتحليله، أن الظروف السياسية والميراث التاريخى للحروب الداخلية والمعتقدات الفكرية والثقافية السائدة بجنوب السودان أدت إلى تهيئة مناخ معادٍ لوحدة السودان.