x

«داعش» يُناور بتكتيكات لإطالة أمد معركة الموصل

الثلاثاء 25-10-2016 22:02 | كتب: شادي صبحي, وكالات |
نزوح العائلات العراقية من مدينة الموصل في ظل استمرار معارك القوات الحكومية مع تنظيم داعش الإرهابي، 24 أكتوبر 2016. نزوح العائلات العراقية من مدينة الموصل في ظل استمرار معارك القوات الحكومية مع تنظيم داعش الإرهابي، 24 أكتوبر 2016. تصوير : أ.ف.ب

مع انطلاق الأسبوع الثانى من معركة تحرير الموصل، لجأ تنظيم «داعش» الإرهابى إلى تغيير تكتيكاته واستراتيجيته عبر تفخيخ الجسور وتغيير مواقع مسلحيه، واستقطاب مسلحين من معقله فى الرقة السورية للدفاع عن الموصل، وتكثيف هجماته الانتحارية بتفخيخ السيارات والاعتماد على الأطفال «أشبال الخلافة» لتنفيذ هجماته، وتوسيع حفر الأنفاق والخنادق، ومحاولة تشتيت القوات العراقية والكردية بهجمات على مدن أخرى، فى محاولة مستميتة لإطالة أمد معركة تحرير الموصل.

وتمثل تحركات «داعش» جزءًا من استراتيجية التنظيم لتخفيف الهجوم على معقله فى الموصل، حيث لجأ إلى 6 تكتيكات، هى المتفجرات والألغام، والعمليات الانتحارية، سواء عن طريق السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة، والأنفاق، حيث حفر سلسلة من شبكات الأنفاق داخل وحول المدينة، والهجمات المفاجئة على مناطق أخرى فى العراق، مثل كركوك والرطبة، بهدف تشتيت القوات التى تتقدم إلى الموصل، ووسع من العمليات الانتقامية من السكان الذين يرحبون بالقوات العراقية، حيث قتل التنظيم 40 شخصًا فى منطقة النمرود، رحبوا بالقوات العراقية، والدروع البشرية، حيث يتغلغل عناصر التنظيم بين السكان المدنيين ويتخذون منهم دروعًا للحيلولة دون تلقى ضربات، سواء عبر الغارات أو القصف المدفعى.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنه تلقى تقارير أولية عن عشرات عمليات القتل التى نفذها «داعش»، وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن قوات الأمن العراقية عثرت على جثث 70 مدنيًا عليها إصابات بالرصاص فى قرية تلول ناصر، كما وردت تقارير عن قتل 50 شرطياً سابقاً خارج الموصل.

وقال مصدر فى محافظة نينوى إن التنظيم قام بتفخيخ الجسور والطرقات الرئيسية فى الساحل الأيسر من الموصل، وإن غالبية مسلحى التنظيم انسحبوا إلى الساحل الأيمن مع اقتراب القوات العراقية، استعدادًا للمعركة النهائية، موضحاً أن «داعش» وضع 3 خطوط صدّ، وفخّخ عدداً من السيارات التى سرقها من الأهالى، ووسع من اعتماده على «أشبال الخلافة» فى تفجيرات انتحارية، كما لجأ «داعش» إلى توسيع نطاق هجماته ضد الجيش العراقى والقوات الكردية، لتخفيف الضغط على مقاتليه، ومنها الهجومان على مدينة كركوك ومدينة الرطبة فى محافظة الأنبار، إذ لا يزال يخوض معارك فيها، فيما أكد الجيش العراقى أنه استعاد السيطرة كاملة عليها، بجانب الهجوم على جبل سنجار. وأكدت مصادر بوزارتى الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، والفرنسية، أن المئات من عناصر التنظيم انتقلوا من سوريا إلى العراق لتعزيز صفوف التنظيم، فيما التقى وزراء دفاع 13 دولة مشاركة فى التحالف الدولى، فى باريس لتقييم معركة تحرير الموصل.

وأصدر التنظيم عبر وكالة «أعماق» للأنباء التابعة له، إحصائية عن المعركة، وزعم أنه قتل 819 عنصرًا من القوات العراقية والبيشمركة الكردية، وأضاف أن 58 «داعشيًا» فجّروا أنفسهم، بمعدل 8 عمليات انتحارية يومياً، وقال إن الهجمات التى تلقاها من القوات العراقية بلغ عددها 120 هجومًا.

ويتحمل المدنيون العبء الأكبر مع تدهور ظروف الحياة فى الموصل، ومزيد من القمع والترهيب من المسلحين الذين زاد توترهم، كما أدى حرق «داعش» آبار النفط ومصنعًا للكبريت فى الموصل لإخفاء مواقعه عن الأقمار الصناعية والمقاتلات، إلى زيادة المصابين بمشاكل صحية، وفر أكثر من 7500 شخص من المعارك فى محيط الموصل، وعبر نحو 1000 آخرين الحدود إلى سوريا.

وتدور المعارك حاليًا فى مناطق قليلة السكان، مع توقعات بنزوح مليون مدنى حين تصل المعارك إلى قلب المدينة، ما قد يؤدى إلى أزمة إنسانية كبيرة، وفك «داعش» الحصار الذى فرضه على وادى حجر جنوب الموصل، واعتقل العشرات من أبنائها بعدما أبدوا مقاومة ضده.

وفى تطور مهم، أعلن وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده قد تشن عملية برية فى شمال العراق للقضاء على أى «تهديد» موجه ضد مصالحها، انطلاقًا من قاعدة بعشيقة، التى يتواجد فيها 2000 جندى تركى، موضحا أن مسلحى حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق، يشكلون خطرًا على بلاده، وأعلن متحدث باسم ميليشيات «عصائب أهل الحق» أنه تم تكليف «الحشد الشعبى» باستعادة السيطرة على بلدة تلعفر ومنع عناصر «داعش» من الفرار من الموصل باتجاه سوريا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية