رصد ائتلاف «مراقبون بلاحدود» موافقة مفوضية استفتاء تقرير مصير السودان على مشاركة نحو 650 مراقبًا دوليًّا أجنبيًّا وعربيًّا بزيادة أكثر من 160 مراقبًا عن الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في السودان في إبريل الماضي، منهم 110 مراقبين للاتحاد الأوروبي و16 مراقبًا عن البرلمان الأوروبي و30 مراقبًا داخل السودان لمركز كارتر، بالإضافة إلى 16 مراقبًا في دول المهجر لنفس المركز بمعدل مراقبين اثنين بكل دولة من دول المهجر، و5 مراقبين دبلوماسيين عن وزارة الخارجية المصرية.
وقال الائتلاف في تقرير له، الأحد، إن عدد المراقبين المحليين في استفتاء تقرير المصير بلغ3100 مراقب، منهم عدد من المراقبين والخبراء الفنيين من منظمات أهلية في الدول العربية وجهت لهم المنظمات السودانية الدعوة للعمل ضمن فرقها للمراقبة.
كما رصد الائتلاف قيام مفوضية الاستفتاء بجهود متواصلة رغم تواضع دورها وضعف آليات عملها وقلة الوقت المتاح أمامها لتنظيم عملية الاستفتاء بالالتزام بالبرنامج الزمني، وهو ما اعتبره الائتلاف «مؤشرًا إيجابيًّا» لقيامها بدورها خلال الفترة القانونية المحددة لها، بعد رفض الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي وحكومة جنوب السودان والحركة الشعبية- إجراء أي تأجيل للموعد القانوني المحدد للاستفتاء في اتفاق السلام.
وأشار الائتلاف إلى قرب الانتهاء من ترسيم الحدود الجديدة بصورة نهائية – وفقا للتقرير الأول للمفوضية - داخل السودان بين الشمال والجنوب اعتبارًا من فبراير 2011، بعد أن انتهت لجنة ترسيم الحدود من 80% من الخط الحدودي، الذي سيفصل بين سكان السودان، الذين يبلغون نحو 39 مليون نسمة وفقًا للإحصاء الشامل، الذي قامت به الحكومة السودانية في يونيو 2009، لافتًا إلى أن 30 مليونًا من السودانيين يعيشون في الشمال بنسبة 79% من السكان، بينما يعيش 9 ملايين نسمة في الجنوب بنسبة 21% من السكان، منهم 4 ملايين مسيحي، وهو نفس الرقم الذي حددته تقديرات منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة التي أجريت في أكتوبر الماضي.
ونبه إلى أن 90% من سكان الجنوب يعيشون تحت خط الفقر ويفتقرون لأبسط أنواع الرعاية الصحية والتعليمية والخدمات، مضيفًا أن 18% منهم يعانون من الجوع المزمن بسبب عدم حصول مليون و200 ألف نسمة على أبسط أنواع الغذاء.
وأكد الائتلاف، وفقًا لتحليله، أن الظروف السياسية والميراث التاريخي للحروب الداخلية والمعتقدات الفكرية والثقافية السائدة بجنوب السودان، أدت إلى تهيئة مناخ معادٍ لوحدة السودان، وأسهمت في تراجع دور الأحزاب السياسية وتواري دور الزعامات الدينية بالشمال.
ورصد ائتلاف «مراقبون بلا حدود» وجود مناورات سياسية متبادلة بين طرفي الحكم في السودان حول استفتاء تحديد المصير واستخدامهما لغة واحدة؛ هي التشكيك في عدم التزام أحد الطرفين بتعهداته في مرحلة الإعداد لانطلاق الاستفتاء.