إذا كان المنتخب المصرى ، بطل إفريقيا عبر التاريخ ، تمكن من الحفاظ على كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالى ، والسابعة في تاريخه ، مع أول شهور هذا العام ، إلا أن نهاية 2009 ظلت تلقى بظلالها القاتمة على مسيرة أفضل منتخبات القارة على المستوى العالمى.
حيث حُرِمَ كالعادة من التواجد في المحفل العالمى الكبير «نهائيات كأس العالم» التى صادف أن تُقَام لأول مرة في التاريخ على أرض إفريقية في جنوب إفريقيا.
وبالرغم من السعادة الهائلة التى أضفاها فوز المنتخب المصرى الأول بالبطولة الإفريقية في يناير 2010 على كل محبيه ومتابعيه وعشاقه من الجمهور المصرى والعربى والإفريقى ، إلا أن عدم مشاركته في كأس العالم الإفريقية في يونيو الماضى ، ظلت تؤرق الجميع وتدفع الجمهور المصرى للتساؤل: متى ستتأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم؟.
غادر المنتخب المصرى إلى «أنجولا» محملا بالكثير من المشاعر المختلفة ، ما بين حزن على عدم التأهل إلى النهائيات العالمية مرة أخرى ، وبين ترقب جماهيرى لهذه المجموعة من اللاعبين التى اعتبرها المتابعون أحد أفضل الأسماء التى مارست كرة القدم في مصر.
وكان على هؤلاء النجوم بذل كل الجهد لتعويض الإخفاق العالمي ومحاولة قنص لقب البطولة ليمحو جزءا من هذه الأحزان.
الغريب أنه بالرغم من صعوبة الأمر ، وخاصة مع مواجهة أغلب الفرق المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم ، فإن المنتخب المصرى كان كالأسد الجريح ، الذى يرغب في افتراس أى منافس لاستعادة عنفوانه وجبروته الكروى ، وقد كان حيث استهل البطولة الإفريقية السابعة والعشرين بفوز كبير على المنتخب النيجيرى (3/1) بعد سنوات طويلة من آخر فوز عليه، ولم تكن الأمور صعبة بعدها في تحقيق الفوز على كل من بنين وموزمبيق ليتأهل حامل اللقب إلى ربع النهائى كأول مجموعته.
ثم جاء الدور على المتأهل الثانى إلى المونديال ( منتخب الكاميرون ) ليسحقه المنتخب المصرى هو الآخر بنفس نتيجة فوزه على نيجيريا ، قبل أن يصطدم بالمنتخب الجزائرى – الذى أبعده عن المونديال بعد مباراة فاصلة في نهاية العام السابق – ولم يتوان الفراعنة عن تلقينه درسا قاسيا في فنون اللعبة وأحرزوا 4 أهداف نظيفة في مرمى «شاوشى» الجزائرى ليتأهل المنتخب باقتدار إلى النهائى للمرة الثالثة على التوالى.
ولم يكن هناك أى بديل للفراعنة سوى الفوز على غانا وتحقيق لقب البطولة والكأس السابعة في تاريخهم الإفريقى الكبير، لتستمر مصر في صدارة الدول الإفريقية الحاصلة على تلك البطولة الكبرى ، وبرقم أسطورى قياسى جديد ، يحتاج إلى سنوات وسنوات لمعادلته أو حتى الاقتراب منه، إلا أن هذا أبدا لم يعوض المصريين عن عدم التأهل إلى كأس العالم ، وكانت إقامتها على أرض إفريقيا لأول مرة سببا أكبر فى أن يكون «يونيو 2010» شهراً غير سعيد على الكرة المصرية.