أقام صندوق التنمية الثقافيّة، أمس الأول الأحد، احتفاليّة «الكاميرا في المعركة» بالتعاون مع جمعيّة الفيلم، بسينما مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصريّة، وبحضور الناقد طارق الشناوي، د. أحمد نوّار، المصوّر الكبير محمود عبد السميع، وبطل حرب أكتوبر اللواء عبد الجابر أحمد، ونجلي البطل محمد عبد العاطي المعروف بـ«صائد الدبابات»؛ مقدم شرطة وسام عبد العاطي، ورائد شرطة أحمد عبد العاطي، وعدد من الحضور الكريم. وتم عرض عدد من الأفلام منها؛ «الرجال والخنادق»، «صائد الدبابات»، و«ثلاثيّة رفح»، والتي هي جميعها من تصوير محمود عبد السميع.
وقال الناقد طارق الشناوي، إن الفن المصري بأقل الإمكانيات يستطيع القيام بالمعجزات، لكننا رأينا شذرات فقط من هؤلاء العظام أبطال حرب أكتوبر، ويظل أننا لم نوثّق بطريقة تاريخية وعلمية صحيحة حرب أكتوبر، ومن المؤكد أنه كانت هناك تعليمات من الرئيس أنور السادات بخصوص ذلك، لأنه كان من المفترض أن تقوم وحدات التصوير بتوثيق لحظات ما قبل العبور، لكن كل ما رأيناه هو إعادة تمثيل للعبور بعد حدوثه، ومؤكد أن هذا حدث بسبب محاذير السريّة فيما يخص الجانب العسكري، وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب، فعلينا استعادة كل تلك اللحظات، وتوثيقها من خلال كل من عاصر هذه الحرب، من أصغر جندي رتبةً إلى أعلاهم.
وتحدّث اللواء عبد الجابر أحمد، عن الحس العسكري العالي للرئيس «السادات»، والذي قاد لنصر أكتوبر، وأضاف أن الرئيس الأسبق زارهم قبل قيام الحرب بشهرين، وعندما سأله الضباط عن الحرب، رد بإنكارٍ أصاب بعضهم بالاستنكار والإحباط، لكن كل منهم قيّم الرد على مستوى فهمه العسكري ودرايته بالأوامر السريّة، وأنه كمقدّم حينها، قدّر وقوع الحرب قبلها بأسبوعٍ لما رآه من تجهيزاتٍ وتزويد بالمعدّات. وأضاف «عبد الجابر» إن صائد الدبابات، المجند محمد عبد العاطي، ابن القريّة المصريّة، كان متفوقًا عسكريًا، ففي إحدى المرّات في بيان سلاح، طُلب منه ضرب هدف على مسافة 3 كيلومترات وضعه الخبراء الروس، لكن «عبد العاطي» قال إن الهدف خارج المدى وهو ما تعجّب منه الفريق صادق وزير الدفاع آنذاك، وطلب قياس المسافة مرة أخرى فتبيّن صحّة ما قاله «عبد العاطي» الذي كان رقيبًا في ذلك الوقت وهي أعلى رتبة للفرد المجند، فرقّاه «صادق» إلى رقيب أوّل بعد الواقعة.