يبدو أن النظام الغذائي المتبع لا يؤثر فقط على وزننا، بل إنه قد يؤدي للإصابة بالأمراض أيضا. فحسب دراسة حديثة قد يكون سرطان البروستاتا مرتبطا بالنظام الغذائي الذي يحتوي على الدهون بكميات كبيرة.
أشارت دراسة أمريكية حديثة إلى أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا قد يكونون معرضين أكثر لأشكال أخطر من هذا المرض إذا كان نظامهم الغذائي يحتوي على الكثير من الدهون في اللحوم ومنتجات الألبان. وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية سرطان وأمراض البروستاتا إن تزايد تلك المخاطر مرتبط بالدهون المشبعة والكولسترول التي لا يتناول مرضى سرطان البروستاتا أدوية لخفض مستوياتها لديهم.
كما خلصت الدراسة إلى أن الصلة بين الغذاء الذي يحتوي على دهون مشبعة وشدة سرطان البروستاتا أقوى في الرجال ذوي الأصول الأوروبية مقارنة بالأمريكيين من أصل أفريقي. وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة إيما آلوت من جامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل: "النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الدهون المشبعة يساهم في ارتفاع معدلات الكولسترول في الدم" الذي تم ربطه بالفعل بتطورات أسوأ في سرطان البروستاتا.
ووفقا للرابطة الأمريكية للسرطان فإن رجلا من بين كل سبعة في الولايات المتحدة يشخص بالإصابة بسرطان البروستاتا. وأشار الباحثون إلى أن المرض شائع أكثر في الدول الغربية التي عادة ما يميل الناس فيها أيضا لاستهلاك أطعمة تحتوي على نسب أكبر من الدهون المشبعة. ولاستكشاف العلاقة بين سرطان البروستاتا والدهون في النظام الغذائي استخدم فريق الباحثين في الدراسة بيانات 1854 رجلا تم تشخيص حالتهم حديثا بالإصابة بسرطان البروستاتا من بينهم 321 أو 17% مصابون بسرطانات "شرسة جدا".
وفي إطار مشروع أبحاث مشترك عن سرطان البروستاتا بين نورث كارولينا ولويزيانا أجاب الرجال الذين شملتهم الدراسة على أسئلة عن عاداتهم الغذائية وأدويتهم وعوامل ديموغرافية وحياتية أخرى مثل العمر والعرق والأنشطة التي يمارسونها.
وقام الباحثون باحتساب مستويات الدهون المشبعة في النظام الغذائي لكل رجل منهم وأيضا كميات الدهون غير المشبعة، وهي أنواع توجد في زيوت الخضروات وفي الأسماك. وتوصل الباحثون إلى أن الرجال المصابين بدرجات أكثر شراسة من سرطان البروستاتا يتناولون طعاما يحتوي على كمية أكبر من السعرات الحرارية والكولسترول يوميا ولديهم نسبة مرتفعة من تلك السعرات ناتجة عن تناول الدهون في أنظمتهم الغذائية.
ومن بين الرجال المصابين بالدرجات الأكثر شراسة من المرض كانت نسبة أكبر من إجمالي الدهون التي يتناولونها من النوع المشبع مقارنة بالرجال المصابين بدرجات أقل خطورة من المرض. وتم ربط الغذاء الذي يحتوي على معدلات مرتفعة من الدهون المشبعة باحتمالية أكبر بالإصابة بدرجات شرسة من السرطان بنسبة بلغت 51%. كما ظهرت علاقة بشكل منفصل بين معدلات الكولسترول وزيادة تلك المخاطر بين الرجال المنتمين للعرق الأبيض فقط.