انتظمت حركة سيارات النقل والمقطورات فى أغلب المحافظات، الأربعاء، بعد إضراب عن العمل استمر نحو 12 يوماً، تنفيذاً للاتفاق الذى انتهى إليه الاجتماع الذى عقد مساء الثلاثاء، على تعليق الإضراب بداية من الأربعاء، ولمدة 3 أشهر، وفى الوقت الذى عادت فيه التريللات دون مقطورة للعمل، أصر بعض السائقين وأصحاب السيارات فى عدد من المحافظات على مواصلة الإضراب، رافضين تعهد اتحاد الغرف التجارية بالتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة خلال أسبوعين، وألقت قوات الشرطة، التى تلاحق المضربين، القبض على 10 سائقين فى الشرقية.
كانت مفاوضات قد أجريت، مساء الثلاثاء، بين اتحادى الغرف التجارية والصناعية، وجمعيات النقل من جانب، ووزارات المالية والتجارة والصناعة والنقل والداخلية من جانب آخر، لحل الأزمة التى اندلعت بسبب المحاسبة الضريبية، ومواصفات تعديل المقطورات، والأوزان الزائدة.
وتعهد اتحاد الغرف التجارية بحسم المشاكل الأساسية المسببة للإضراب خلال أسبوعين، على أن يتم إعلانها رسميا فى مؤتمر من المقرر أن يعقده الاتحاد فى مدينة طنطا بالغربية فى 4 و5 يناير المقبل - حسبما أعلن أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد.
وقال على موسى، عضو اللجنة العليا للنقل الثقيل، منسق المفاوضات، إن اللجنة العليا لصناعة النقل الثقيل قررت تشكيل لجنة برئاسة المهندس علاء فهمى، وزير النقل، وعضوية المهندس عاطف البلك، رئيس هيئة الطرق والكبارى، و7 من قيادات وزارة النقل، و12 عضوا عن ملاك المقطورات، والغرف التجارية والصناعية، وجمعيات ونقابات النقل، بهدف ضبط أوزان وحمولات السيارات على الطرق بما لا يضر بطاقة نقل البضائع المحلية وأسعار وتكاليف النقل، وإحباط أى محاولة لمعاودة الإضراب. وقال أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، إن الاتحاد بدأ مفاوضات مع وزارة المالية لإقرار نظام ضريبى مبسط لملاك المقطورات، وسيتم التوصل لاتفاق حول النظام المحاسبى خلال أسبوعين.
وعلى صعيد إنهاء الإضراب فى المحافظات، قال نبيل شعبان، صاحب مقطورات فى الشرقية، إن الشرطة جابت أماكن تجمع السائقين المضربين وطاردتهم، وأجبرت بعضهم على الخروج للعمل، وألقت القبض على 10 من قريتى بدوى وأبوالشقوق التابعتين لمركز كفر صقر، لرفضهم إنهاء الإضراب.
وقال عبدالمجيد السيد، صاحب سيارات، إن هناك حالة من الترقب والخوف عند السائقين الذين أنهوا إضرابهم، خاصة أن هناك سائقين آخرين مضربين مازالوا يعترضون السيارات التى استأنفت العمل.
وفى المنيا، قال محمد محمد خلاف، رئيس رابطة سائقى النقل فى المحافظة، إن نحو 1000 سيارة استأنفت العمل الأربعاء.
وفى كفر الشيخ، أعلن علاء الدين الوشاحى، سكرتير عام جمعية النقل فى المحافظة، أن السائقين أنهوا الإضراب انتظاراً لحل مشاكلهم بسرعة.
وفى 6 أكتوبر، قال أحمد عبدالفتاح، مدير أحد المصانع الغذائية، إن فض الإضراب جاء فى موعده لأن هذه الفترة تشهد نشاطا كبيرا فى حركة التصدير إلى الدول العربية مع بدء العام الجديد.
وفى بورسعيد، قال العقيد بطرس ذكرى، مدير قطاع الميناء، إن حركة المقطورات انتظمت داخل الميناء.
وفى الإسماعيلية، نفى العميد ياسر صابر، مدير المباحث الجنائية، أن يكون مصرع السائق الأسمر أبوعوف حدث بسبب الإضراب، موضحاً أن السائق غلبه النعاس على طريق بورسعيد - الإسماعيلية مما أدى إلى انحراف السيارة وسقوطها، بالتزامن مع رشق سيارات النقل بالحجارة على الطريق.
فى المقابل، حدث خلاف بين أصحاب المقطورات وملاك »التريللات« دون مقطورة عقب الاتفاق، بسبب ما اعتبره ملاك المقطورات خسارة لهم، وأن التريللات هى الرابح الوحيد من وراء الاتفاق، وقال عدد من أصحاب وسائقى المقطورات إن الاتفاق لم يستجب لمطالبهم، واتهموا ملاك التريللات باستغلال الموقف لصالحهم، والحصول على مكاسب مثل المحاسبة الضريبية، والموازين.
واستمر الإضراب فى محافظات أسيوط، وسوهاج، والدقهلية، وقرية أبيج فى كفر الزيات بالغربية، وبعض مدن الشرقية لليوم الـ13 على التوالى.
وطالب جبالى محمد جبالى، رئيس نقابة العاملين بالنقل البرى، أصحاب الشاحنات بتحمل أجور السائقين والتباعين خلال فترة الإضراب، لأنهم ليسوا طرفا فى الأزمة، معلناً أن مجلس النقابة قرر التوقف عن دعم الإضراب فى حالة تكراره، موضحاً أن دور النقابة انتهى بصدور قرار أحمد رفعت، رئيس مصلحة الضرائب، بإلغاء نظام المحاسبة الضريبية الجديد فى 14 ديسمبر الجارى.