نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية تقريرًا مطولا لمحررها للشؤون العربية، «تسيفي بارئيل»، تحدث فيه عن العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان، وقال «بارئيل» في مقدمة تقريره:
«عندما أرادت إسرائيل الصغيرة إقامة علاقات غير رسمية مع دول إفريقية، دعت إليها وفودًا زراعية من هذه الدول من أجل تعليمهم كيف يزيدون من إنتاج الخضروات والأشجار التي تنتج الكثير من الفاكهة، بعد ذلك ذهبت شركات إسرائيلية للدول الإفريقية لتبني قصورًا للحكام ومدارس لشعبها، وأيضًا لبيع السلاح للدول، وللتنظيمات التي تحارب بعضها البعض».
وأضاف: «في القريب، ستقام على ما يبدو دولة إفريقية مستقلة جديدة، يوجد لإسرائيل بها ممثلون، في 9 يناير سيذهب المواطنون للاستفتاء على ما إذا كانوا سيقررون الانفصال عن السودان وإقامة دولة مستقلة، أو الاستمرار كجزء من السودان، التقديرات تشير إلى أن السودان الجنوبي سيتحول إلى دولة مستقلة».
وعن العلاقة المرتقبة بين إسرائيل وجنوب السودان قال «بارئيل»:
«قبل شهرين، قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، برنابا بنجيامين، إن الجنوب المستقل سيقيم علاقات مع كل دول العالم، ولن يعادي أحدًا، توجد علاقات دبلوماسية بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، فلما نحن لا؟».
وتابع: «وسائل الإعلام العربية سارعت في إعلان أن اللاجئين السودانيين الذين تم ترحيلهم من إسرائيل هبطت الطائرة الإسرائيلية التي تقلهم في مطار جوبا في جنوب السودان، إسرائيل قالت إن اللاجئين تم إيصالهم إلى "دولة أفريقية"، وإذا كانت هذه هي جنوب السودان، فإن إسرائيل تعترف بالفعل بالدولة المستقلة الجديدة».
وتطرق «تسيفي بارئيل» إلى تقرير نشرته صحيفة «العرب اليوم» الأردنية في أكتوبر الماضي، نقلا عن مصادر مطلعة، وجاء في التقرير أن «مسؤولين إسرائيليين التقوا مسؤولين من حكومة السودان الجنوبي، واتفق الجانبان على فتح مطار جوبا أمام طائرات شركة العال الإسرائيلية في بداية العام المقبل، وبحسب التقرير، فإن شركة إسرائيلية تنوي بناء فندق في جنوب السودان، وشركة أخرى فتحت هناك مكتبًا تجاريًّا».
وقال «بارئيل» إن "البروفيسور، «متشاريا مونا»، الذي يُدرس في العاصمة الكينية، نيروبي، قال قبل أسبوعين في مقال نشر على موقع «بيزينس ديلي أفريكا»، إن العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان بدأت في عام 1967، ونقل «بارئيل» عن البروفيسور «مونا» قوله: «الجنرال جوزيف لونجا، مؤسس حركة التمرد الجنوب سودانية، قدم في هذا الوقت مساعدة لإسرائيل بمنعه مشاركة الجيش السوداني في الحرب المصرية ضد إسرائيل، وكان الرد أن دعته جولدا مائير لإسرائيل، ونظمت له تدريبًا عسكريًّا في جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد ذلك زودت رجاله بالمساعدات والسلاح، المساعدة الإسرائيلية، بحسب مونا، تمت بالتنسيق مع دول صديقة مثل كينيا وأثيوبيا»، التي كانت الطائرات الإسرائيلية تهبط في كينيا ومنها يتم نقل السلاح والمعدات إلى جنوب السودان، بحسب "بارئيل"».
ونقل الصحفي الإسرائيلي تعليقات عدد من مستخدمي موقع «سودان فوروم»، مؤكدًا أنه من خلال هذا الموقع يمكن الاطلاع على الجو العام في السودان بكل ما يتعلق بإسرائيل، وقال إن أحد المستخدمين كتب على الموقع بعد الانفصال عن السودان، «إسرائيل ستكون من أولى الدول التي ستمد يدها إلى الجنوب لإقامة سفارة به. إسرائيل لم تقتل 2.5 مليون من أبناء شعبنا، كما فعل النظام السوداني، لسنا مهتمين بما حدث في حربي 1967 أو 1973 التي قام بها العرب ضد إسرائيل، ماذا تنتظرون من إسرائيل أن تفعل عندما تهاجم من عدة جهات؟».
وفي نهاية مقاله، قال «تسيفي بارئيل»: «من يقلق جدا من العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وجنوب السودان، هي مصر»، مشيرًا إلى تصريح للدكتورة أماني الطويل، خبيرة الشؤون السودانية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قالت فيه، إن دخول إسرائيل إلى جنوب السودان سيقوي دولة الجنوب، وهو ما سيتبعه زيادة استخدام مياه النيل، بالإضافة إلى تخوفها من انضمام جنوب السودان إلى دول حوض النيل التي تطالب بإعادة تقسيم مياه النهر.