x

الأجور «الفلكية» للنجوم تدمر الدراما

الخميس 23-12-2010 15:39 | كتب: محمد طه |

بعد أن كانت مقصورة على السينما، عرفت الدراما لغة الملايين، خاصة بعد إعلان أكثر من نجم عن تقاضى أجور تبدأ من 30 وتصل إلى 80 مليونا، مقابل بطولة مسلسل، والتى تسببت فى حالة من الفوضى أصابت سوق الدراما وأثرت سلبا على أغلب العاملين فيها، فى ظل صمت المنتجين، اللهم إلا تصريح أشعل به أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السوق، عندما أعلن انسحابه من الإنتاج هذا العام، وتسبب فى «إحراج» صناع الدراما. الغريب أن المنتجين والمؤلفين حتى كبار النجوم يكذبون هذه الأرقام ويؤكدون أنها وهمية، والسؤال: من أين أتى بها أصحابها؟ «المصرى اليوم» طرحت كثيرا من الأسئلة وتلقت قليلا من الإجابات، ربما تشكل خريطة مشكلات الإنتاج الدرامى هذا العام

اعتبر المؤلف وحيد حامد تصريحات النجوم بالأجور الفلكية مجرد أرقام وهمية، وقال: أعتقد أن الحل الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة والحد من ارتفاع أجور النجوم بهذا الشكل الذى نسمع عنه، هو أن تنشط مصلحة الضرائب فى ملاحقة هؤلاء، وتقف على هذه الأرقام وتطلب تحصيل نسبة منها، والمشكلة أننا نسمع أرقاما، لكننا لا نرى فى مقابلها أى أعمال فنية تستحق إنفاق كل هذه المبالغ، بل لا نرى أى عمل فنى يخرج للنور، والمنتجون تكفيهم خسارة موسم رمضان الماضى، التى مازالوا يعانون منها.

وحيد أكد أن التعلق بنجوم محددين فى معظم الأعمال، هو السبب فى المغالاة فى الأجور، وقال: كان بطل «الجماعة» الأردنى إياد نصار، والتنوع بين الممثلين يحل الأزمة، وليس مهما أن يستعين المنتج بالنجم فلان أو علان، الأهم أن أن يكون صالحا للدور الذى يؤديه، لأن نجاح الفن لا يقاس بالنجم أو النجمة.

أكد المؤلف كرم النجار أن كل ما ينشر فى الصحف من أجور للنجوم أرقام وهمية، وقال: أعتقد أنها تدخل فى إطار مفاخرة النجوم فيما بينهم، والأرقام الحقيقية هى التى نسمعها عن محمود عبدالعزيز وعادل أمام ونور الشريف ويحيى الفخرانى وليلى علوى ويسرا، وفيما عدا هؤلاء لا أصدق رقما عن نجم، ولا أصدق أحدا، وهذا لأن كل نجم من هؤلاء يضمن لعمله أرباحا تفوق ما تم إنفاقه عليه بمراحل، وإذا افترضنا صحة ما يتردد، عن أن كريم عبدالعزيز سيحصل على 20 مليون جنيه، فأين المسلسل الذى يستحق أن يحصل عنه كريم على هذا الأجر؟ وأيضا أين مسلسلات محمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد حلمى وغيرهم؟ وإذا افترضنا حسن النوايا وصدق هذه التصريحات، فإننا سنصطدم بواقع أشد قسوة، لأن من ينتج هذا العام بهذه الأرقام الخرافية، سيكون إما مقامرا أو «مش فاهم» فى السوق، لأن الخسارة التى تعرض لها المنتجون الموسم الماضى تجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الدخول فى أى عمل فنى، والدليل أن المنتج محمد فوزى لم يعلن عن دخوله أى عمل فنى حتى الآن، وللأسف تصريحات النجوم بالأجور الفلكية هذه أدت إلى انكماش الحركة الفنية، وأحيى من يخرج من المنافسة هذا العام، لأن ارتفاع الأجور أدى إلى ارتباك فى كل العناصر الأخرى الخاصة بالإنتاج، وبصراحة لازم اللى يقول الأرقام دى يبقى عنده إحساس، لأنه «فيه ناس مش لاقية شغل ولا فلوس».

لخص المؤلف محمد صفاء عامر مشكلة الدراما وحددها فى توغل السينمائيين فيها، وقال: بعد انهيار السينما توجه العاملون فيها إلى الدراما، ورفعوا أجورهم فيها وهذا سيؤدى إلى خراب الدراما قريبا، والعلاج الوحيد هو استيراد ممثلين من سوريا ولبنان، أو تصعيد نجمات جديدات لحل أزمة البطلات أو تقليل الإنتاج، والمسألة كلها فى يد اتحاد الإذاعة والتليفزيون، واقترح حلا للأزمة وهو إنشاء مجلس أعلى للدراما يتحكم فيها فنيا واقتصاديا. اتهم المنتج صادق الصباح الإعلام، بأنه المسؤول عن هذه الأزمة، وقال: الصحف ووسائل الإعلام تنشر الأرقام الخيالية عن أجور الفنانين، وهذا ساهم فى صناعة الأزمة، لأن النجوم وجدوا لعبة التصريحات سهلة، والدليل أن الأرقام التى نسمعها ليس لها أساس من الصحة، المنتج الذى يدفع الأرقام الخيالية للممثلين الذين يتقاضون 20 و30 مليون جنيه خاسر، لأن المشترى الوحيد فى مصر جهتان، هما «التليفزيون المصرى» (وأسامة الشيخ أعلن عن موقفه من الدراما هذا العام) و«قناة الحياة»، والإنتاج المصرى أصبح رقم 3 فى السوق العربية، لأن الخليج يعتبر مسلسلاته رقم واحد بعدها الإنتاج السورى ثم المصرى، وفى رمضان المقبل، لن يزيد الانتاج على 30 أو 35 مسلسلا.

وأشار الصباح إلى أن لعبة التصريحات تسببت فى حالة من الحرج فى التعامل مع النجوم الحقيقيين للدراما مثل يحيى الفخرانى ونور الشريف وليلى علوى، لأنهم يسمعون أرقاما وهمية يتقاضاها صغار الفنانين، ويقارنونها بأجورهم.

وصف طلعت زكريا هذه الحالة بالإيجابية، وأكد أنها ستكون السبب الحقيقى فى انضباط السوق، وتقلل من حجم الإنتاج، لأن الأعمال التى تم إنتاجها العام الماضى لم يرها أحد، وقال: كل الأرقام التى تنشر فى الصحف هى إعلانات عن الممثلين، الغرض منها التسويق والمستفز الوحيد منها الجمهور، وأتحدى أن يوجد نجم بين هؤلاء يتقاضى هذه الأجور، والفنان المحترم لا يذكر أجره حتى لا يستفز الجمهور.

المنتج صفوت غطاس، منتج مسلسلى عادل إمام وكريم عبدالعزيز، أكد أنه لم يعلن عن تعاقده مع عادل إمام إلا بعد شهر من توقيع العقد، حتى لا تحدث مزايدات، وقال: عندما صرحت الصحف بأن عمرو دياب أجره 40 مليون جنيه، كانت نظير برنامج ومسلسل و6 حفلات، فوجئنا بعدها بأن تامر حسنى يقول إنه سيتقاضى 80 مليونا عن مسلسل، وهو ليس لديه مشروع مسلسل من الأساس، لكنه «يريد المزايدة على عمرو دياب وخلاص»، كما أن التليفزيون المصرى ضيع المنتجين هذا العام، بسبب عدم التزامه بالعقود المبرمة معهم، وأعتقد أن الفضائيات هذا العام لن تشترى أعمالا بأرقام خيالية، لأنها لاتزال تعانى من خسارة الموسم الماضى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية