نجح مسلسل «الجماعة» منذ بداية عرضه فى إثارة العديد من الجدل بين مؤيد ومعارض، ووسط صيحات التأييد التى نالها العمل سواء من المعارضين للجماعة أو من الأفراد العاديين، ووجدوا أن وحيد حامد كشف النقاب عن المحظورة، كذلك الرفض التام من أنصار الجماعة الذين أكدوا أن المسلسل يحمل وجهة نظر أمنية مما جعل العمل يدخل نفق «ضد» و«مع» دون الالتفات إلى رسالة وشكل العمل، كما انتقد العمل بسبب الصورة الإيجابية التى عرضها لرجال أمن الدولة كذلك افتقاده للدراما وتحوله إلى عمل وثائقى.
■ كيف ترصد شكل النقد الذى وجه للمسلسل خلال الأيام الماضية؟
- هناك أقلام كثيرة تعاملت مع المسلسل مثل الأهلى والزمالك يعنى حكومة وإخوان وأريد أن أؤكد أن هذا ليس هدف المسلسل إطلاقا لأننى أهدف إلى كشف حقائق خفية للشباب فى صورة فنية وجهد حقيقى لكل العاملين، ولم أضع فى ذهنى وجود فريقين، وقد أظهرت هذه الأقلام مدى الازدواجية التى يحكم بها البعض على الفن، ولا أعرف لماذا تم إغفال مجهود العناصر الفنية المشاركة فى العمل الذى يصل عددهم إلى 150 شخصاً.
■ ترى لماذا وصف البعض المسلسل بأنه جاء فى مصلحة الإخوان؟
- لقد قلت من البداية إن من يكره الإخوان لن يعجبهم المسلسل كذلك من يحب الإخوان لن يعجبهم أيضا لأن الفريق الأول يريد أن أذبح الإخوان وأنا لن أذبح أحداً، أما الفريق الثانى فيريد أن «أطبطب» عليهم ولن أفعل ذلك أيضا لأن المسلسل معنى بحقيقة محددة وكون أن الحقيقة لا ترضى البعض فهذا لا يهمنى، وأعلم أن قيادات الإخوان المسلمين قد طلبوا من شباب الجماعة عدم مشاهدة المسلسل والتفرغ للعبادة فى رمضان ولكن ما أدهشنى المشاهدة المرتفعة للعمل سواء داخل مصر أو فى الوطن العربى وأوروبا.
■ ولكن الصورة المثالية لرجال أمن الدولة كانت مثار جدل كبير حول العمل؟
- الجماعة قالت فى البداية إن أحداث العمل غير حقيقية وأن هناك تزييفاً فى التاريخ ثم رددت بعد ذلك أن العمل كتب برؤية أمنية ولكن التاريخ سيشهد بعد ذلك أن هذا العمل كتب بكثير من الحياد والاستقلالية، ولكن أريد أن أسأل بعض قيادات الإخوان الذين يقضون حياتهم شهراً فى السجن وشهراً فى الخارج سواء عصام العريان أو محمود عزت أو أى شخص إذا كان قد تعرض لتعذيب أو سوء معاملة فى أمن الدولة؟ كما أننى شاهدت منذ أيام قليلة زعماء قيادة الإخوان فى جنازة أحمد رأفت، نائب رئيس مباحث أمن الدولة، وهناك منهم من بكى فى الجنازة وانسالت دموعهم بغزارة والبعض أغشى عليه فهل فعلوا ذلك لأن الرجل الذى كان مسؤولا عن الملف الخاص بهم كان يقدرهم ويحسن معاملتهم أم أنهم أهل نفاق؟ وإذا كان ما فعلوه واجباً إنسانياً فأعتقد أنه لا أحد يبكى موت جلاده إذا كان أحمد رأفت يعذبهم.
■ ولكن طريقة حوار رجل أمن الدولة تبدو مختلفة؟
- أنا معنى بشىء واحد فقط وهو التحقيقات وهذا عرض فى المسلسل طبيعياً وحقيقياً، والمشكلة أن البعض لايزال يرسخ فى ذهنه صورة الإجراءات القمعية الشديدة لرجال أمن الدولة فى عصور قد انتهت وقد جاء ذلك على لسان أحد ضباط أمن الدولة خلال حوار المسلسل عندما قال إحنا اتغيرنا، لأنه لا أحد يستطيع أن ينكر تعذيب السجون فى فترة الستينيات وما بعدها وهذا سيكون واضحا تماما فى الجزء الثانى من المسلسل، وأعتقد أن هذا أكثر ما يثير خوف الإخوان وليس الجزء الحالى.
■ وما سبب ذلك؟
- لأنه فى الجزء الثانى كانت الجماعة قد بعدت عن الدين تماما ودخلت فى صراعات سياسية واقتصادية لذلك فهم خائفون من طرح ذلك، ولكن وجهة نظرى ألا يخافوا مما هو مقبل لأنها حقائق كاملة ومن يكشف أى شىء غير حقيقى فالمحاكم مفتوحة لأنهم سيخسرون كثيرا من السب والقذف.
■ وهل تنكر أن المسلسل حولهم من جماعة «محظورة» إلى جماعة موجودة؟
- الجماعة موجودة بإعلامها ونفوذها وهناك داعمون لها فى كل مكان، وليس صحيحاً أننى أعطيت لهم شرعية فهى جماعة «محظورة» و«منحلة» أيضا لأنه تم حلها والآن هى موجودة بشكل غير شرعى، وكيف أكون المسؤول عن فك حظرهم وهناك 88 عضوا برلمانيا داخل مجلس الشعب فهل يكون المسؤول عن شرعيتهم هو فتحى سرور، ولكن هدفى أن أفتح العين على تاريخهم لأن وجودهم ليست قضيتى ولكن أريد أن أؤكد أنها جماعة دينية تحولت إلى جماعة سياسية واقتصادية لها طموحات فى الحكم.
■ ما حقيقة تجسيد عبدالعزيز مخيون لدور «خيرت الشاطر» وسامى مغاورى «لمهدى عاكف»؟
- هذا غير حقيقى وكل ما يتردد مجرد تكهنات وتوقعات لبعض المشاهدين للعمل وكأنها فوازير رمضان ولكن كل الشخصيات التى استخدمتها فى العصر الحديث مجرد شخصيات رمزية لا تمت للواقع بصلة.
■ ترى أن اهتمامك برصد المعلومات والحقائق أفسد الشكل الدرامى للعمل وتحول المسلسل لشكل وثائقى؟
- أهم ما فى هذا العمل هو البناء المحكم له وهذا ما جعل الجمهور يستقبله بشغف، وهناك جمهور يشاهد الحلقة الواحدة أكثر من مرة لأن كل المعلومات معزولة بشكل درامى داخل الأحداث، وهذا ما يحقق سعادة فى المشاهدة رغم محاولات الجماعة إبطال مفعول العمل والتشويش على الرأى العام.
■ ولماذا تعرضت خلال العمل لأزمة النقاب والدعاة؟
- لأنها قضايا حياتية نعانى منها الآن وهى ناتجة عن المزايدة فى الدين وقد ازداد مؤخرا عدد المروجين وأصبح الدين سلعة جديدة للرزق وانصرفنا عن العلماء وركزنا فى «عيال» الفضائيات.
■ ولماذا قررت أن تخرج عن صمتك أخيرا وتلجأ للقضاء؟
- لا أقبل أن يهيننى أحد مهما كانت درجة الخصومة بيننا ولكن أحمد سيف الإسلام اتهمنى بالكفر وأننى عدو الإسلام واليهودية والمسيحية وهذا كلام لا أقبله إطلاقا وأريد أن أسألهم هل هذه الشتيمة من آداب الإسلام؟ وهل زعماء الإخوان الذين أطلقوا صغارهم بأن يشتموا العمل لا يرون أن ما يفعلونه تحريض على الرذيلة؟ ولكن اللى على راسه «بطحة» من حقه أن يحسس عليها.
■ وما حقيقة اتصالك بوزير الإعلام لتقلل الإعلانات الموجودة فى المسلسل؟
- هذا حقيقى لأننى فوجئت منذ أيام بأن إحدى القنوات التابعة للتليفزيون المصرى التى تعرض المسلسل قد حذفت تترى البداية والنهاية بسبب زيادة عدد الإعلانات فطلبت من أنس الفقى، وزير الإعلام، إعادة التترين وتقليل نسبة الإعلانات وسط العمل حتى لا تفسد شكل المشاهدة وقد وعدنى بتفادى ذلك، كما أؤكد أن التليفزيون لم يحذف لقطة واحدة من العمل حتى الآن وهذا ما يحسب له وقد نجح بعرض هذا العمل أن يسترد وجوده فى الخارج بعد غياب عدة سنوات.
■ وما سبب الاستعانة بمروان حامد وشريف عرفة لاستكمال المسلسل؟
- كل ما ذكر فى هذا الشأن ليس إلا مؤامرة للنيل من مجهود المخرج محمد ياسين الذى قدم صورة فنية للعمل لم يسبق أن قدمت فى عمل تليفزيونى، ولكننا استعنا بكل من مروان وشريف لتقديم مهام خاصة وتصوير مشاهد بسيطة بسبب ضيق الوقت وكلها تحت إشراف ورؤية محمد ياسين صاحب العمل.