أعلنت الحكومة البرازيلية، الثلاثاء، أن بعثة من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ستزور دمشق الأربعاء، لنقل «رسالة حازمة» إلى النظام السوري بوجوب وقف القمع الدامي الذي يشنه ضد المتظاهرين والحوار مع المعارضة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية «إنها مبادرة من دول مجموعة إيبا. والموفد البرازيلي وصل إلى دمشق حيث ينتظر نظيريه. وسينعقد الاجتماع مع الحكومة السورية الأربعاء».
و«إيبا» مجموعة غير رسمية تضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تشكلت في ظل حكومة الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) الذي كان يرغب في تعزيز العلاقات بين دول الجنوب.
وأضاف المتحدث البرازيلي أن الرسالة التي ستنقلها البعثة إلى السلطات السورية تركز على «ضرورة الحوار بين الحكومة والشعب وضرورة وضع حد للعنف واحترام حقوق الإنسان».
وسيكون هدف البعثة أيضا «الاطلاع على الوضع في سوريا وتقييم استعداد الحكومة للحوار».
والمندوب البرازيلي هو مسؤول دائرة أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية باولو كورديرو.
وقال كورديو في مقابلة نشرت الثلاثاء وأجريت معه في بيروت قبيل انتقاله منها إلى دمشق, إن الوفد سيجري «حوارًا صريحًا وحازمًا. ليس مقبولًا استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين عزل».
وأضاف في المقابلة التي نشرتها صحيفة «إيستادو دي ساو باولو» البرازيلية «نريد أيضا حض الرئيس (بشار الأسد) على مواصلة الحوار الذي وعد به».
والثلاثاء أكد الأسد خلال لقائه وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو «لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الإرهابية من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين».
وأكد المبعوث البرازيلي وجود «تناقض بين الإصلاحات التي وعد بها الرئيس والعنف الممارس في الشارع. الحكومة تقول إنها قوى غير نظامية مسلحة، ولكن انتشار الدبابات في المدن وإطلاق النار عشوائيا أمور ليست مقبولة».
وتتهم السلطات السورية «مجموعات إرهابية مسلحة» بترهيب السكان والوقوف وراء أعمال العنف والاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس.
وبلغت حصيلة شهداء الاحتجاجات في سوريا نحو 2000 شخص، بالإضافة إلى 12 ألف معتقل, فيما قتل نحو 300 من عناصر الأمن.
بدورهما، أكدت حكومتا جنوب أفريقيا والهند مشاركتهما في هذه البعثة. وقال متحدث باسم الخارجية الهندية إن الوفد سيلتقي الأربعاء في دمشق وزير الخارجية وليد المعلم.
تأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تجري فيه مداولات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يدين القمع الدموي الذي تمارسه السلطات في سوريا.
وكان مجلس الأمن الدولي حيث تحظى البرازيل والهند وجنوب أفريقيا بعضوية غير دائمة، أصدر بيانا رئاسيا يدين أعمال القمع لحركة الاحتجاجات في سوريا.