صدرت «ساعة بغداد» الرواية الأولى للكاتبة العراقية شهد الراوي، وتقع في ٢٢٧ صفحة من القطع الوسط، وتدور أحداثها في منطقة راقية من أحياء بغداد في عقد التسعينيات من القرن الماضي، وترويها طفلة تجد نفسها مع عائلتها في ملجأ محصن ضد الغارات الجوية الأمريكية، ومن هذا المكان يخرج عالم المدينة وتفاصيل حياتها المثيرة، أغانيها وموسيقاها وطموحات أبنائها ومصائرهم المختلفة بأسلوب سرد يتطور كلما تقدمنا في الزمن، لينتهي بترك الحديث للمستقبل الذي يتبادل الدور مع الراوية، ليضعا أمامنا كل ما ما فاتنا معرفته في الماضي وكل ما سيحدث في القادم من الأيام.
كتبت الرواية ببنية غير تقليدية على حد وصف أحد النقاد، وبجرأة سردية عالية تجاوزت فيها الكاتبة منطق تعاقب الأحداث، كما أنها استطاعت أن تنفذ من الأحلام والذكريات والأوهام إلى الواقع وبالعكس، لتروي قصة جيل ولد في حرب وعاش في حصار وهاجر في أعقاب حرب أخرى.
تقول شهد الراوي، التي تدرس الدكتوراه في الإدارة الحديثة، عن روايتها الأولى: «روايتي عن أبناء جيلي ومدينتي بغداد التي غادرتها ولم تغادرني، عن طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا وأمنياتنا التي حاولت أن أحميها من النسيان وأمنعها من الضياع، إنها (الرواية النظيفة) كما يروق لي تسميتها لأنها لا تتعمد أي إثارة خارج منطق الأحداث التي صنعها الواقع والحلم والذكرى والوهم، بعد الحد من دور العقل والمنطق في رسم النهايات الطبيعية المتوقعة، فهناك نهايات مفتوحة وأسئلة لم تتم الإجابة عنها وهكذا هي الحياة بمجملها».
وتضيف: «من الناحية الفنية، أنا مدينة بشكل كبير ليس لكبار الروائيين العالميين الذين قرأت بعض أعمالهم، وإنما للروائيات الشابات اللواتي بدأن باحتلال أماكنهن في الرواية ما بعد الحداثية، خاصة في أمريكا وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة، واللائي أستطيع أن أعدهن الموجة الأولى من روائيات عصر السوشيال ميديا، من أمثال (إيما كلاين) و(جوجو مويس) و(هيلين ديني) وسواهن، حيث أضحت الرواية معهن عالما من التدفق الشعوري العميق، الذي لا يتردد في قبول الأوهام والأحلام كجزء حقيقي من الواقع المعيش، ولا مشكلة لديهن في أن يتدخل السحر في تغيير اتجاه الحدث وإعادة صياغته دون التضحية بهذا الواقع».
شهد الراوي كاتبة معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجذب إليها آلاف القراء من الذين يتفاعلون مع كتاباتها وأسلوبها المميز، الذي اقترحته لنفسها بعيدا عن ضغط الأشكال التقليدية الشائعة، وتتوفر روايتها في أهم المكتبات العراقية والعربية وموقع أمازون.