٢٠ لقاءً و٣ مشاركات و٣ كلمات هي حصاد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم ٧١.
وكان الرئيس السيسي بدأ زيارته، الأحد الماضي، في زيارة استغرقت 5 أيام شارك خلالها في 3 اجتماعات، حيث ترأس اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي واجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وألقى كلمة مصر أمام الدول أعضاء الجمعية.
وجاءت مشاركة الرئيس في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة إيمانًا من مصر بأهمية تفعيل العمل الدولي متعدد الأطراف بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية للتوصل لحلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية القائمة بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ذات الاهتمام الدولي وحرصت مصر على المشاركة بفعالية في مختلف الأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ضوء الدور البناء الذي تقوم به في إطار حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي أخذًا في الاعتبار عضوية مصر الحالية في كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس السلم والأمن الأفريقي.
وألقى السيسي بيان مصر أمام الجمعية العامة، استعرض خلاله مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، فضلًا عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط.
وشارك في قمة مجلس الأمن حول التطورات في الشرق الأوسط التي ترتكز على الوضع في سوريا، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس مصري في قمة مجلس الأمن، بالإضافة إلى مشاركة السيسي في الاجتماع رفيع المستوى حول اللاجئين والمهاجرين، وتناوله سبل التوصل إلى حلول فعالة للتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين نتيجة الصراعات القائمة.
ورأس السيسي قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي عقدت على هامش أعمال الجمعية العامة لمناقشة تطورات الأوضاع في جنوب السودان في ضوء تولي مصر لرئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال سبتمبر الجاري ودعت مصر بصفتها رئيس القمة ١٥ رئيسًا وزعيم للمشاركة في الفاعليات.
كما رأس الرئيس اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ والتي ناقشت نتائج مؤتمر أطراف اتفاقية باريس حول تغير المناخ، فضلًا عن التحضير للدورة المقبلة للمؤتمر التي ستعقد في مراكش خلال نوفمبر المقبل.
وأجري الرئيس عددًا من اللقاءات الإعلامية منها لقاء تليفزيوني مع شارلي روز لقناة بي بي إس الأمريكية، وشبكة «سي إن إن»وصحيفة واشنطن بوست، التي تناولت الجهود التي تبذلها مصر لوقف سقوط دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى في براثن الفوضى والتقسيم، إضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر لجذب الاستثمارات في مختلف المشروعات التي تُجرى على أرض مصر.
وعقد عددًا من اللقاءات مع القادة والزعماء، حيث التقي في يوم وصوله الأول الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وبحثا الطرفان القضايا المشتركة والأوضاع في الإقليم، وأكد السيسي، خلال اللقاء، دعم مصر للقيادة والحكومة الشرعية في اليمن، موضحًا أن مصر تربطها باليمن علاقات قديمة وقويه وتربط بينها وبين شقيقتها اليمن أواصر متعددة.
وفي يومه الثاني، التقى الرئيس السيسي، نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس، وأكد على عمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيدًا بمواقف قبرص الداعمة لمصر في مختلف المحافل الدولية والإقليمية وحرصها على إطلاع بقية الشركاء الأوروبيين على الصورة الحقيقية للتطورات التي شهدتها مصر.
ورحب بالتعاون القائم بين الجانبين في العديد من المجالات وخاصة في مجال الطاقة، مؤكدًا على أهمية متابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة وزير البترول لقبرص في أغسطس الماضي لتعظيم الاستفادة المشتركة من اكتشافات الغاز في المتوسط بما يحقق مصالح الدولتين.
كما أشاد بتطور آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان وبالمشروعات المشتركة الجارى التباحث حولها في إطار هذه الآلية، معربًا عن تطلعه لاستقبال الرئيس القبرصي في القاهرة خلال أكتوبر المقبل لحضور القمة الثلاثية المقبلة.
والتقى السيسي، برئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، حيث أكد على الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ليس فقط لكونه الشريك التجاري الأول لها ولكن لدوره الهام على الساحة الدولية.
وشدد على أهمية مواصلة التعاون بين الجانبين للحفاظ على الاستقرار بالمنطقة في ظل التحديات غير مسبوقة التي تواجهها، واستعرض الرئيس التطورات على الساحة الداخلية، حيث أوضح أنه عقب استكمال مصر لاستحقاقات خارطة الطريق فإنها تحرص الآن على ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وإعلاء سيادة القانون ودولة المؤسسات وذلك بالتزامن مع جهود حفظ الاستقرار والأمن.
كما استعرض خلال اللقاء برنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الذي تنفذه الحكومة، فضلاً عن توصلها إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي لدعم هذا البرنامج.
والتقى الرئيس، بسكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون الذي أشاد بالقيادة الحكيمة وجهوده في إطار تدعيم الاستقرار بمصر وتحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط ولاسيما فيما يتعلق بجهود إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن مساعي استعادة الاستقرار في ليبيا.
وأكد السكرتير العام خلال اللقاء حرصه على التشاور مع الرئيس والتعرف على رؤيته لسبل التوصل إلى تسويات للأزمات المختلفة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وأجرى السيسي مقابلتين مع مرشحي الرئاسة الأمريكية، هيلارى كلينتون، ودونالد ترامب بناءً على رغبة كلا الطرفان اللذان التقيا فقط بثلاثة رؤساء من المشاركين في فاعليات الجمعية من بينهم وأولهم الرئيس المصري.
وأكدت مؤسسة الرئاسة عدم تأييد طرف على حساب آخر، وأن مصر تتعامل مع كلا المرشحان بشكل متساو وأن الكلمة فىيالنهاية للناخب الأمريكي، والتقى السيسي أيضًا بالمستشار النمساوي كريستيان كيرن، وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن تقدير مصر لعلاقات الصداقة التي تربط بين البلدين، مؤكدًا تطلع مصر لتطويرها وتحقيق نقلة نوعية في التعاون الثنائي خلال الفترة القادمة، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي ليتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع بين البلدين.
وأشار إلى اهتمام مصر بالاستفادة من خبرة النمسا في عدد من المجالات مثل التعليم، وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفي لقاء وصف بأنه قمة مصرية بريطانية نظرًا لأنه اللقاء الأول بينهما منذ توليها السلطة، التقى الرئيس، بتريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة، وأعرب خلال اللقاء عن تطلع مصر لتحقيق نقلة نوعية في التعاون مع الحكومة البريطانية الجديدة على كافة المستويات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.
ولفت السيسي إلى التاريخ الممتد للروابط التي تجمع بين البلدين، مشددًا على أهمية الارتقاء بالعلاقات إلى أفاق أرحب.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء التطورات على الساحة الداخلية، مشيرًا إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الذي تنفذه الحكومة، فضلاً عن توصلها لاتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي لدعم هذا البرنامج.
وأشاد الرئيس بالاستثمارات البريطانية في مصر، معربًا عن «تطلعنا للعمل مع الجانب البريطاني لزيادتها وتنميتها»، وتناول اللقاء عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومن بينها الحظر الذي لا تزال تفرضه بريطانيا على رحلات الطيران إلى شرم الشيخ والإجراءات التي تتخذها مصر بالتعاون مع السلطات البريطانية سعيًا لرفع هذا الحظر، وتم الاتفاق على قيام الجانبين بمواصلة العمل المشترك من أجل استئناف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ.
والتقى السيسي بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، والملك عبدالله بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحيدر العبادي، رئيس وزراء العراق، وتمام سلام رئيس وزراء لبنان، ورئيس وزراء رومانيا داسيان سيولوس، والرئيس المقدوني جورجى إيفانوف، ورئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات، والتقي السيسي مجلس الأعمال للتفاهم الدولي وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية ومجلس أعمال الأمن القومي.
واستعرض السيسي خلال اللقاءات تعزيز التعاون مع تلك الدول وتطورات الأوضاع بمصر والمنطقة والقضايا المثارة على الساحة السياسية،مثل خطة محاربة الإرهاب وأزمات الشرق الأوسط ومشروعات التنمية الكبرى والحريات والإعلام.
وتختلف مشاركة الرئيس السيسي الثالثة في فاعليات الجمعية العامه للأمم المتحدة عن مشاركته الأولى والثانية، فالمرتان الأولى والثانية كانتا لتأكيد شرعية الرئيس السيسى والإشارة إلى أن ماحدث في مصر في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان ثورة شعبية قامت للتخلص من حكم جماعة لفظها الشعب خاصة وأن مصر كانت تعاني على المستوى الخارجي من سوء فهم لما حدث ونجحت الدبلوماسية المصرية والسياسة الخارجية في استقرار الأوضاع وعاد ذلك على مصر بالنفع واستعادة دورها في ريادة بعض الملفات على الإطار الاقليمي، فبجانب الحديث الدائم على كيفية استقرار الأوضاع في ليبيا وجنوب السودان وحل القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب وطلبت أطراف دولية متعددة أن تضع مصر مكانة قوية لنفسها في الملف السوري نظرًا لأن ليس لها أطماع ودورها الريادي والكبير في المنطقه وهو ما نتج عنه المشاركة الأولى والقوية للرئيس السيسى في اجتماع مجلس الأمن الذي عقد لمناقشة الأوضاع في سوريا.
ولم تختلف المشاركة الثالثة للسيسي في الأمم المتحده عند ذلك الحد ولكن امتدت لتشمل طلب عدد كبير من الرؤساء والزعماء اللقاء بالجانب المصري وهو ما تسبب في تغيير جدول اللقاءات بشكل يومي.
وعلى صعيد التظاهرات والاحتفالات رصدت «المصري اليوم» ضعف وقلة عدد الفاعليات التي نظمتها جماعة الإخوان طوال فترة الزيارة التي استمرت ٥ أيام سواء أمام مقر إقامة الرئيس بفندق بالاس أو أثناء مشاركاته الثلاثة داخل مبنى الأمم المتحدة، ففي اليوم الأول لم يكن لهم أي تواجد وفي اليوم الثاني رصدت «المصري اليوم» بالفيديو مرور حافلتين لبعض عناصر جماعة الإخوان أمام مقر إقامة الرئيس السيسي رددوا خلالها هتافات ضد حكم الرئيس مطالبين بعودة المعزول محمد مرسي للحكم وتكرر نفس المشهد بنفس العبارات ولكن بدون استخدام حافلات والاكتفاء بالوقوف أمام مقر الأمم المتحدة أثناء إلقاء الرئيس السيسي كلمته الرئيسية أمام الجمعية العام.
وشهد نيويورك احتفالات لأعضاء الجالية المصرية والوفد الكنسي الذي سبق زيارة السيسي بثلاثة أيام لتنظيم احتفالات وإعلان تأييد ومساندة لوجوده وفي الوقت نفسه السيطرة على أي خروج عن المالوف من جانب أقباط المهجر الذين أعلنوا في وقت سابق عن تنظيم وقفات احتجاجية يستقبلون بها زيارة السيسي اعتراضًا على قانون تنظيم بناء الكنائس.
كما لم تشهد الزيارة أي اعتداء جسدي لأي من أعضاء الوفد الإعلامي أو لمجلس النواب أو للوفد الكنسي على عكس ما حدث العام الماضي، واقتصر الأمر على بعض العبارات غير اللائقة التي وجهها بعض أعضاء التنظيم لبعض رؤساء تحرير الصحف وبعض أعضاء مجلس النواب الذين استطاعوا التعرف على هويتهم .