ذكر تقرير لإذاعة «صوت أمريكا» أن محاكمة الرئيس السابق، مبارك، التي طال انتظارها «يجب أن تمثل عبرة للحكام الأفارقة» في المستقبل، واعتبر أنها «نقطة تحول» في تاريخ معاقبة الحكام الديكتاتوريين الذين يرتكبون جرائم بحق شعوبهم.
وأضاف أن كثيرين لم يصدقوا أنهم يمكن أن يشهدوا هذه المحاكمة في حياتهم، لافتة إلى أهمية الدور الذي يقوم به القضاء في محاسبة مبارك ورجاله عن قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير.
وصرح تيم هيوز، أستاذ الشؤون الخارجية بمعهد جنوب أفريقيا وباحث ببرنامج الموارد الأفريقي، بأن «محاكمة مبارك إجراء غير مسبوق بالنسبة للقارة الأفريقية، أن تخلع رئيسا وتحاكمه, هذا لم يحدث في أفريقيا من قبل».
وأوضح أن أفريقيا شهدت انقلابات وثورات، لكن لم يحدث من قبل أن نجحت العدالة في تقديم رئيس سابق للمحاكمة، وحسابه على جرائمه، مشيرة إلى أن المحاكمة بمثابة «جرس إنذار لتحذير الحكام الأفارقة من مصير مماثل».
وقال إن أفريقيا بدأت بالفعل تتعامل مع «صدمات الثورات المتتالية في شمال أفريقيا والعالم العربي»، لكن بعد أن حدثت صدمة غيرت كل شيء، لافتا إلى استمرار موجة الاحتجاجات الشعبية في دول مثل أوغندا التي يقبع رئيسها في الحكم منذ 25 عاما، ومن المنتظر أن تحدث موجة احتجاجات في سوازيلندا وزيمبابوي.
وأشار إلى أن الوضع في دول مستقرة تم الانتخاب ديمقراطيا فيها مثل مالاوي لم يعد مستقرا بعد ثورات الربيع العربي، وبدأت مظاهرات واحتجاجات تخرج إلى الشوارع لتعبر عن سخط الشعب فيها، موضحا أن هناك دروسا يجب أن يتعلمها الرؤساء والقادة الأفارقة، أهمها أن الشعوب في وسط وجنوب أفريقيا تحتاج لتأسيس نظام ديمقراطي سلميا، وإعادة النظر في البنية الاجتماعية للدولة».
وكان مبارك ونجلاه ووزير الداخلية الأسبق ومساعدوه قد مثلوا أمام محكمة الجنايات، الأربعاء الماضي في قضية قتل المتظاهرين السلميين أثناء ثورة 25 يناير، وتصدير الغاز لإسرائيل، فيما وصفت المحاكمة بأنها «لحظة تاريخية لم تشهدها دولة عربية من قبل».