أبهر المنتخب الوطنى للشباب المتابعين لبطولة كأس العالم المقامة فى كولومبيا بعد فوزه الكبير على منتخب النمسا برباعية نظيفة فى المباراة التى جمعت بين الفريقين فجر الجمعة فى الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة، ليرفع الفريق رصيده إلى 7 نقاط من فوزين وتعادل، ويحتل المركز الثانى فى مجموعته خلف البرازيل بفارق الأهداف، بعدما اكتسح الأخير منتخب بنما برباعية أخرى رفعت رصيده من الأهداف إلى ثمانية، فيما ارتفع رصيد المنتخب الوطنى لـ6 أهداف فقط.
كان الفريق المصرى قد افتتح التسجيل بهدف لمحمد صبحى فى الشوط الأول، ثم أضاف نجم الزمالك محمد إبراهيم ثلاثية فى الشوط الثانى فى الدقائق «60 و63 و82» مسجلاً أول هاتريك فى البطولة. وكان ضياء السيد المدير الفنى غيّر فى التشكيلة التى أعلنها للمباراة قبل انطلاقها بنحو 3 ساعات، بعد أن أكدت باقى النتائج تأهل مصر للدور الثانى، فدفع بمحمد صبحى وأيمن أشرف وأحمد حسن «كوكا» منذ البداية بدلاً من أحمد توفيق وعمر جابر ومحمد حمدى مفضلاً إراحتهم وخوفاً من حصولهم على أى بطاقة صفراء جديدة تحرم الفريق من جهودهم فى الدور المقبل. وفى الشوط الثانى منح ضياء الفرصة أيضاً لحسين السيد ومحمود عزت بدلاً من على فتحى وأحمد حجازى، كما عاد للاعتماد على توفيق فى وسط الملعب بعد أن دفع به بعد ربع ساعة من انطلاق المباراة على حساب أحمد حسن «كوكا».
وسيطرت على البعثة حالة من الفرح الشديد عقب نهاية المباراة وسجدوا لله فى أرض الملعب كما قاموا بالرقص والغناء مع الجهاز الفنى. وقرر مجدى عبدالغنى، رئيس البعثة، منح اللاعبين مكافأة إضافية تقديرا لهم على الجهد الكبير الذى بذلوه والعروض الرائعة التى وصلت بهم بجدارة لصدارة المجموعة بالتساوى مع المنتخب البرازيلى المرشح الأول للقب.
وطار المنتخب صباح الجمعة إلى مدينة ميديلين، ثانية كبرى المدن الكولومبية وتقع فى شمال جبال الإنديز بوسط كولومبيا، استعداداً لمواجهة نظيره منتخب الأرجنتين القوى فى دور الستة عشر للبطولة. ووفقاً لنظام البطولة يواجه ثانى المجموعة الخامسة أول المجموعة السادسة التى احتل صدارتها منتخب التانجو الأرجنتينى. ورفض ضياء السيد، المدير الفنى للفريق، التعليق على المواجهة، مشيراً إلى أن الفريق البطل يجب ألا ينظر إلى من سيواجه، وعليه أن يتغلب على الجميع للوصول إلى هدفه، مشدداً على صعوبة المواجهة التى جاءت مبكرة بين فريقين قدماً عروضاً جيدة وحصد كل منهما 7 نقاط فى مجموعته.
وسيطرت حالة من الاستياء الشديد على أعضاء البعثة واللاعبين بسبب قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بسفر المنتخب الوطنى إلى ميديلين بعد نحو 8 ساعات من نهاية مباراة النمسا، وهو ما شكل عبئاً كبيراً على الجهاز الفنى واللاعبين الذين لم يحصلوا على أى راحة، وأبدى مجدى عبدالغنى اعتراضه على موعد السفر رسمياً لمسؤولى «فيفا» عقب نهاية المباراة وطالب بمنح الفريق فرصة للراحة. وشدد قائلاً: «يبدو أن اللجنة المنظمة للبطولة تعاقب المنتخب المصرى على عروضه القوية فى البطولة بهذه الرحلة الفورية السريعة»، إلا أن اللجنة المنظمة رفضت جميع محاولات التأجيل نظراً لظروف الطيران.
من جهته، أبدى ضياء السيد، خلال المؤتمر الصحفى عقب المباراة، سعادته بجماهير مدينة قرطاجنة الذين ساندوا الفريق بشكل كبير خلال المباراة، وقال: «كنا محظوظين فى الهدفين الأول والثانى وهذا موجود فى كرة القدم، لكننا أضعنا أيضاً الكثير من الفرص عبر محمد صلاح ومحمد إبراهيم وكوكا وغيرهم، وبشكل عام قدمنا مباراة جيدة جداً اليوم والجماهير تمتعت بأداء المنتخب المصرى».
وأوضح: «أعتقد أننا نتحكم فى إيقاع المباريات التى خضناها حتى الآن بشكل كامل بفضل مجموعة اللاعبين المتميزين أصحاب المستوى العالى الذين نمتلكهم، وأعتقد أن المباراة المقبلة ستكون اختباراً جديداً وقوياً للاعبين». ورداً على سؤال حول ما إذا كان هذا المستوى هو الأفضل لمصر بفضل نجمى الفريق محمد إبراهيم ومحمد صلاح قال: «إبراهيم وصلاح لاعبان كبيران جداً ومهمان للفريق ومستواهما عال جداً ولديهما الكثير من المهارات، ولكنى أعتقد أن الفريق كله ساعدهما للظهور والتألق، وهذا الجيل من اللاعبين جيد جداً، وأتمنى أن تكون هذه المجموعة من اللاعبين فى القريب العاجل النواة الأساسية للمنتخب الوطنى الأول، كما أتمنى الذهاب بعيداً فى هذه البطولة».
ورداً على سؤال حول سر تقديم منتخب مصر الكرة اللاتينية خلال مبارياته الثلاث قال: «نحن كمصريين نحب الكرة المهارية فى أمريكا اللاتينية، ونتأثر بها وأعتقد أننا فى مصر لدينا المهارات التى تمكننا من اللعب بطريقة المدرسة اللاتينية».
وعن مستوى المنتخب النمساوى قال: «لاعبو النمسا بدأوا اللقاء بشكل جيد جداً، ولكن بعد نحو 15 دقيقة سيطرنا على المباراة كما أنهم لم يضغطوا على مهاجمينا فى الدفاع، ووجدنا مساحات خالية كبيرة فى خطهم الخلفى فلعبنا عليها ونجحنا فى اختراق دفاعاتهم عدة مرات عبر المرتدات السريعة، وبشكل عام لعبنا جيداً وظهرت خطورتنا اليوم لوجود المساحات الكبيرة وعدم وجود رقابة فردية، بجانب تأثر منتخب النمسا بحرارة الجو الشديدة، وافتقادهم الحماس فى الشوط الثانى بعد إضافة الهدف الثانى لنا، وأعتقد أنهم أدوا بشكل جيد وأشكرهم ومديرهم الفنى».
وحول مباراة الأرجنتين المقبلة والمنتخبات التى يرشحها للمنافسة على لقب المونديال هذا العام قال: «لا شك أن المنتخب الأرجنتينى فريق قوى جداً، لكنن قادرون على مواجهته، وسنلعب المباراة من أجل الاستمتاع بلعبة كرة القدم وإمتاع الجماهير، وحتى الآن أرى أن البرازيل والأرجنتين وإسبانيا وكولومبيا هى أقوى الفرق المرشحة للمنافسة على لقب المونديال هذا العام».
فيما رفض هاراف أندرياس، المدير الفنى لمنتخب النمسا، التعليق كثيراً على مستوى فريقه، مشيراً إلى أن اللاعبين يفتقدون الخبرة الكافية لخوض منافسات بطولة بحجم كأس العالم، مشيراً إلى أن الفريق المصرى كان الأفضل على مدار الشوطين ونجح فى تحقيق هدفه، وأضاف أندرياس: «أعتقد لو أننا تغلبنا على بنما فى المباراة الأولى لكنا الآن فى دور الستة عشر للبطولة ولكنها كرة القدم ويجب أن تؤمن بها لتتقبل قراراتها».