ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات قياسية مقتربة من حاجز الخمسين دولار في الحادية عشر بتوقيت جرينتش، بعد الإعلان عن اتفاق التعاون بين أكبر منتجي النفط في العالم من أجل معالجة تخمة المعروض العالمي من الخام.
وبحلول الثانية عصرا بتوقيت جرينتش ارتفعت أسعار النفط بنحو 1% إلى 47.30 دولار للبرميل، بعدما شهدت تراجع طفيف خلال جلسة تعاملات اليوم الأثنين لتواصل المكاسب.
ووقع الاتفاق وزيرا الطاقة السعودي ونظيره الروسي في الصين على هامش قمة مجموعة العشرين، بعد اجتماع بين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعهد أكبر منتجي النفط في العالم إلى التعاون لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، في الوقت الذي لم يتم الإعلان فيه عن أي تدابير محددة لدعم الأسعار.
ويمثل الاتفاق الحالي بين عضو منظمة الأوبك المملكة السعودية وروسيا العضو الغير منضم للمنظمة الأول من نوعه في خمسة عشر عام، منذ اتفاق موسكو على خفض الانتاح مع المنظمة بداية الألفية لكن روسيا لم تلتزم وتفي بوعودها.
وقال وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك اليوم الأثنين عقب اجتماعه مع نظيره السعودي خالد الفالح، «لدينا عدد من الأدوات المتوفرة للعمل المشترك.»
وأكد نوفاك على أن روسيا ستكون مستعدة للانضمام إلى اتفاق بين المنتجين الرئيسين لتجميد الإنتاج، برغم تصريحات للفالح في وقت سابق الأسبوع الماضي لتلفزيون العربية بأنه ليس هناك حاجة حالية للحد من الإنتاج، مضيفا أن البلدين يتجهان نحو شراكة استراتيجية في مجال الطاقة، وأن مستوى الثقة المرتفع سيسمح لهما بمواجهة التحديات العالمية.
وأضاف وزير النفط الروسي: «لقد اتفقنا مع وزير الطاقة السعودي على إجراءات مشتركة تهدف إلى تحقيق استقرار في وضع النفط، ونعتبر تثبيت الانتاج الأداة الأكثر فاعلية وهناك معايير محددة يجري مناقشتها في الوقت الراهن»، وأشار إلى ضرورة إعطاء إيران الحق في الوصول بانتاج النفط لمستوى ما قبل العقوبات.
ومن المنتظر أن تخرج اجتماعات أوبك القادمة بعدد من القرارات حول تجميد الانتاج، فستعقد المنظمة مباحثات غير رسمية في الجزائر في وقت لاحق هذا الشهر، على أن يكون الاجتماع الرسمي في العاصمة النمساوية فيبنا في نوفمبر القادم.
ودعا الجانب الروسي عدد من منتجي أوبك إلى تثبيت الإنتاج لكبح تخمة المعروض من الخام، كما لمحت المملكة السعودية إلى رغبتها في التعاون في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا على ميزانيتها، خاصة في مساعيها لطرح جزء من شركة أرامكو الحكومية المنتجة للنفط للإدراج في البورصة.
من جانبه أشاد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي بتوقيع المملكة السعودية وروسيا اتفاق من أجل التعاون في سوق النفط، وكتب المزروعي على موقع التدوينات القصيرة تويتر «إننا نؤمن بأن هذه الخطوة الإيجابية تأتي في ضوء حرص أكبر منتجين للنفط في العالم على توازن السوق ومصلحة كل من المنتجين والمستهلكين»، مضيفًا: «دولة الإمارات بصفتها منتجا مسؤولا في منظمة الأوبك حريصة على أن تدعم وتساهم في أي جهود مشتركة تهدف إلى تحقيق التوازن في السوق النفطية».
كما رحبت الكويت عضو منظمة أوبك – منظمة الدول المصدرة للنفط- بالمشاورات السعودية الروسية المشتركة حول النفط، مؤكدة على دعمها لنتائج هذا الحوار، حيث قال وزير الطاقة الكويتي أنس الصالح في تصريحات صحفية اليوم الأثنين، لإن الكويت تدعم نتائج المشاروات من أجل تحقق التوازن بالأسواق.
وأضاف الصالح أن الحوار المشترك يؤكد أن المنتجين الرئيسين يتابعون مستجدات سوق النفط وهي تحركات إيجابية تحتاجها أسواق النفط من أجل التمهيد والمساعدة في تحقيق التوازن مع تعاف متوقع في أساسيات السوق النفطية خصوصا فيما يتعلق بالطلب الموسمي خلال الربع الخير من العام الحالي، قائلا: «مثل هذه الجوالات للتشاور تساهم في طمأنة الأسواق وتناميها.»