x

«العشرين» في مواجهة اللاجئين والتجارة وتباطؤ معدلات النمو

الأحد 04-09-2016 16:08 | كتب: لمياء نبيل |
فاعليات «قمة العشرين» في الصين، 4 سبتمبر 2016. فاعليات «قمة العشرين» في الصين، 4 سبتمبر 2016. تصوير : أ.ف.ب

بالرغم من أن قادة مجموعة العشرين يجتمعون في أجواء محفوفة بالمشكلات الاقتصادية، وتباطؤ النمو العالمي، إلا أن عدم وجود أزمة ملحة يعني أن القمة لن تخرج بإجراءات غير عادية، على غرار القمة الأولى لقادة العشرين في عام 2008 في أعقاب الأزمة المالية العالمية.

وتتألف مجموعة العشرين من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي متمثل في المفوضية الأوروبية، بما يمثل 85 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي وثلثي سكان العالم.

مجموعة العشرين من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، بما يمثل 85 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي وثلثي سكان العالم.

*وعود لم تنفذ

وتبحث القمة السنوية بشكل أساسي السياسات المالية والاقتصادية، ولكن قمة هذا العام فرصة لاجتماع قادة العالم ومعالجة القضايا الراهنة سواء الأزمات الجيوسياسية أو التغير المناخي، إضافة إلى منح قادة الصين فرصة لإظهار بروز بلادهم كقوة كبرى على الساحة العالمية كونها المحرك الثاني للاقتصاد العالمي.

أطلق قادة العشرين نحو 113 التزاما العام الماضي نفذ منها ما نسبته 63%

وعلى مدار السنوات الثماني الماضية، اثمرت اجتماعات مجموعة العشرين عن قائمة طويلة من الوعود، فعلى سبيل المثال أطلق القادة نحو 113 التزاما حول قضايا رئيسية من بينها خفض المساعدات المالية للوقود الأحفوري وزيادة مساعدات اللاجئين، إلا أن هذه الوعود لم تتحق بشكلها الفعلى حتى موعد القمة السنوية الحالية والتي تفتتح اليوم الأحد، فلم يتجاوز الالتزام بالوعود الـ113 التي قطعتها المجموعة في عام 2015 ما نسبته 63% بحسب مذكرة بحثية حديثة لجامعة تورنتو بكندا، ويدعم محللون الرأى القائل إن قمة سبتمبر الصينية لن تثمر هذا العام بشكل خاص عن أي نتائج جدية، فبدون أزمة حادة تحفز على التغير، فإن المشاعر المتزايدة المعادية للعولمة تجعل من الصعب على العديد من القادة إطلاق أية التزامات مهمة.

الأمر الذي دفع رئيسة صندوق النقد الدولي كرستين لاجارد، تحذر في وقت سابق الأسبوع الماضي، أن العالم يواجه خليطا ساما من النمو البطىء الطويل المدى، وتزايد انعدام المساواة ما يخلق توجهات سياسية إلى الشعبوية وزيادة العوائق التجارية.

*الصين تلعب دورا يتناسب مع مكانتها

ومنذ تحول أنظار العالم إلى الصين لمساعدتها في الخروج من الأزمة المالية العالمية عام 2008، شعرت بكين أنها تستحق أن تلعب دورا مهما يتناسب مع مكانتها كأكبر ثاني قوة اقتصادية في العالم، فقمة العشرين هي أكبر قمة وأرفعها مستوى قد تستضيفها الصين في تاريخها.

مركز أكسبو الدولي، مكان إنعقاد القمة والذي تم الانتهاء منه في أبريل الماضي بتكلفة قدرت 1.2مليار دولار.

وقبل القمة، أنفق قادة الصين المليارات على الطرق السريعة الجديدة والمنازل الفخمة ذات الثلاث طوابق بالقرب من مركز أكسبو الدولي، مكان إنعقاد القمة والذي تم الانتهاء منه في أبريل الماضي بتكلفة قدرت 1.2مليار دولار.

وفي مفارقة تقام قمة العشرين في مدينة هانغتشو مسقط رأس جاك ما مؤسس عملاق التجارة الإليكترونية «على بابا» والتي تم إطلاقها من نفس المدينة في عام 2014 بطرح أولى قدره 25 مليار دولار، وربما لا تعد قمة العشرين احتفال تتويج، إلا أن الرئيس الصيني شي جينبينج يعتزم إظهار يلاده قوية وقادرة ومستعدة للعب دورها في قيادة الاقتصاد العالمي.

*التجارة على قائمة العشرين

وحذّر رؤساء الهيئات الاقتصادية الكبري كصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من خطر الرياح المعاكسة للتجارة التي تجتاح الدول المتقدمة.

وحثت كرستين لاجارد المدير التنفيذي للصندوق القادة على المساعدة في إبقاء التدفقات التجارية، وحذرت من توقعات معدلات النمو في 2017، وأيدها روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، وأضافت لاجارد «التجارة لاتزال وسيلة منخفضة للغاية، وكانت وسيلة منخفضة لفترة طويلة.»

وتأتي تصريحات لاجارد في زخم التصديق على اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادي والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، والتي من شانها أن تتم بين 12 دولة تشكل نحو 40% من الاقتصاد العالمي، وبرغم من تعثر الاتفاقية خلال الأشهر القليلة الماضية إلا أن مرشحي الرئاسة الأميركين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون أعطوا دفعة قوية للاتفاقية.

في حين قال وزير التجارة الفرنسي ماتياس فيكل أواخر الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة لم تقدم أي شئ جوهري في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاق التجارة الحرة، مضيفا أنه ينبغي استكمال المحادثات حتى النهاية.

وبرغم أن الصين ليست طرفا في محادثات اتفاقية التجارة إلا إنها تظل من أهم الموضوعات المطروحة للمناقشة خلال قمة العشرين.

[quote:4]

*السياسة المالية والنقدية والاقتصاد العالمي

وتستمر المناقشات الاقتصادية على مدار يومين لتحسين التوافق بين السياسات المالية والنقدية لتحقيق معدلات نمو عالمية أعلى من المعدلات الحالية، حيث قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل اليوم الأحد أن قادة مجموعة العشرين المجتمعين في الصين قد اتفقوا على ضرورة العمل معا لزيادة النمو الاقتصادي العالمي، ورحبت بتركيز الصين على الإصلاح الهيكلي خلال فترة رئاستها للمجموعة التي قالتإانها تنوي تشكيل فريق عمل بشأن الابتكار.

وقال متحدث باسم الحكومة اليابانية، إن دول مجموعة العشرين بصدد الاتفاق على استخدام كل السياسات بما في ذلك النقدية والمالية والإصلاحات الهيكلية لتحقيق نمو قوي ومستدام.

وقال كويتشي هاجيودا النائب الاول لامانة مجلس الوزراء الياباني متحدثا للصحفيين على هامش اجتماعات اليوم الأول لقمة العشرين إن الدول المشاركة ستتفق في بيانها الختامي على ضرورة حماية النظام التجاري متعددة الاطراف من أجل النهوض بالتجارة الحرة.

وفي ظل معدلات النمو المتباطئة، لا يزال الاقتصاد العالمي في حاجة إلى ايجاد سبل معالجة عدم المساواة واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء والمرتبط بالنمو الاقتصادي، بالتزامن مع تراجع مداخيل البلدان المتقدمة والركود الأمر الذي سبب حالة من الإحباط العام إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي لمعظم مناطق العالم والمشكلات الجيوسياسية.

[quote:5]

وتأخذ تداعيات البريكست – المصطلح الإعلامي للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي- وحالة عدم اليقين التي فرضها تصويت يونيو الماضي، انتباه القادة لتحديد بوصلة السياسة المالية والنقدية خلال عامي الانفصال القادمين.

من جهته عارض كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إجراء أية مفاوضات تجارية بين بريطانيا وغيرها من الدول قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي كانت تستعد استراليا إلى إجراء محاثات تجارية مع لندن.

*اللاجئين

وفي الوقت الذي دعا فيه رئيس الصين إلى تحقيق نتائج فعلية وتجنب «الكلام غير المجدي.»، لاتزال قضية الهجرة إلى أوروبا من مناطق النزاع المسلح في الشرق الأوسط أحد أهم الموضوعات على طاولة مناقشات القمم الكبرى.

[quote:6]

فمن ناحيته أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إن قدرة الاتحاد الأوروبي على استقبال اللاجئين «اقتربت من بلوغ حدودها»، داعيا المجتمع الدولي من تحمل حصته من المسئوولية، ويظل الاتحاد الأوروبي يعاني من الانقسام حول قضية استقبال اللاجئين، بعد عام من قرار المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بفتح أبواب بلادها للمهاجرين من دول النزاع المسلح في الشرق الأوسط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية