مع كل التقدير والاحترام لنادى الزمالك ومكانته وشعبيته وقيمته.. إلا أننى هنا لا أخاطب المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك.. إنما أخاطب فقط مرتضى منصور رئيس لجنة الأندية، طالبا منه ألا يقبل دعوة اتحاد الكرة لحضور مؤتمر ينظمه الاتحاد لمناقشة حصول أندية الدورى الممتاز فى مصر على رخصة الاحتراف.. فهذا المؤتمر الذى سينظمه اتحاد الكرة بعد سبعة أيام غير مفهوم وغير مقنع، موضوعا وشكلا وتوقيتا أيضا.. وأكتب هذا ولا أعرف بماذا سيحكم القضاء بشأن انتخابات اتحاد الكرة التى من المفترض أن تجرى اليوم.. لكننى أعرف أنه مهما كانت الأزمات والخلافات والقضايا فهناك اتحاد جديد سيأتى لإدارة شؤون الكرة المصرية وملفاتها.. ومهما كانت درجة الثقة فيمن سينجح ويأتى فقد كان من اللائق الانتظار حتى إعلان نتيجة هذه الانتخابات وترك الأمور كلها لاتحاد جديد ينظم ويقرر ويدعو.. ولكن يبدو أننا لانزال نعتبر أى انتخابات فى كل مجالات حياتنا بمثابة ديكور زائف لا قيمة له أو ضرورة، حيث إننا غالبا نعرف النتيجة مقدما ومن الذى سيخسر ومن الذى لابد أن يفوز.. وبصرف النظر عن الانتخابات الحالية وأى اتحاد جديد سيأتى..
فالمفروض أن تكون لجنة أندية الدورى الممتاز هى صاحبة الدعوة لمثل هذا المؤتمر لا أن يكون رئيسها مجرد ضيف تتم دعوته مثل آخرين كثيرين.. إلا إذا كان القصد هو أن يبقى كل شىء فى بلادنا كما كان دائما منذ سنين.. حيث الحكومات والمجالس واللجان مجرد أشكال براقة دون أى وظيفة أو دور حقيقى.. فالمفترض أن تسعى أندية الدورى الممتاز للحصول على تراخيص أندية محترفة حتى يقام دورى للمحترفين فى مصر يعترف به الاتحادان الأفريقى والدولى لكرة القدم.. من المفترض أيضا أن هذا الدورى فى حال إقامته واكتمال عدد أنديته لن يصبح اتحاد الكرة مسؤولا عنه بأى شكل إنما ستنظمه لجنة تضم ممثلى هذه الأندية، وهى التى ستدير هذا الدورى بكل تفاصيله وشؤونه من جدول المسابقة ورعايتها وجوائزها وتحكيم مبارياتها وبيع حقوق بثها تليفزيونياً.. أى أن لجنة الأندية من الأساس ومن البداية وحتى النهاية ليست مجرد عابر سبيل قد تتم دعوته أو يمكن تجاهله.. إنما هى صاحبة الأمر كله ولها وحدها السلطة والقرار والاختيار.. هذا إذا كنتم بالفعل تريدون دورى محترفين مثلما يحدث فى أوروبا وأفريقيا وآسيا والخليج العربى.. وهذا من ناحية توقيت المؤتمر وشكله ودعواته.. أما من حيث المضمون فهناك شكوك كثيرة فى إقامة هذا الدورى فى مصر.. فشروط النادى المحترف لا تملكها معظم الأندية المصرية، بما فيها الأهلى والزمالك.. فلا هى شركات مساهمة مطروحة أسهمها فى البورصة، ولا يملك أى ناد ملعبه الخاص.. وشروط ومواصفات أخرى كثيرة غير متوافرة.. وبدلا من مؤتمرات بيع المزيد من الوهم للناس.. كان الأفضل أن نواجه واقعنا أولاً ونشرع فى تغيير أنديتنا وأوصافها القانونية وانتظار القانون الجديد الذى لا يأتى.. ثم تكون الحفلات والمؤتمرات ولقاءات وحوارات التلميع والتكريم.