علماء النفس والاجتماع: أسر الشهداء والفقراء والعاطلون يتصدرون حضور محاكمة مبارك

كتب: دارين فرغلي الأحد 31-07-2011 19:51


مرتدياً جلباباً فضفاضاً وحاملاً فى يديه منشة صغيرة يحركها يميناً ويساراً يبعد بها الحشرات إذا تجرأت إحداها واقتربت من بضاعته، جلس «خالد» على أحد الأرصفة أمام عربة تين شوكى هى كل ما يملك، بينما الشمس تصب أشعتها على جبينه، فيتصبب عرقاً، ثم قالها دون تردد: «هروح محاكمة الرئيس المخلوع ولو قالولى إنى هكسب 100 جنيه اليوم ده هقول مش عاوزهم بس أشوفه جوة القفص واتأكد أنه هياخد جزاءه».


الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، يرى أن الذين سيحرصون على الذهاب لمحاكمة الرئيس السابق لن يقتصروا على أسر شهداء ثورة 25 يناير، بل وإنه يتوقع حضور كل أسر شهداء الحروب التى خاضتها مصر لتسترد كرامتها، ثم ضيعها النظام السابق، ويقول: «سيذهب الكثير من سكان العشوائيات والفقراء والمهمشين، الذين اكتشفوا أن النظام السابق كان يسرق المليارات ويتركهم لفقرهم وجوعهم، وأتخيل أيضاً أن يأتى بعض المصريين المغتربين فى الخارج، الذين أهينت كرامتهم فى بلاد عربية، لأن رئيسهم لم يحفظها أو يدافع عن حقوقهم هناك، والطلبة الذين تسربوا من التعليم بسبب الفقر وحكم عليهم بالجهل طوال عمرهم، والمرضى الذين حرموا من العلاج ليعالج وزير المالية بطرس غالى، على نفقة المصريين فى الخارج».


«أنا رايحة عشان أشوف هو لسه رئيس دولتنا ولا مواطن أخطأ وهيتحاسب بجد»، بتلك الكلمات عبرت «أمل» عن رغبتها فى الذهاب لحضور محاكمة الرئيس السابق، قائلة: «الشباب لما خرجوا يوم 25 يناير كانوا عايزين حاجة واحدة، هى عيشة كريمة ومحترمة، ماكانوش عاوزين فيلات أو قصور، لكن بيت صغير ووظيفة تتناسب مع إمكانياتهم وراتب يضمن لهم حياة كريمة، ويوم المحاكمة سيذهبون لسبب واحد هو رغبتهم فى العدل».


الدكتورة إنشاد عزالدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، ترى أن كل فئات الشعب تريد أن تذهب لتشاهد المحاكمة، خاصة المهمشين والمستبعدين اجتماعياً بفعل فاعل، والذين شربوا مياه المجارى، والذين انهارت فوقهم الغرف التى يسكنونها ولم يجدوا من يعطيهم بديلاً عنها، وتقول: «يجب أن يرى كل المواطنين نهاية الفساد ويتأكدوا بأنفسهم أنه لا يوجد شىء أو إنسان مقدس.