فليفل: مصر في مأزق بتشجيع أمريكا وإسرائيل لحركات الانفصال في المنطقة

كتب: أيمن حمزة الأحد 31-07-2011 11:51

كشف الدكتور سيد فليفل، خبير الشؤون الأفريقية، عميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية الأسبق بجامعة القاهرة، إن مصر تواجه مأزقا استراتيجيا يكمن في تشجيع الولايات المتحدة وإسرائيل وقوى غربية للحركات الانفصالية في الدول العربية من أجل إضعافها والسيطرة على مواردها.

وقال إن مصر «لم تكن لديها خطة ورؤية استراتيجية واضحة خلال الأربعين عاما الماضية، وإنما كانت الحكومات تباشر إدارة الشؤون اليومية للدولة».

وأشار خلال ندوة «استقلال جنوب السودان ومستقبل العمل المصري في أفريقيا»، التي نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مساء السبت، وأدارها الباحث ممدوح مبروك، إلى أن جنوب السودان يمثل أهمية استراتيجية لكل من مصر والسودان، دولتي المصب، في موضوع مياه النيل، مطالبا بضرورة الاهتمام بدعم حل المشكلات التي تواجه الدولة الوليدة، وذلك في إطار تقاسم الأعباء والمنافع، كي لا يتحول الجنوب إلى «دولة معادية».

ولفت إلى أن جنوب السودان لديه تحديات صعبة عقب الانفصال، منها: «تعدد الأعراق واللغات لديه ووجود مشكلات تاريخية بين عدد من القبائل، وظهور حالة مستجدة من العصيان وحمل السلاح، وصعوبة الانتقال داخل الدولة الوليدة، إضافة إلى النزاعات الحدودية مع كينيا وشمال السودان، ووجود قضايا اقتصادية وسياسية عالقة بين الشمال والجنوب».

وأكد أن اتفاقيات مياه النيل «لا يمكن إلغاؤها طبقا للقانون الدولي»، مقللا في هذا السياق من الدعوات التي تطلقها بعض دول حوض النيل بشأن إلغاء تلك الاتفاقيات بدعوى أنها كانت مستعمرة إبان توقيع تلك الاتفاقيات، وأنها مجحفة بحقهم.

وقال إن «سياسة فصل جنوب السودان عن شماله قديمة منذ الاستعمار البريطاني الذي وضع قوانين واتبع سياسات للتفرقة بين الشماليين والجنوبيين»، مضيفا أن الأحزاب السودانية والنظم الحاكمة هناك «لم تسهم في تشجيع الوحدة»، كما أن مصر «لم تقم بدورها أيضا في هذا الإطار».

وقال إن شمال السودان قبل انفصال الجنوب كانت تسوده ثلاثة اتجاهات: «وحدوي، وانفصالي على أساس أن شمال السودان دون جنوبه سيكون حاله أفضل، وأخير ينفذ الانفصال إرضاء للولايات المتحدة والغرب».