كشفت الحكومة البريطانية، اليوم، عن خطة لمكافحة التطرف الإسلامي داخل السجون، تهدف إلى منع المعتقلين الذين يشجعون على معتقدات تتعارض مع «القيم البريطانية الأساسية» من المشاركة في الصلاة.

وقالت وزارة العدل البريطانية إن التطرف في السجون كان تهديدا متزايدا استوجب التعامل معه كحالة «طارئة»، وأضافت أنه «لا يمكن السماح بأن يصبح الضعفاء فريسة للمتطرفين».

ولفتت الحكومة إلى أنها ستستخدم كل التدابير المتاحة، بما في ذلك فصل الإرهابيين الأكثر خطورة عن النزلاء العاديين في السجون، للسيطرة على التهديد الذي يشكلونه ومنع انتشار الأيديولوجيات الخطيرة. وحدد تقرير صادر عن الحكومة 8 تدابير جديدة، يتم اتباتعها لتنفيذ خطة مواجهة الإسلاميين المتشددين داخل السجون، ومن بينها تعزيز السيطرة على رجال الدين وممارسة الشعائر، وإعادة النظر في تدريب موظفي السجون وحظر الكتابات المتطرفة، وأعلنت الحكومة أنها أنشأت جهازا جديدا تحت مسمى مديرية الأمن والنظام ومكافحة الإرهاب، ستكون مكلفة بعزل السجناء المتطرفين الأكثر خطورة.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، أن التقرير أعده مسؤول السجون الأسبق، إيان اتشيسون، والذي أكد أمام مجلس العموم ،الشهر الماضي، أن «هناك عددا قليلا من السجناء يجب فصلهم عن السجناء الآخرين، لأن لديهم أيديولوجية خبيثة يمكن أن تتضخم داخل السجون، ولا سيما عندما يكون لدينا عدد من الشباب، والمتسرعين، أو من لهم ميول نحو العنف».

وأوصى التقرير الحكومي بإزالة الكتب والمواد التعليمية التي تضم محتويات متشددة من مكتبات السجون، على الرغم من صدور توصيات، العام الماضي، بضرورة التخلص من قائمة محددة من الكتب منها كتب لحسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين، ويوسف القرضاوي وأبوالأعلى المودودي، لكن وفقا للتقرير، كان هناك نوع من «الخجل المؤسسي» لدى مواجهة الأوضاع المتشددة داخل السجون إزاء تخوف الكثير من الموظفين بها من وصفهم بالعنصريين مما أدى إلى تأخير تنفيذ تلك التوصية.

وقالت وزيرة العدل البريطانية ليز تروس، إن «التيار الإسلامي المتشدد يشكل خطورة على المجتمع ويهدد الأمن العام ويجب التصدي له أينما كان»، وأضافت أن السجناء من التيار الإسلامي المتشدد داخل السجون البريطانية موزعين على 8 سجون عالية الحراسة، وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن هناك 147 مسجون داخل بريطانيا باتهامات تتعلق بالإرهاب، 137 منهم مسلمين، وأوضحت الصحيفة أن ملخص التقرير الحكومي أشار إلى أن هناك دلائل على أن التيار الإسلامي المتشدد يعد «مشكلة متزايدة» داخل السجون البريطانية، إذ تم رصد دفاع بعض السجناء عن تنظيم «داعش»، فضلا عن إقامة صلوات جماعية غير مراقبة أحيانا، يوم الجمعة حيث يضغط السجناء على موظفي المراقبة لمغادرة ساحة الصلاة.