فى الوقت الذى أعلن فيه ناشطون أن 23 شخصاً على الأقل قتلوا عندما تصدت قوات الأمن السورية بعنف لاحتجاجات مناوئة للنظام، شهدتها أنحاء مختلفة من البلاد، الجمعة الماضى تحت شعار «صمتكم يقتلنا»، بث ناشطون تسجيلاً مصوراً أظهر مجموعة من السوريين الذين قالوا إنهم انشقوا عن الجيش وأسسوا ما سموه «جيش سوريا الحر». وقال قائد المجموعة الذى عرف نفسه باسم العقيد رياض موسى الأسعد، إن العناصر التى تقف معه ستحمى المتظاهرين، داعياً «كل الضباط والجنود الشرفاء» فى الجيش السورى إلى الانشقاق عنه والانضمام لسربه.
وأضاف الأسعد فى رسالة مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت، أمس، إن «قوات الأمن التى تقتل المدنيين وتحاصر المدن ستصبح أهدافاً مشروعة فى أنحاء الأراضى السورية».
وذكر نشطاء لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية أن 9 أشخاص قتلوا فى العاصمة دمشق وضواحيها أمس الأول برصاص قوات الأمن، بجانب 6 فى دير الزور والبوكمال، و3 فى درعا، وواحداً فى اللاذقية، وآخر فى حماة، بالإضافة إلى 3 جنود اغتيلوا أثناء محاولتهم الانشقاق، كما أصيب 13 آخرون. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن قوات الأمن تعرضت بالضرب والرصاص لمسيرات، ردد المشاركون فيها الشعارات المناهضة للنظام فى دمشق وحمص واللاذقية وعدد من المدن، ضمن مسيرات «صمتكم يقتلنا» فى انتقاد للصمت العربى أمام حملة القمع التى ينتهجها النظام السورى. وتواردت تقارير عن فرض حظر التجول فى بلدة جبل الزاوية، بمحافظة أدلب شمال غربى سوريا، وعدم السماح للمصلين بارتياد المساجد، ما دفع بالأهالى لأداء صلاة الجمعة فى الحقول، وفق ما أشارت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، فيما أفاد ناشط حقوقى بأن قوات كبيرة من عناصر الجيش والأمن اقتحمت حى القدم فى العاصمة أمس الأول وقامت بحملة مداهمة اعتقل خلالها أكثر من 500 شخص، موضحاً أن «الحملة التى ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف لإخافة الأهالى استمرت حوالى 4 ساعات».
وتحدثت مواقع للمعارضة على الإنترنت عن انشقاقات فى صفوف الجيش فى دير الزور، التى شهدت حملات مداهمة فى عدة أحياء.
وفى تلك الأثناء، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس الثورة فى سوريا بأنها «عشوائية وتفتقد القيادة»، وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من «الشجاعة» التى تحلى بها المواطنون فى سوريا دفاعا عن ثورتهم، فإن الثورة السورية لاتزال تفتقد عنصراً مهماً كى تصبح ثورة كاملة البناء وواضحة المعالم، وهو تحديد «مسار واضح» للثورة السورية، لترجمة انتفاضة السوريين إلى خطوات «ملموسة وحقيقية» تمضى نحو استبدال نظامهم السياسى بنظام آخر، بالإضافة إلى التساؤلات بشأن من سيتولى هذه المهمة.
ونبهت الصحيفة الأمريكية إلى أن وقوع بعض المصادمات الطائفية فى بعض مناطق تمركز المظاهرات فى سوريا يثير احتمالية أن تفضى الاضطربات والأوضاع فى سوريا إلى حالة من الفوضى، قد ينتج عنها اندلاع حرب طائفية تطيح بنظام الأسد دون وجود خطة بديلة موضوعة مسبقا.