ليفربول وبيرنلي.. وجه مختلف لأبناء «دايتش»

كتب: أحمد شفيق الإثنين 22-08-2016 11:17

حقق فريق بيرنلي كبرى مفاجآت الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي، عندما أسقط على ملعبه فريق ليفربول القوي والمنتشي بانتصار كبير في الجولة الماضية، وفاز عليه بنتيجة 2-0.

النتيجة كانت مفاجأة كبيرة للمتابعين، وبالأخص مشجعي فريق ليفربول الذين لم تنتابهم الشكوك ولو للحظة أن فريقهم لن يستطع التسجيل في شباك الفريق الصاعد حديثًا للبريميرليج، بعدما أمضى الموسم الماضي في بطولة التشامبيونشيب، لكن فريق بيرنلي صدم الجميع بتسجيله لهدف مبكر، ثم هدف آخر مع نهاية الشوط الأول، ونجح في الحفاظ على تقدمه حتى اللحظات الأخيرة من المباراة.

المباراة شهدت الكثير من الأحداث والملاحظات، نستعرض معكم أبرزها في السياق التالي:

- الاستحواذ لا يعني شيئاً

من يرى إحصائيات المباراة يُصدم، ففريق ليفربول هيمن على اللعب تمامًا، أكثر من 80% نسبة استحواذ وسيطرة على الكرة، وأكثر من 800 تمريرة، 26 محاولة تسديد، والمحصلة صفر من الأهداف وصفر من النقاط.

تكتل دفاع فريق بيرنلي وتأمينهم لمرماهم، وبالأخص بعد التقدم المبكر، جعلت الإحصائيات تبدو بهذا الشكل الغريب، مباراة من جانب واحد لصالح ليفربول، لكن بيرنلي هو الرابح بسبب استثماره للفرص ودفاعه بشكل جيد، وهذا ما لم يفعله تمامًا ليفربول طيلة الـ90 دقيقة.

ليفربول الآن أصبح أعلى الفرق تحقيقًا لنسبة الاستحواذ «80.6%»، وهو الطرف الخاسر في المباراة، منذ بدء العمل بنظام الإحصائيات في عهد البريميرليج، بداية من موسم 2003 /2004.

- المشكلة ليست ألبرتو مورينو فقط

منذ المباراة الأولى وتحدث الجميع عن سوء حالة دفاع ليفربول، على الرغم من الفوز الكبير على أرسنال، لكن يورجن كلوب قرر أن المشكلة في المباراة الأولى كانت من ألبرتو مورينو فقط، وعليه عدّل تشكيلته الدفاعية، ليدخل جيمس ميلنر، لاعب الوسط في مركز الظهير الأيسر، مع استمرار باقي عناصر الدفاع الذين شاركوا في افتتاح البطولة.

خروج مورينو من التشكيل لم يحسن من وضع الجانب الدفاعي، على الرغم من أن الإسباني يعتبر نقطة ضعف كبيرة، لكن مورينو ليس الوحيد الذي لديه مشاكل دفاعية، فحتى وهو خارج التشكيل، ظهرت المشاكل الدفاعية وبالأخص من المدافع الأستوني كلافان، الذي قدم مباراة للنسيان، كذلك كان الظهير الأيمن كلاين، وزاد الطين بله بتأمين كلوب الضعيف لمنطقة وسط الملعب، باستخدام القائد جوردان هندرسون فقط، ليفشل الفريق في التعامل مع هجمات الخصوم، ويستقبل هدفين كانا كفيلين بحسم نتيجة المباراة، وإلحاق أولى هزائم الموسم بليفربول.

كلوب عليه أن يعلم أن الدفاع السيئ سيكلف ليفربول الكثير هذا الموسم، وأن عليه تحسين وضع دفاع الفريق، والعمل على تأمينه من منطقة الوسط بشكل أفضل، سواء من خلال سوق الانتقالات أو التعديل الخططي.

- وجه مختلف لفريق بيرنلي هذا الموسم

بعد الهبوط في موسم 14/15، نجح بيرنلي في العودة سريعًا للبريميرليج موسم 16/17، بعد أن أمضى موسم وحيد في دوري التشامبيونشيب.

المدرب شون دايتش، حافظ على المجموعة الموجودة من اللاعبين، وأضاف إليهم بعض الأسماء، وكان اعتماده دائمًا على الأسماء المغمورة والمواهب الإنجليزية، وعلى الرغم من ظهور الفريق بشكل ضعيف في أولى مباريات الموسم، إلا أن الفريق ظهر قويًا في المباراة الثانية، وحقق انتصار غير متوقع على حساب فريق كبير بحجم ليفربول.

ديتش استمر بأسلوبه وطريقة لعبه الثاتبة «4-4-2»، الطريقة التي انتقد بسببها من موسمين، ووصف وقتها بـ«الديناصور»، بسبب استخدامه هذه الطريقة القديمة، لكن ديتش أصر على التمسك بها، وحقق لقب دوري التشامبيونشيب الموسم الماضي، وعاد للبريميرليج مرة أخرى، ويسعى هذه المرة للبقاء وتفادي الهبوط.

فوز بيرنلي على ليفربول هو رسالة قوية من الفريق لباقي المنافسين، وأنه لن يكون لقمة سائغة مثلما كان منذ موسمين، وأن الفريق في الطريق لتقديم وجه مغاير هذا الموسم، في إطار سعيه للبقاء في البطولة.