طالب خبراء عسكريون واستراتيجيون بفرض السيطرة على سيناء وإعلان حظر التجوال والأحكام العرفية على شبه الجزيرة بأكملها، واتهم عدد منهم إسرائيل بالتورط فى أحداث العريش، الجمعة، فيما ألقى البعض الآخر بالمسؤولية على «جيش الإسلام» فى قطاع غزة، بينما اتفق الجميع على أن العريش تعتبر «خطاً أحمر» للأمن القومى المصرى.
وقال اللواء عبدالمنعم كاطو، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن سيناء ومدينة العريش تحديداً تتعرض لهجمات متكررة تبدو مدبرة من بعض العناصر «التى تريد إحداث فوضى وارتباك فى هذه المنطقة الخطيرة التى تمثل لنا منطقة أمن قومى».
وأضاف «كاطو» أن المعلومات التى لديه تؤكد أن من قاموا بالعملية هم أشخاص قادمون من «الشيخ زويد»، وهو ما يشير إلى عدة استنتاجات لمن يقف وراء العملية: إما الخارجون على القانون من قبائل سيناء، وإما أن يكون جيش الإسلام فى غزة، وربما يكون لهم دور فى تفجيرات الغاز التى حدثت من قبل، وربما يكون بعض السلفيين الموجودين فى سيناء، «إلا أننى أستبعد السلفيين».
ولفت إلى أن مصر فقدت السيطرة على سيناء، موضحاً أن القبضة الأمنية فى شبه الجزيرة ضعيفة، مقارنة ببعض المدن والمحافظات الأخرى، وتمنى أن تتحسن الأوضاع هناك. واعتبر «كاطو» أن هناك عدة أمور إيجابية فى هذه الأحداث، تتمثل فى تمكن القوات المسلحة من السيطرة على الأمن بسيناء، وأوضح أن الأمر الإيجابى الثانى هو القبض على عدد من المشتبه بهم بسرعة، بينما النقطة الإيجابية الثالثة هى تضامن القبائل السيناوية مع الشرطة والجيش للسيطرة على الأحداث.
من جانبه، طالب اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكرى والاستراتيجى، بضرورة فرض حظر التجوال على سيناء وإعلان الأحكام العرفية على مدينة العريش حتى تتم السيطرة على ما يحدث، مشيراً إلى أن ما يحدث «يصيب هيبة الدولة فى مقتل»، وقال: «هيبة الدولة بدأت تهتز أمام الرأى العام الداخلى بسبب عدم الأمان الذى يشعر به المواطنون».
وقال سيف اليزل: «إذا استمرت الأحداث فى تصاعد بسيناء فيجب فرض حظر التجوال على سيناء بأكملها، وكذلك إعلان الأحكام العرفية»، منوهاً بأن «سيناء تمثل لمصر الأمن القومى»، معتبراً أن هذه الأحداث تعطى ذريعة لدول أخرى «للتدخل فى شؤوننا وتعتبرنا مطمعا لها». وأكد أن الرايات السوداء التى ارتداها الملثمون فى الأحداث تدل على أن من قاموا بالعملية لهم اتجاهات إسلامية، وهو ما أكده شهود العيان، مطالباً بضرورة انتظار نتيجة التحقيقات التى ستبين من قاموا بالعملية ولصالح من يعملون.
وقال سيف اليزل إن التواجد الأمنى فى سيناء «غير فعال ويجب تفعيله، وعلى مصر فرض سيطرتها بقوة على شبه الجزيرة والمدن التابعة لها، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث التى تدعو إلى الخوف، خصوصاً بعد المطالب التى خرجت على فيس بوك باعتبار يوم 3 أغسطس يوما للعصيان المدنى فى جميع محافظات الجمهورية»، منوهاً بأن هذا الأمر «يدعو إلى الحذر والترقب فى ظل الأوضاع الأمنية الحالية التى تمر بها مصر».
وحلل اللواء محمد عبداللطيف طلبة، الخبير العسكرى، أحداث العريش، متوقعاً أن يكون منفذو العملية ثلاثة أطراف: إما أهالى المنطقة التى وقعت بها الأحداث، باعتبار أن لهم أقارب مقبوضاً عليهم بسبب الاشتباه فى تفجيرهم خط الغاز ويريدون إطلاق سراحهم، وإما أن يكون من قام بالعملية إسرائيل نفسها لأنها تريد إحداث كم كبير من البلبلة فى مصر من أجل تفكيك القوى الوطنية وإلهائها فى شىء آخر.
وقال «طلبة»: «وربما يكون الفلسطينيين الذين أُغلقت أنفاقهم، بسبب ما يعتقدون بأن مصر قطعت أرزاقهم عندما فتحت المعابر وأغلقت الأنفاق». وأشار «طلبة» إلى الوضع فى مصر، وقال: «الأوضاع تتدهور كل يوم، وتدعو إلى الخوف بسبب الانفلات الأمنى والظروف الاقتصادية»، مطالباً القوى الوطنية والسياسية بضرورة التجمع من أجل بناء مصر وليس من أجل التفرق والتشتت. واعتبر الخبير العسكرى أن الرايات السوداء التى كانت على أوجه الملثمين تقول إن من قاموا بالعملية هم عناصر تنتمى لجماعة «الجهاد» أو الشيعة، وأكد «طلبة» وجود دول تريد إحداث «فوضى خلاقة فى مصر حتى نصل لمرحلة أن يفقد الجيش سيطرته على الأحداث فى مصر».