قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، إن مصر تحاول النهوض والعودة إلى مكانتها، مشيرا إلى أنها دولة شبابية يمثل شبابها 40% من السكان لذلك تسمى مصر أرض الشباب، وأن طبيعة الشعب المصري كطبقة عامة لا تعرف عنفًا ولا تعصبًا .
وأضاف البابا خلال، لقاء مساء، اليوم، الأحد، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بـ 40 شابًا، يمثلون 15 جنسية مختلفة من أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط، من المشاركين في فعاليات الملتقى الدولي الأول للشباب المسلم والمسيحي، للتأكيد على دور الشباب في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب، والذي تستضيفه مشيخة الأزهر الشريف والذي اختتم أعماله اليوم،: «نحن سعداء أن يحضر معنا شباب من دول مختلفة والشباب يعني الحيوية والمستقبل والرؤية الجديدة وخطوات التقدم في كل المجتمع. ونحن في الكنيسة القبطية يوجد أحد الأساقفة مسئولاً عن خدمة الشباب ويتعاون مع وزارة الشباب المصرية».
وتابع قداسة البابا، أن صناعة السلام في قلب الإنسان مرتبطة بتوبة الإنسان، موضحًا أن الإنسان الذي يمتلك قلبًا نقيًا تائبًا عن الخطية يستطيع أن يعيش في سلام لذلك نحن نقول في صلواتنا يا ملك السلام قرر لنا سلامك.
وقال «حينما ننظر إلى صورة الطفل التي نشرت في العالم كله سنجد أنها تجسد المأساة السورية بوضوح، وأضاف لذلك فالأمل معقود عليكم كشباب أن تصيروا قادة في بلادكم وأن تصنعوا السلام على الأرض».
كان قداسة البابا قد عرض في بداية حديثه إلى الشباب لمحة تاريخية عن مصر والمسيحية في بواكيرها فقال: «تباركت أرض مصر مثل فلسطين بالأراضي المقدسة عاش فيها السيد المسيح ..ومصر لها اسم قديم في اللغة الفرعونية تسمى كيمي تعني التربة السوداء ويمكن أن نقول أنها مهد العلوم والكيمياء.
وعن دخول المسيحية إلى مصر قال قداسة البابا: عندما بدأ القديس مار مرقس ببشارة المسيح في الإسكندرية استشهد بسبب اعلان المسيحية. ثم بدأت المسيحية تنتشر في القرون الأولى في الإسكندرية عاصمة الثقافة واشتهرت بالتعليم اللاهوتي المستقيم كما اشتهرت بالذين ماتوا دفاعًا عن الإيمان المسيحي، وانتشرت بعد ذلك الرهبنة وظهرت الحياة الديرية، والرهبنة بها رهبان وراهبات.
وقد أجاب قداسته على أسئلة الحضور، ففي سؤال حول تفسير الكتاب المقدس ومن له حق تفسيره، قال قداسته: تفاسير النصوص المقدسة في الكتاب المقدس يخضع لمعايير خاصة بالكنيسة يخضع لها الجميع بالكنيسة ومن يقوموا بالتفسير آباء الكنيسة مثل القديس أثناسيوس الرسولي. وذهبي الفم مشيرا إلى أن التعليم لابد أن يكون فعل روحي بعيدًا عن أي أشياء أخرى سياسية«.