«هيرشل» تليسكوب الفضاء الأوروبي القادر على رؤية الجزيئات والذرات

كتب: وكالات السبت 28-11-2009 11:04

تمكن العلماء وبفضل التلسكوب الفضائي الاوروبي الجديد «هيرشل» من معاينة النجم الرئيسي لمجرة الكلب الأكبر،التي تبعد نحو 4500 سنة ضوئية عن الأرض ومن المتوقع أن  تنفجر في أي وقت.
وقد تمكن التلسكوب الاوروبي المتطور الذي بدأ العلماء باستخدامه بعد إطلاقه إلى الفضاء في مايو الماضي من إخضاع المجرة إلى تحليل طيفي دقيق، كما أن «هيرشل» أستطاع تحديد أصناف الجزئيات والذرات التي تحلق حول النجم الذي يعتقد أن حجمه قد يزيد بـ25 ضعفا عن حجم الشمس.
أما النجم الذي يتوسط مجرة الكلب الأكبر، فقد اكتشفه العلماء منذ نحو 200 عام وكانوا قد سموه "العملاق الأحمر" وهو نجم متطور جدا يستنفد وقوده النووي، وقد أظهرت أيام هذا النجم الأخيرة أنه يصدر غاز وغبار من بينها الكربون والأكسيجين والنيتروجين تنبعث في الفضاء على شكل مواد أولية تنتهي بلعب دور في تكوين كواكب جديدة، ومن الممكن أن يؤدي ذلك يوما ما إلى حياة جديدة في مكان آخر ضمن المجرة.
وقد صمم هيرشل بشكل يسمح بإجراء تحليل معمق للمواد المنبعثة من النجم حتى لو كانت على مسافة بعيدة جدا منه ومنتشرة في الفضاء، فمثلا يتمكن هرشل من رصد جزئيات أول أكسيد الكربون وجزئيات مياه داخل نجم المجرة.
وقال البروفسور «مات جريفين» من جامعة كارديف في المملكة المتحدة إن "اول اوكسيد الكربون هو اكثر ما كان بالامكان رصده من خلال عمليات المراقبة التي اجريت" بواسطة التلسكوب الفضائي هيرشل.
اما ثاني المواد التي يمكن بسهولة رصدها من خلال عملية المراقبة فهي المياه، وتجدر الاشارة هنا الى ان المياه هي من اكثر المواد والعناصر التي يستخدمها علماء الفضاء كمعيار رئيسي في التحاليل لأنها تعطي فكرة عن التفاعلات الكيميائية والفيزيائية للغازات.
ويضيف «جريفين» أنه لا يمكن رصد المياه في الفضاء ابتداء من الارض ولذلك، فمن الاجدى محاولة رصدها من الفضاء، ولذلك، فان ما ينتج عن مراقبة هيرشل للفضاء يساعد في توضيح الصورة بشكل كبير نتيجة قدرته على رسم صورة مفصلة لعملية خسارة الوزن التي تعاني منها النجوم والتركيبة الكيماوية المعقدة التي عادة ما تلف هذه النجوم او تنتج عنها.
ويعتقد العلماء أن هيرشل، الذي بلغت كلفته اكثر من مليار يورو سيسمح لهم بفهم بعض الحقائق حول ما يحدث في الفضاء، وبخاصة انه وضع في مدار بعيد عن الأرض كي يكون بإمكانه نقل صورة لا ريب فيها عن العمق الفضائي.
وما يعني ان هيرشل قادر على نقل ما لا يمكن لتلسكوب آخر نقله لناحية الدقة والوضوح، على عكس تلسكوب هابل الذي صمم كي يرصد الضوء والاشعة تحت الحمراء، حيث يعمل هيرشل بتقنية تعتبر فريدة اطلق عليها اسم "هاي فاي" وهي تختلف تماما عن التقنيات المعهودة في هذا المجال اذ تعتمد على الأشعة ما تحت الحمراء بعيدة المدى والتي تسمح بنقل صور ومعلومات تتخطى في وضوحها كل ما تم تجربته في مجال مراقبة الفضاء والنجوم حتى الآن.
يشار الى ان النتائج الاولى لمهمة هيرشل ستبدأ فعليا خلال الأسابيع المقبلة، لكن القائمين على عمل هيرشل يرون أن الأمور تجري على ما يرام اذ قال جوران بيلبرات وهو احد العلماء المشاركين في المهمة "بان المشروع يتقدم وان كل شيء حتى الآن يعتبر جيد جدا.