«حرب المنصات»: الإسلاميون يحتلون منصة «6 أبريل» بسبب الأغانى ويهتفون «الله أكبر»

كتب: حمدي دبش, ابتسام تعلب الجمعة 29-07-2011 19:59


«الغلبة للأقوى».. هكذا بدا المشهد الجمعة، فى ميدان التحرير، بعد أن سيطر الإسلاميون على منصة حركة «6 أبريل»، ورددوا هتافات: «الشعب يريد تطبيق شرع الله»، مما دفع أعضاء الحركة إلى الرجوع للخلف، وخرج عدد كبير منهم من الميدان، ولم يبق أمام منصتهم إلا حوالى 300 رددوا هتافات: «مدنية مدنية»، رداً على هتافات الإسلاميين.


ولم تستمر هتافات «6 أبريل» كثيراً وسط هتافات جموع الإسلاميين الذين سيطروا على المنصة، بل تجاوز بعضهم برفع يديه بالإشارة لأعضاء «6 أبريل»، بما يعنى أنهم «يقبضون أموالاً»، وصعد عدد كبير من الإسلاميين على منصة الحركة، ومنهم محمد سامى، المتحدث الرسمى عن جبهة الإرادة الشعبية، وقال: «إسلامية إسلامية.. ولا نريد أحداً أن يزايد علينا.. مصر والشعب المصرى يريدون تطبيق شرع الله، وأعضاء (6 أبريل) مصريون ونحن لا نريد أن يعتدى أحد عليهم».


وصعد أحد الإسلاميين على المنصة ليقول: «نعم هى إسلامية وأعضاء 6 أبريل مسلمون مثلنا فادعوا لهم بالهداية دون عنف وإثارة مشاكل».


وبدأت الأحداث عندما خصصت حركة شباب «6 أبريل» و«شباب من أجل العدالة والحرية» منصة أمام مجمع التحرير، ورفعت لافتات: «إحنا اللى خربنا البلد» و«لن نفرط فى دماء شهداء الثورة»، وبمجرد الانتهاء من صلاة الجمعة قام الشباب على المنصة بتشغيل أغانى «يا بيوت السويس»، وسرعان ما هتف المتظاهرون، رافضين الأغنية وهتفوا «الله أكبر» و«إسلامية إسلامية» و«انزل .. انزل»، ورفعوا لافتة كبيرة أمام المنصة للتغطية على الموجودين بها كتبوا عليها «الوثيقة الحاكمة للدستور ضد إرادة الشعب» ، وهو ما رفضه الشباب الموجود على المنصة.


الصراع بين الإسلاميين وأعضاء «6 أبريل» لم يقف على المنصة فقط، بل كان خلافاً فى الشعارات والهتافات، فعندما هتف الإسلاميون: «الشعب والجيش إيد واحدة» رد أعضاء الحركة: «الشعب يريد إسقاط المشير».


قال أحد منسقى حركة 6 أبريل، طلب عدم ذكر اسمه، إنهم منذ صباح اليوم فقدوا السيطرة على المنصة، وأضاف: «لا نعرف كيف نعبر عن رأينا على الرغم من أنه كان هناك اتفاق ضمنى بألا يعتدى أحد على أحد»، وتابع: «عندما يحاول أحد أعضاء الحركة أن يتحدث يهتف الإسلاميون ضده بقولهم (انزل انزل إسلامية إسلامية)، بل وصل الأمر إلى حد إلقاء زجاجات المياه الفارغة علينا واتهامنا بأننا نقبض أموالاً من الخارج».


وبلغ عدد المنصات الرئيسية بميدان التحرير 5 منصات مع صلاة الجمعة، وجاءت منصة الإخوان المسلمين، على رأس قائمة المنصات الأكبر فى الميدان، من حيث المساحة والارتفاع، قياساً إلى عدد المنصات المتواجدة فى التحرير، والتى شهدت تجهيزات خلال اليومين الماضيين تحت إشراف عدد من المتخصصين، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة.


وأظهرت المنصة الخاصة بالتيار السلفى عدم تناسب أعداد المشاركين من التيار وحجم المنصة، فرغم أن التيار السلفى هو الذى شكل النسبة الأكبر فى عدد الحضور، فإن ارتفاع المنصة لم يزد على طابقين، واحتوت على عدد من مكبرات الصوت، وكانت أمام أحد المطاعم الشهيرة بالميدان.


المنصة الثانية للتيار السلفى تقع ناحية مجمع التحرير، وتعد أصغر نوعًا ما من الأولى، وتظهر على واجهة المنصة صورة حازم أبوإسماعيل، المرشح الرئاسى المحتمل، الذى أعلنت شخصيات داخل التيار تأييدها له فى الانتخابات المقبلة، وأبرزت مطالبها فى الوقوف ضد أعوان نظام مبارك السابق ومحاكمته، فضلاً عن دحض محاربة الهوية الإسلامية وتدمير الزراعة وتهويد القدس الشريف والفتنة بين المسلمين والمسيحيين.


المنصة الرابعة وهى خاصة بشباب ائتلاف الثورة وتقع وسط الميدان، وتم تزويدها بأكبر عدد من مكبرات الصوت، ووضعت على ارتفاع لا يزيد على طابقين سكنيين، وتعلو المنصة مطالب الائتلاف الذى يدعو إلى المحاكمة الفورية لقتلة شهداء الثورة وتحديد شهر رمضان موعداً للمحاكمة.


كما شهد الميدان تواجد منصات أخرى تابعة لقنوات تعبر عن التيارات السياسية المشاركة فى الجمعة، وتضمنت التعريف بهويتها مع دعوة المتواجدين للمشاركة بها.