لم يستقل أي منهما الطائرة إلى البرازيل لحضور فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الحالية (ريو دي جانيرو 2016)، ولكن أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا ومواطنه ليونيل ميسي كانا من أكثر الحاضرين باستمرار في ملاعب هذه الدورة خلال العديد من المنافسات.
وغاب ميسي نجم برشلونة الأسباني عن صفوف المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم في منافسات هذه الدورة الأولمبية كما لم يكن مارادونا ضمن الشخصيات البارزة التي استضافتها الملاعب المختلفة بداية من حفل الافتتاح في الخامس من آب/أغسطس الحالي وحتى الآن.
ولكن جماهير الأرجنتين استعانت بكل من ميسي ومارادونا في تشجيعها المزعج لاستفزاز الجماهير البرازيلية والرد على مساندة الجمهور البرازيلي لكل الفرق أو اللاعبين في المواجهات أمام رياضيي الأرجنتين بمختلف منافسات هذا الأولمبياد.
ومنذ اللحظة الأولى في فعاليات هذه الدورة، كشف جمهورا البرازيل والأرجنتين عن استمرار التنافس الشديد بين بلديهما والذي يصل لحد العداء بين جماهير الرياضة في البلدين.
وخلال حفل افتتاح أولمبياد ريو دي جانيرو، قوبلت البعثة الأرجنتينية بصفارات الاستهجان من مدرجات استاد «ماراكانا» العريق خلال دخولها إلى أرض الملعب.
وفوجئت البعثة الأرجنتينية بصافرات الاستهجان من قبل البرازيليين الحاضرين في المدرجات للتنافس التاريخي بين البلدين.
ويأتي هذا على عكس الاستقبال والترحاب الحار من البرازيليين في المدرجات للبعثة الألمانية لدى دخولها إلى أرض الملعب رغم الهزيمة التاريخية الثقيلة 1 / 7 للمنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني قبل عامين فقط في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وكانت هذه مجرد البداية لسلسلة من المواجهات الحماسية بين جماهير البلدين في مدرجات الملاعب المختلفة.
ولم يترك الجمهور البرازيلي مباراة أو مواجهة كان أحد طرفيها من الأرجنتين سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية إلا وحرص على التواجد فيها بكثافة عددية والتشجيع الحار للفريق أو للاعب المنافس.
وفي المقابل، حرصت جماهير الأرجنتين على الرد بشكل مماثل لكنها دأبت أيضا على حمل لافتات بها صورة كل من مارادونا وميسي كما حمل البعض لافتات أشارت إلى فوز ميسي بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم مع المنتخب الأرجنتيني في أولمبياد بكين 2008 علما بأن التانجو الأرجنتيني فاز بذهبية المسابقة في أولمبياد أثينا 2004 أيضا.
وكان هذا بمثابة استفزاز للجماهير البرازيلية لاسيما وأن سجل منتخب السامبا البرازيلي لا يزال خاويا من الميداليات الذهبية في دورات الألعاب الأولمبية حيث فشل فريق كرة القدم البرازيلي في 12 محاولة سابقة بدورات الألعاب الأولمبية وكان أحدثها في أولمبياد لندن 2012 عندما بلغ المنتخب البرازيلي النهائي ولكنه خسر أمام المكسيك.
ويمكن للمنتخب البرازيلي بقيادة نجمه الشهير نيمار مهاجم برشلونة الرد على هذا عمليا من خلال الفوز غدا على المنتخب الألماني في نهائي المسابقة بالأولمبياد الحالي.
ولكن المثير أن صورة ميسي ومارادونا لم تكن قاصرة على مباريات كرة القدم وإنما ظهرت في الملاعب التي تستضيف مباريات أخرى للتانجو الأرجنتيني أو التي يتواجد فيها مشجعو الأرجنتين لمساندة الفرق المنافسة للبرازيل حتى أصبحت اللافتات التي تحمل صورة نجمي التانجو بمثابة علامة بارزة في ملاعب الأولمبياد.