«التحرير» فى ليلة الجمعة: حوارات بين المعتصمين والسلفيين

كتب: مصطفى المرصفاوي الجمعة 29-07-2011 19:46

شهد ميدان التحرير خلافات كبيرة فى الآراء والمطالب وظهرت أعداد كبيرة من السلفيين والإخوان المسلمين توافدوا على ميدان التحرير، عقب صلاة العشاء ووصل الميدان أعداد كبيرة من الأتوبيسات تحمل السلفيين والإخوان الذين حضروا من محافظات عديدة أهمها الشرقية والبحيرة. وحاول المحتشدون فى الميدان التهدئة ونشر الاطمئنان، خاصة مع ازدياد أعداد السلفيين المتواجدين بالميدان، والمرددين لشعارات إسلامية أهمها «الشعب يريد شريعة الرحمن».. «إسلامية.. إسلامية» ببدايات ساخنة ليطوف ما يقرب من مائة متظاهر بالميدان مرددين شعارات: «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم».. «يسقط يسقط حكم العسكر». وسيطر الهدوء على الميدان حتى علق بعض السلفيين لافتة كتب عليها «الشعب يريد تطبيق الشريعة»، ليسود القلق والخوف بين المحتجين وتدخل بعض العقلاء من شباب السلفيين، وأقنعوا من علق اللافتة بإنزالها، وبعد مفاوضات صعد أحد الشباب لإنزال اللافتة بنفسه، وسط حماس الجميع، ليتدخل الذين علقوها وينزلوه مصابا بكدمات وجروح ليهتف الجميع بعدها «عايزنها مدنية.. مش عايزنها عسكرية»، لتستمر المفاوضات ويقتنع الشباب فى النهاية بإنزال اللافتة.


مع ازدياد أعداد السلفيين فى الميدان وتوافد أعداد ضخمة من المحافظات للمشاركة فى المظاهرات ظهر بعض السلفيين على مداخل الميدان، وشاركوا شباب اللجان الشعبية فى عملية التأمين وتفتيش كل من يدخل إلى المكان، وبدأت مجموعات أخرى فى بناء المنصات استعداداً لصلاة الجمعة وصعد الشيخ حازم شومان فوق منصة السلفية الضخمة التى جهزت بمكبرات صوت وأنوار وتحدث إلى الجميع وأكد رغبته فى أن تكون مصر دولة إسلامية، وأنهم لن يقبلوا أن تكون مدنية أو علمانية.


حالات التذمر والقلق كانت تتصاعد سريعاً، وتظهر بسهولة على الذين شاركوا فى اعتصام 8 يوليو وقال أحمد إسماعيل، أحد الشباب المعتصمين: «لم ولن نغضب بسبب تواجد السلفيين فى الميدان، ولكننا نغضب من اختراقهم وعدم التزامهم بالوعد، الذى تم الاتفاق عليه».


وجمعت منصة السلفيين العدد الأكبر أمامها ليستمعوا إلى بعض مشايخ السلفية، الذين حضروا للمشاركة فى الاعتصام، لترتفع الهتافات بين الحين والآخر، لتتنوع بين «الله أكبر.. الله أكبر»، «اسكت اسكت يا علمانى.. الشعب المصرى كله إسلامى»، لترتفع بعدها الأعلام السوداء والخضراء التى كتب عليها «لا إله إلا الله».


بجوار مدخل الميدان من شارع محمد محمود جلس محمد صلاح بلحيته، وسط عدد كبير من أصدقائه السلفيين، يتشاورون حول تنظيم مظاهرات غداً وكل منهم يمسك حقيبة بلاستيكية بداخلها بعض الأغراض الشخصية، استعداداً للاعتصام، وقال محمود: «كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، ونزول الإسلاميين للميدان، والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، لسنا ضد مطالب الثوار، وحق الشهداء لن ننساه ولن نتركه، ولكن الشريعة الإسلامية قبل كل شىء».


ولم تتوقف الهتافات فى الميدان، مجموعات تطوف به وتهتف ضد المشير، والمطالبة بحق الشهداء، وأخرى تهتف للمطالبة بالدولة المدنية، وثالثة تهتف للمطالبة بالشريعة الإسلامية، وأخرى تابعة لجبهة الإرادة الشعبية، تهتف للمطالبة بتوحيد الصفوف. اللافتات التى كتبت عليها شعارات إسلامية، كانت تنتشر بوضوح فى الميدان، الذى تحول إلى مصر صغيرة، تضم كل الأطياف الدينية والسياسية، وقال أحد المعتصمين: «الميدان كان فى البداية مصر صغيرة، وكان يضم كل الأطياف السياسية، أما الآن زاد عليها كل الأطياف الدينية، السلفيون والإخوان المسلمين والليبراليون، ومن حولهم عدد كبير من المواطنين غير المنتمين إلى أى تيارات سياسية، ومن بينهم عدد كبير من الطبقات الاجتماعية الفقيرة».