قالت شركة «أوبر» للتكنولوجيا إنها ستبدأ في استخدام سيارات فورد ذاتية القيادة لنقل الزبائن في ولاية بنسلفانيا الأمريكية خلال أسابيع.
وجاء في بيان للشركة، نشره اليوم موقع مجلة بلومبيرج الشهيرة، أن عملاء الشركة سيتاح لهم الاختيار بين السيارات ذاتية القيادة والسيارات العادية خلال الأسابيع المقبلة، وستكون تلك هي المرة الأولى التي يحصل فيها الجمهور على حق ركوب سيارات أجرة ذاتية القيادة.
وتمتلك شركة أوبر للتكنولوجيا مختبرًا للأبحاث المتعلقة بالسيارات ذاتية القيادة في مدينة بيتسبرج الأمريكية، وتقول الشركة إنها لديها مجموعة من الخطط لنشر السيارات الأجرة ذاتية القيادة، وبحسب الرئيس التنفيذى للشركة «ترايس كالانيك»، فإن تكلفة ركوب السيارات دون سائق ستكون «أرخص بكثير من امتلاك سيارة».
وقال المدير التنفيذى للشركة –في مقابلة مع وكالة أسوشيتدبرس- إن تطوير السيارات ذاتية القيادة هو الهدف الأسمى للشركة البالغة من العمر 7 سنوات، مشيرًا إلى أن أوبر تسعى لأن تكون رقم واحد في هذا المجال.
تعمل السيارات ذاتية القيادة بالكهرباء كقوة مُحركة، وهي مزودة بخلايا ليزرية تراقب الطريق وتستشعر قُرب المُركبات، وتتفادى الاصطدام بها، علاوة على مُحددات السرعة ورادر، ويقول الخُبراء أن تطوير تلك السيارات سيساهم في إنقاذ حياة البشر، ذلك أن أكثر من 1.2 مليون إنسان يموتون سنويًا بسبب الحوادث، التي يقع مُعظمها نتيجة أخطاء بشرية، ويعتقد بعض المُصممون أن تلك السيارات يُمكنها تقليل نسب الحوادث إلى ما دون الـ10% من النسبة الحالية، فهي مُزودة بكاميرات ترى 360 درجة حول السيارة، علاوة على أنها لا يمكنها احتساء الخمور، بالإضافة إلى قدرتها العالية في التعامل مع المستجدات وسرعتها في إتخاذ القرارات.
ولسنوات، ظلت شركات صناعة السيارات في تنافس كبير، لتصنيع سيارة المُستقبل ذاتية القيادة، بيد أن المخاطر المُتعلقة بصعوبة مواجهة الطرقات المزدحمة والسريعة حالت دون تنفيذ مآرب معظم الشركات، حتى تمكنت شركة البرمجيات «جوجل» من تطوير سيارة ذاتية القيادة يُمكنها الصمود في مواجهة الطريق، لتُجربها فعليًا في شوارع مدينة كاليفورنيا، التي أعطى مجلسها ترخيصًا محدودًا للشركة، تنص بنوده على السماح لتلك السيارات بالتجول في شوارع مدينة الأغنياء.
ومنذ سبتمبر الماضي وحتى الآن، تواجد في شوارع ولاية كاليفورنيا الأمريكية نحو 50 سيارة ذاتية القيادة، غير أن الرياح تأتى بما لا تشتهي السفن، فبسبب وجود تلك السيارات، وقعت أربعة حوادث، تم الكشف عنها في تقرير صحفي نُشر بموقع الفيزياء نقلاً عن وكالة أسوشييتدبرس الأمريكية.
ويقول التقرير إن السيارات التي تسببت في تلك الحوادث كانت تسير بسرعة 10 أميال في الساعة، وهي مركبات من نوع «لكزس» أو «أودي» المُجهزة بآليات استشعار وبرمجيات حاسوبية مُتقدمة من إنتاج «جوجل»، وعلى الرغم من تسبب الحوادث في تلفيات «بسيطة»، إلا أن الشركة لم تكشف عن تفاصيلها خوفًا من القضاء على مستقبل صناعة السيارات ذاتية الدفع، غير أن عددًا من المصادر، رفضوا ذكر اسمائهم كونهم غير مُخولين من الشركة لمناقشة التقارير علنا، قالوا إن تلك السيارات التي تسببت في الحادثة حصلت على ترخيص تسيير من الولاية.
تلك الحادثة لم تكن الأولى، فقد اعترف مدير برنامج جوجل للسيارات ذاتية القيادة قبل عام، في بيان صحفي، إن الشركة قامت بتسيير سيارات ذاتية في الشوارع دون الحصول على تصريح بذلك، وأن تلك السيارات تسببت في وقوع ثلاث حوادث بمنطقة «ماونتن فيو» الأمريكية، نجم عنها بعض الأضرار دون إصابات أو خسائر بشرية.
وقتها، وفي نفس البيان، قالت شركة البرمجيات إنها تتبع اجراءات السلامة القصوى، إلا أنها عادت وأكدت أن بعض الحوادث يُمكن وقوعها، مشيرة إلى أنه وبالنظر إلى معدلات السلامة، فإن السيارات ذاتية القيادة قطعت نحو 140 ألف ميل بمُعدل حوادث وصفته بـ«النموذجي».