شارك حوالى 10 آلاف مواطن فى مليونية «وحدة الصف» أو «لم الشمل» أو «الاستقرار والهوية» ــ حسب تعدد الأسماء التى أطلقت عليها، بتنظيم مظاهرتين، الأولى أمام مسجد القائد إبراهيم، وضمت حوالى 10 آلاف، بمشاركة جماعة الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية، بينما كانت الثانية تضم حوالى 150 شخصاً فقط، يمثلون القوى السياسية التى شاركت فى اعتصام سعد زغلول، ومنها شباب 6 أبريل وحملة دعم البرادعى والاشتراكيون الثوريون، وعدداً من أهالى الشهداء ونشطاء مستقلين وعدداً من المواطنين المتضامنين مع مطالب ميدان سعد زغلول الممثلة فى وضع الدستور أولاً وتأجيل الانتخابات.
أدى المحتجون صلاة الجمعة، كل فى ميدانه، ففى ميدان القائد إبراهيم ألقى الشيخ أحمد المحلاوى خطبة الجمعة، وأوجز فيها مطالب الإسلاميين، وهى: تحديد جدول زمنى لتسليم السلطة للشعب، وإعلان حركة المحافظين قبل حلف اليمين، وعدم تأجيل الانتخابات، وسرعة إجراء المحاكمات لرموز النظام السابق، والإفراج عن جميع سجناء الرأى والمحكوم عليهم أمام محاكم عسكرية بسبب آرائهم.
وفرض الإسلاميون طوقاً أمنياً حول ساحة المسجد، وأغلقوا جميع المداخل المؤدية إليها، وسمحوا بالدخول بالبطاقة الشخصية، وفصلوا السيدات عن الرجال. وحرص الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، على الحضور، دون أن يلقى كلمة خاصة.
وأكد «المحلاوى» فى خطبة الجمعة أن «هذه المليونية تستهدف توحيد الصف ولم الشمل، وغير موجهة لأحد، ولكنها لنا نحن لمحو جراح أحداث العباسية، بأن يقاتل المصرى المصرى لمجرد الاختلاف فى الرأى، ولتصحيح الأخطاء التى حدثت من المليونيات الفئوية التى خرجت فى الأسابيع الماضية».
وعقب انتهاء صلاة الجمعة طالب الإسلاميون بعدم الاسترسال فى المظاهرات إلا بعد انتهاء الشيخ المحلاوى من الخطبة الثانية، إلا أن مجموعة من الناشطين وأهالى الشهداء رفضوا الانصياع لهذه التعليمات ورددوا هتافات معادية للمجلس العسكرى والجماعات الإسلامية، وتطور الأمر إلى مشادات كلامية لم ترق إلى مستوى المشاجرات، وطلب الإسلاميون منهم الانصراف من المسجد أو الالتزام بالصمت وعدم توجيه أى اتهامات لأحد، وبعد حوالى نصف ساعة قطعوا الطريق الرئيسى على الكورنيش.
أكد الشيخ ياسر متولى، القيادى بالدعوة السلفية، أن السلفيين يشاركون فى المليونية تحت عنوان «لا للمبادئ فوق الدستورية»، مع الحرص على عدم الصدام مع أى من القوى السياسية المشاركة فى المليونية، نافياً كل ما أشيع عن تربص السلفيين بالقوى السياسية الأخرى، معتبراً إياها تأتى فى إطار حملة لتشويه السلفيين.
وأوضح حسين محمد، أمين حزب الحرية والعدالة، أن الإخوان يشاركون فى مليونية «توحيد الصف» بحشد غير مسبوق منذ بداية ثورة يناير، ووزعوا بيانات تؤكد المطالب التى رفعت خلال المظاهرة وفى مقدمتها عدم الالتفاف على إرادة الأمة واحترام نتائج الاستفتاء، وسرعة القصاص من قتلة الثوار، ولا للمبادئ فوق الدستورية، مؤكداً عدم الاعتصام بعد المظاهرة.
واستقل المئات من أعضاء حزب النور السلفى وعدد من شباب الدعوة السلفية فى الإسكندرية 25 أتوبيساً استأجرها الحزب لدعم المتظاهرين فى ميدان التحرير، وغادروا الإسكندرية فجر الجمعة فى طريقهم إلى ميدان التحرير.
فى المقابل، شاركت القوى السياسية فى الاعتصام بميدان سعد زغلول، الذى أدى الصلاة فيه ما يقرب من 150 مواطناً، فيما غابت القوى السياسية التى أعلنت من قبل تعليقها الاعتصام وعددها 11 حزباً، أبرزها الوفد والغد والعدل والمصريين الأحرار والشيوعى المصرى واقتصر التواجد على بعض المستقلين وعدد من الحركات السياسية.
قال الشيخ جميل علام، الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال خطبته بالميدان: «نتعرض لحملات ضارية ممن ينتسبون للدين، ويتهموننا بأننا بلطجية، ونزلوا اليوم يقولون إنهم سيطهرون الميدان، ونحن نسألهم تطهروه ممن؟ فهل فى الإسلام حكم غيابى من طرف واحد؟»، وأضاف: «شريعة الله ليست بالمليون لحية، وأظافر بعضهم بها ملايين الأعمال التى تخالف الشريعة والأحكام التى تخالف أحكام الإسلام، فلا نريد منكم مليونية السذاجة والمظهر، فالشريعة عمل وتطبيق، وعار عليكم أن تتحدثوا باسم الإسلام وأنتم تجهلون أحكامه».
ورفض المعتصمون بسعد زغلول مقترحاً بالخروج فى مسيرة خارج الميدان، وتمسكوا بالمظاهرة فى الميدان فقط، فيما أدى المتظاهرون صلاة الغائب على روح هدى محمد السيد، آخر شهيدات الثورة فى الإسكندرية، والتى توفيت صباح الاثنين الماضى، متأثرة بطلق نارى فى الصدر أصيبت به فى جمعة الغضب يوم 28 يناير الماضى.
ووزع المتظاهرون بسعد زغلول بياناً دعوا فيه الشعب المصرى إلى لم الشمل ووحدة الصف فى حب مصر، بعيداً عن التيارات والاتجاهات والأهداف الخاصة تحت شعار «نعم لمصر أولاً».