تعليقاً على مقال«نادى الكبار»

جاد الكريم نصر الثلاثاء 16-08-2016 22:16

الأستاذ الكبير/ مصطفى النجار..

تعقيبا على ما تم نشره بجريدتكم الغراء، فى ملحق السياحة والطيران، بتاريخ الأربعاء 2 /8 /2016 بمقال سيادتكم:

خطاب مسجل بعلم الوصول لوزير السياحة .. «٧ من أعضاء نادى الكبار يطرحون رؤيتهم للخروج من الأزمة».. اسمح لى سيادتكم أن أعقب بالآتى:

* ليس المقصود بالتعقيب هنا هو التعليق، فهو استكمال للآراء المحترمة التى قرأناها جميعا لكبار فى عالم السياحة، أعرف بعضا منهم، وأسمع عن الباقى الكثير بحكم عملى فى فترة سابقة كمدير لمطارى الغردقه، ثم شرم الشيخ.

* دعنا نتفق على الآتى:

- ليس كل الركاب الذين يجيئون إلى مصر عن طريق الطيران بغرض السياحة.

- ليس كل السائحين الذين يأتون إلى مصر عن طريق الطيران فقط.

- نسبه 80% من السياحة الوافدة إن لم تكن أكثر تجىء عن طريق الطيران.

- أيضا 75% من السياحة تذهب إلى المقاصد السياحية الترفيهية فى مصر، وأقصد بها أساسا شرم الشيخ والغردقة.

- السياحة الرئيسية هى سياحة المجموعات أساسا، وبعد ذلك تأتى السياحة المنفردة وبنسبة أقل كثيرا.

* إذن ماذا يعنى هذا الكلام؟ هل يعنى أن السياحة فى مصر ليست فى أزمه؟ بالتأكيد فى أزمة، بل أكبر أزمة تعرضت لها فى تاريخها. وهل الطيران كناقل جوى هو سبب الأزمة؟ بالطبع لا، وبوضوح أكثر ليست مصر للطيران هى السبب حتى لو تخفيض أسعار تذاكرها سيحل أزمة السياحة.

* أيضا ليس بعدم تطبيق مطار القاهرة- وهو مطار العاصمة- سياسة السماوات المفتوحة كاملة ستتحقق الطفرة السياحية، لأنه ببساطة

شديدة، وكما قلنا، إن 80% من السياحة تذهب للمقاصد السياحية بالشواطئ. وأغلب السياحة عن طريق الطيران العارض (شارتر)

وليس المنتظم وليس مصر للطيران. وبما أن الغالبية العظمى من رحلات مصر للطيران تبدأ من مطار القاهرة وتنتهى فيه، لذا فإجراء عدم التطبيق سيحمى مصر للطيران، ويجعل القادمين للسياحة يستخدمونها، لأنها تهبط فى المقصد السياحى الذى يريدونه، حتى إن كانت أغلى.

* وإذا سمح بتطبيق ذلك- لا قدر الله- ستستغل شركات كثيرة خاصة وعملاقة أو ما يعرف بالميجا كومبانى، وتنقل ركابا كثيرة هبوطا وصعودا، ولكنهم للأسف ليسوا بسائحين، مما يؤثر على القدرة التنافسية لشركة مصر للطيران. وفى الوقت نفسه ليس هو الإجراء الذى ينمى السياحة بدرجة كبيرة، وفى الاتجاه الصحيح. إننا يجب علينا مسؤولين ومواطنين أن نحافظ على مصر للطيران كشركة وطنية، مثل العديد من دول العالم حتى إن كانت تخسر. ولا تنسوا أن للدولة شركات وطنية فى كافة وسائل النقل كالسكك الحديدية والنقل العام ومترو الأنفاق، كنوع من الأمن القومى. تذكروا عودة المصريين من ليبيا واليمن.

يعنى بالمختصر كده: ليس عند الطيران حل؟ لأ طبعا، إنه جزء من الحل. ولا نستطيع أن ننكر أن السياحة والطيران هما وجهان لعملة واحدة، ولكنهما يظلان وجهى ملك وكتابة.

فى اعتقادى بعد عودة السياحة قبل نهاية العام- إن شاء الله- أن تغيير النمط السياحى فى مصر سيساعد كثيرا، علاوه على بدء التسويق

السياحى المكثف من الآن إن لم يكن قد بدأ فعلا. والتأكيد على أن السر لا يكمن وراء التخفيض فى كل شىء، ولكن السر يكمن خلف جودة المنتج السياحى الذى لا يتأتى مع نظام كله حصرى أو أول إنكلوسيف بالإنجليزية والمنتشر بصورة كبيرة فى فنادقنا، مع الاهتمام بسياحة الاختلاط بالشعوب وممارسة عاداتهم وتقاليدهم وتذوق طعامهم. ولا أريد أن أطيل، فالسياحة علم، والخبراء أكثر منى علما ودراية.

أتفق أيضا أن السياحة تنسيق مع وزارات وجهات عديدة، وهى مسؤولية المواطنين جميعا.

أشكر حضرتك على إتاحة هذه المساحة لى، مؤكدا أن سائحا واحدا يعود إلى بلاده، بعد رحلة فى مصر، قد يكون السبب فى مجىء عشرة آخرين من أصدقائه وأقاربه وجيرانه. وقد يكون سببا أيضا فى أن يطفش عشرة آخرون. وهذه إحصائية.

*طيار. جاد الكريم نصر الطرابيلى

رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات- سابقا