جاءت التصريحات الأخيرة للمدير الفنى لفريق ريال مدريد الإسبانى، البرتغالى جوزيه مورينيو لتعكس حالة المعاناة التى ربما قد يمر بها النادى الملكى مستقبلاً إذا ما تعرض مهاجمه الفرنسى كريم بنزيمة لإصابة، فى ظل غياب نجمه الأرجنتينى جونزالو هيجوين.
ورغم غرابة المصطلحات التى استخدمها مورينيو للتعبير عن شكل الفريق الهجومى خلال الفترة المقبلة فى ظل غياب هيجوين، حيث شبه نفسه بالصياد الذى إذا فقد «كلبه» فى إشارة إلى مهارة المهاجم الأرجنتينى فى «قنص» الأهداف، فلن يجد مفرًا من استخدام «قطته»، ويقصد به بنزيمة، فى السعى وراء الفرائس، أو الفرق المنافسة.
أسلوب مورينيو الفريد فى التعبير عن حالة الخط الهجومى للفريق لا يقصد به أى إهانة لقدرات المهاجم الفرنسى، وإنما جاء بمثابة رسالة موجهة إلى شخص واحد بعينه هو المدير العام للنادى الملكى، الأرجنتينى خورخى فالدانو.
يظن البعض أن تصريحات مورينيو تنال فقط من خصوم ريال مدريد، وبالأخص برشلونة، ولكن إمعان النظر فى بعضها يظهر أنها أحيانًا تمس فالدانو، الذى رفض بشكل قاطع التعاقد مع مهاجم ثالث، رغم تأكيد مورينيو فى بداية الموسم لدى تعاقده مع الريال حاجة الفريق لذلك.
سامى خضيرة، ومسعود أوزيل، وسرخيو كناليس، وبدر وليون، وأنخل دى ماريا.. كلها أسماء جديدة تعاقدت معها إدارة الملكى أملاً فى استعادة الألقاب المفقودة وكلها بموافقة مورينيو، الذى لم ينس مطالبته بالحصول على رأس حربة صريح. العيب الرئيسى فى هذا الأمر هو أن كل هذه التعاقدات جاءت لتدعيم منطقة الوسط، صحيح أن أغلبها يتمتع بنزعة هجومية، ولكن ليس من بينهم هداف حقيقى يحمل مهارات رأس الحربة، مع العلم أن الريال أساسًا يزخر بنجوم آخرين فى هذه المنطقة بتنويعات أدوارهم مثل المتألق كريستيانو رونالدو، وتشابى ألونسو، ولاسانا ديارا.
اسماء وتوقعات كثيرة ظهرت قبل بداية الموسم بخصوص المهاجم المنتظر من البلجيكى الشاب المتألق «لوكاكو»، إلى البوسنى «دجيكو»، والإيڤوارى «ديدييه دروجبا»، ثم عادت الأمور للهدوء دون جديد قبل أن تشتعل مؤخرًا مع قرب موسم الانتقالات الشتوية وإصابة هيجوين لتقفز هذه الأسماء مجددًا إلى الساحة بجانب آخرين مثل الأرجنتينى دييجو ميليتو مهاجم إنتر.
الفارق بين «قطة وكلب» مورينيو والصفقات التى تتحدث عنها الصحافة الإسبانية المدريدية لتدعيم خط الهجوم دون توقف وبجنون، ولاعبى الخصم الكتالونى برشلونة - هو أن لاعبى الأخير كانوا «أشبالاً» تحولت بالفعل إلى «أسود».
«لا ماسيا» أو مدرسة برشلونة لأشبال كرة القدم، ذلك المصنع الذى لا ينضب ولم يتوقف عن تقديم لاعبين فى كل خطوط الملعب لتدعيم البرسا فى مسابقاته المحلية والأوروبية وبالأخص فى الناحية الهجومية، وخير دليل على ذلك كل من ليونيل ميسى، وبويان كركيتش، وجفرين، وبدرورودريجز.