رحلة مشروع «عباس» من «ناشيونال جيوجرافيك» إلى «جسر السويس».. الحلم أصبح كابوساً

كتب: ميلاد حنا زكي الأربعاء 10-08-2016 22:25

فى إحدى المرات القليلة التى استطاع فيها الهروب من ضغوط الحياة لساعات قضاها أمام شاشة التليفزيون، جلس محمد عباس، 42 عاماً، الذى يعمل سباكاً، ممسكاً بالريموت كنترول، يتنقل بين القنوات الفضائية، وخلال متابعته لقناة «ناشيونال جيوجرافيك»، التى يهتم بمتابعتها كلما سنحت له الفرصة، استوقفته فكرة مشروع سيارة عصائر طبيعية متنقلة فى إحدى الدول الأوروبية.

صعوبة المعيشة وغلاء الأسعار جعلا «محمد» يفكر فى طريقة لنقل هذا المشروع وتصميم سيارة مشابهة من حيث الشكل والفكرة، أملاً فى زيادة دخله الذى لا يكفى مصاريف أسرته وطفليه.

وعقب شهر من العمل المكثف، صمم «محمد» سيارة مشابهة للعصائر الطبيعية، وبها أحواض لجميع أنواع الأسماك، وانطلق لبداية مشروعه من منطقة جسر السويس، وبعد أسبوع واحد من النجاح الذى حققه بسيارة العصائر الطبيعية التى جذبت المارة، حتى إنها تحولت إلى مزار للعديد من المارة الذين استغلوا السيارة لأخذ الصور التذكارية، أطاح الحى بحلم «محمد» بعد إزالته فى إحدى الحملات، وتحفظوا على السيارة، وانتهى هذا الحلم بكابوس.

«فين الرئيس اللى إحنا انتخبناه ييجى يساعدنا؟ الشباب مش لاقى ياكل، ولما قرروا يعتمدوا على نفسهم بمشروع، روتين الدولة وقف قدامهم»، هكذا قال محمد عباس، مؤكداً أن المشروع استغرق شهراً لتنفيذه، وبلغت تكلفته 41 ألف جنيه، مضيفاً: «استلفت فلوس عشان أعرف أجهز عربية بشكل مختلف ومتميز، وبها أحواض أسماك ومزينة بالإضاءة الملونة وثلاجات، ونزلت عند الجراج بمنطقة جسر السويس، وكان الشارع كله زبالة، ونضفت المكان وزرعته ووقفت بالعربية، وبعد أسبوع جه الحى ساب العشش اللى حواليا وأخد العربية بحجة عدم الترخيص وإشغال الطريق للمكان اللى كان فيه زبالة».

وتابع: «أنا عامل حاجة مشرفة ولو معايا فلوس وعندى شغل مش هعرض نفسى للإهانة والبهدلة فى الشوارع». مطالباً رئيس حى النزهة بالتدخل للإفراج عن مشروعه ومساعدته فى عمله لتسديد ديونه التى تكبدها المشروع، فضلا عن الأسماك التى ستموت لعدم رعايتها، مما سوف يكبده خسائر كثيرة.