فى أدب الحوار والسبعة الكبار..!

مصطفى النجار الثلاثاء 09-08-2016 21:30

حكاية 4 مقالات أحدثت «ضجة» فى الوسط السياحى.. وترحيب كبير بملحق «سياحة وطيران»

■ صباح الأربعاء الماضى، فور صدور «المصرى اليوم» يتوسط أوراقها ملحق «سياحة وطيران» فوجئت باتصال تليفونى من صديق العمر الناقد الرياضى الكبير حسن المستكاوى مهنئاً بصدور العدد الثالث من هذا الملحق، مؤكداً إعجابه بنجاحه وبمضمونه والقضايا التى يطرحها فى شكل إخراجى وفنى جميل، ومشيداً بفكرة نشر آراء 7 من أعضاء نادى الكبار التى تناولها مقالنا الذى كان تحت عنوان «خطاب مسجل بعلم الوصول إلى وزير السياحة».

والحقيقة أننى سعدت جداً بكلام حسن المستكاوى، لأنه ليس ناقداً رياضياً كبيراً فحسب، بل هو صحفى وكاتب ومثقف كبير وقبل ذلك كله فهو صاحب خلق رفيع.. ولم لا؟ فهو ابن أسطورة النقد والأدب الرياضى المرحوم نجيب المستكاوى الذى ذاع صيته فى النصف الثانى من القرن الماضى.

المهم نبهنى «المستكاوى» إلى أعداء النجاح الذين يعتبرون أى ناجح فى مصر يجب أن يرمى بالطوب مثل الشجرة المثمرة كما يقول المصريون خطأً.. رغم أن الناجح فى الخارج لا يرمى بالطوب أبداً بل تتم مساعدته وتكريمه لا هدمه من باب الحقد الأعمى.

ولعل ذلك يذكرنى بمقدمة العمود الذى كتبه نيوتن أمس فى «المصرى اليوم» اقتباساً لمقولة العالم الراحل الدكتور زويل «الغرب ليس أكثر منا ذكاءً ونحن لسنا أغبياء لكن فى الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح، أما عندنا فنعرقل الناجح حتى يفشل، هذا هو الفارق!!».

ولا أخفى سراً حين أقول إن الاتصالات والرسائل على وسائل التواصل الاجتماعى انهالت علينا منذ صدور العدد الأول من ملحق «سياحة وطيران»، خاصة من رجال قطاع السياحة ومن شخصيات عامة تؤكد جميعها حاجة قطاع السياحة إلى هذا الملحق الذى أصبح الملحق الأول للسياحة والطيران فى مصر فور صدور العدد الأول منه يوم 20 يوليو الماضى.

لكنى أتوقف عند اتصال آخر كنموذج للاهتمام بهذا الملحق والذى جاءنا من أخى وصديقى ورفيق رحلة العمر فى الكتابة الصحفية عن الآثار والثقافة والسياحة وهو عالم المصريات الأشهر الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، الذى بلغت شهرته الآفاق والذى يعتبر بحق هو سفير السياحة المتجول فى العالم كله للدعوة إلى زيارة مصر بمحاضراته فى كل الدنيا خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى ندعو لاستغلالها لصالح السياحة المصرية بالتنسيق مع وزارة السياحة خاصة أنها تصب فى مصلحة السياحة الأغلى والأرقى وهى السياحة الثقافية فى القاهرة والأقصر وأسوان.

المهم كان ما استوقفنى فى حديث الدكتور حواس الذى اكتوى فى السنوات الأخيرة بحقد أعداء النجاح هو ما ناقشنى فيه عن موضوع المقال الأخير «خطاب مسجل بعلم الوصول لوزير السياحة وآراء 7 من أعضاء نادى الكبار للخروج من أزمة السياحة»، وقال لى لماذا هؤلاء فقط؟ ولماذا لم تنشر رأى الكبار الآخرين أمثال إلهامى الزيات والخبير الفندقى على عبدالعزيز وغيرهما من أصحاب الخبرة من الأجيال السابقة على من تحدثت معهم فى مقالك.

وهنا أوضحت للدكتور حواس- وهو ما يهمنى أن أوضحه أيضاً لكل من يتابع هذا الملحق- أن اختيار 7 من أعضاء نادى الكبار جاء بناءً على رؤية مهمة وهى أنهم الذين فى أيديهم «الشغل الآن» منهم أكبر من يجلب السياحة على أرض الواقع أو أكبر من يستثمر فى عالم الفنادق أو أكبر أصحاب الخبرة فى التسويق الذى تحتاجه السياحة الآن.. وليس معنى اختيار هؤلاء السبعة أنه لا أحد غيرهم، بل إننى قلت 7 من أعضاء نادى الكبار وهذا النادى يحتمل أن يكون فيه 10 أو 20 من الكبار، وثانياً لأن مساحة المقال محدودة، ولا تكتفى استضافة كل هذا العدد مرة واحدة مع الاعتراف بأن هناك آخرين كنت أود طرح أفكارهم الأربعاء الماضى، مثل أحمد بلبلع وأمجد حسون وعلى عقدة غيرهم، وهو ما سنفعله اليوم.

أما بخصوص الكبار من أمثال إلهامى الزيات وعلى عبدالعزيز وأحمد النحاس والمحمدى حويدق وغيرهم فهؤلاء هم الكبار بالفعل كخبراء ولهم مجال قادم وحديث قادم.. ولهم كل الاحترام على عطائهم للسياحة.

لعل فيما قلته سابقاً توضيح يكفى كان واجباً أن أكتبه بعد الضجة التى أثارها مقال «7 من أعضاء نادى الكبار».. لكن الحقيقة التى ينبغى أن نتوقف عندها جميعاً هو أن المقالات الأربعة التى نشرناها فى هذا الملحق منذ صدوره قد أثارت اهتماماً كبيراً.. ففى الأسبوع الأول كان لدينا مقالين الأول عن «الدولار والبنوك والسياحة والقوانين العرجاء».. والثانى عن «الحقيقة المرة.. المصريون غير مرغوب فيهم بالفنادق المصرية»، وفى الأسبوع الثانى كان مقالنا «وزارة السياحة فى المحطة السرية»، والثالث كان «خطاب مسجل بعلم الوصول لوزير السياحة».

ولاشك أن النجاح الكبير للملحق ولردود الأفعال والتعليقات على هذه المقالات خاصة على التواصل الاجتماعى كان كبيراً جداً لدرجة لا يتصورها الكثيرون خاصة مقال «الحقيقة المرة عن المصريين والفنادق» ومقال «أعضاء نادى الكبار».. ولاشك أيضاً أن تواصل القراء معنا يسعدنا.. لكن ما أزعجنى أو أغضبنى كثيراً هو هذا الأسلوب فى الحوار وغياب أدب الحوار بالكامل. وهذا الحقد الأعمى على كل ناجح فى مصر.. إن الناجح بشرف وأمانة يجب أن نساعده لا أن نهدمه بالشائعات والحقد وبالطوب.. إن الأمم لا تتقدم إلا بالعمل والحب والإخلاص.

ونحن طوال عمرنا الصحفى نؤمن جداً بالحوار والرأى والرأى الآخر، ولا أذكر فى حياتى مرة أننى أهملت رأياً مخالفاً أو معارضاً لرأيى بل أنشره بنفس ألفاظه.. المهم أدب الحوار واحترام الخلاف.

أقول هذا بمناسبة التجريم من بعض الأسماء من «السبعة الكبار» كما سماهم البعض على مواقع التواصل الاجتماعى من موقع الحقد فقط، فلا احترام للرأى الآخر أبداً والكلام عنهم كله من عينة ماذا قدموا لمصر؟.. وأنهم سبب انهيار السياحة، ولذلك أقول للجميع ارسل إلينا برأيك بأدب وسننشره فوراً.. أما الشتيمة والغمز واللمز فهى لغة الضعفاء.. أبوابنا مفتوحة فى «المصرى اليوم» لننشر كل رأى.. المهم ألا يكون انتقاماً أو تجريحاً فى أحد المهم أن تعلوه المصلحة الوطنية.. أدب الحوار هو عنوان هذا الملحق يا سادة ولو كره الكارهون.

هذا هو النجاح..

لقد جاءت المقالات والموضوعات فى ملحق «سياحة وطيران» لتكون كمن ألقى بحجر ضخم فى بحيرة راكدة فحركها وفتح المسكوت عنه فى قضايا مهمة وحساسة، وكان أولها مقال الحقيقة المرة.. المصريون غير مرغوب فيهم بالفنادق لدرجة أننا لاحظنا على الفيسبوك مجموعات تطالب المصريين بتعديل سلوكياتهم فى الفنادق فى البوفيهات والتعامل مع عاملى الفندق بشكل عام.. وهذا نجاح للفكرة التى طرحها المقال.

أما مقال «السبعة الكبار» فالتعليقات عليه كثيرة وأبدأ برسالة الأخ على عقدة، رئيس شركة ميتنج بوينت، الذى يقول إن مشكلة مصر هى اختيار أشخاص عديمى الخبرة والكفاءة فى مواقع المسؤولية وتغليب المصالح الخاصة على العامة، ويرجو منا أن نصحح بأن شركته فى المركز الثانى فى جلب السياحة إلى مصر.. وها نحن قد صححنا يا سيدى!

أما الأخ وجدى سليمان، صاحب شركة سياحة فى لندن، فيقول يجب أن نبدأ فوراً بحل مشكلة تأمين المطارات ونستعين بخبرات أمنية من الدول التى أوقفت الطيران وأن نراجع الرسوم التى تدفعها شركات الطيران الأجنبية وأن نجذب إلى مصر مشاهير من العالم واستغلالهم فى الدعاية لمصر.

وتلقينا رسالة بعنوان كلام موظف صغير بتوقيع ريمون نجيب يقول أنا موظف صغير بنادى السياحة وقد قرأت كل وجهات نظر الكبار كلها وهى محترمة جداً ولكن المهم أن نبدأ بإصلاح الداخل ونمنع التحرش والسلوكيات السلبية ونعمل على تحسين الخدمات بالفنادق حتى لا يعود السائح بتجربة سلبية.

أما الأخ الفندقى حسام الفقى فقال كل المهتمين لديهم تحفظات كبرى على هذه الأسماء وطريقة تفكيرهم والحلول التى قدموها وأول هذه التحفظات الممارسات الاحتكارية وأنهم السبب فى تدنى أسعار الفنادق.. وتعليقى من أين أتيت يا حسام بكلمة «كل» لأن كثيراً ضد رأيك بل إن أحد هذه الأسماء الناس تشكو منه لأنه يبيع الغرفة نسبة ألف جنيه فى الليلة الواحدة.. يا رجل أنت فندقى وتعرف سبب تدنى الأسعار!!

وهذا تعليق للأخ محمد الحجرى، صاحب فندق بشرم الشيخ، يقول إن علينا الاستعداد من الآن لعودة السياحة لأن الفنادق غير مستعدة وإن شاء الله ستعود السياحة فى أكتوبر.

بقى أن أشير إلى اسمين من الكبار فى عالم السياحة وهما رجل الأعمال أحمد بلبلع، صاحب الاستثمارات الفندقية المتميزة فى شرم الشيخ ومرسى علم ورئيس لجنة السياحة فى جمعية رجال الأعمال المصريين الذى يؤكد أن خروج السياحة المصرية من أزمتها فى ظل التحديات والصعوبات الحالية يتطلب إسناد إدارة المطارات لشركات عالمية متخصصة وحملة للعلاقات العامة فى جميع الدول الكبرى الكلاسيكية المصدرة للسياحة إلى مصر وإصدار قانون حوافز الاستثمار السياحى وقانون السماوات المفتوحة الذى يمنح شركات الطيران منخفض التكاليف من الهبوط بالقاهرة و6 أكتوبر.

الاسم الثانى وهو أمجد حسون، رئيس مجلس إدارة واحدة من أكبر شركات السياحة المستجلبة إلى مصر، وهو من العشرة الأوائل، حيث يقول إن الخروج من الأزمة يتطلب الاستمرار فى برنامج تحفيز الطيران الشارتر وضرورة تنفيذ حملة دعائية قوية فى الأسواق التقليدية وخاصة ألمانيا وإصدار قانون السماوات المفتوحة والسماح للشركات الكبرى التى تنقل السياحة من الطيران من غير مطارات دولتها الأصلية، ومن المهم عدم تخفيض الأسعار أبداً بالفنادق، لأن ذلك هو الطريق السريع لسوء الخدمات، وبالتالى هروب السائحين من مصر.

وبعد.. أتوقف هنا عند هذه النماذج فقط من عشرات الرسائل التى وصلتنا، ونؤكد أننا نرحب بالحوار وبالرأى الآخر.. لكن المهم أن نراعى جميعاً أصول وقواعد وأدب الحوار.. أما أن يتحول البعض فى قطاع السياحة إلى «شتامين» لمجرد الحقد الأعمى وعدم الاعتراف بالرأى الآخر.. أو حتى تحريض البعض للتجريح فى الآخرين.. فذلك أسلوب عفا عليه الزمن.. إذا كنا نبحث عن مستقبل أفضل لمصر وللسياحة المصرية.

وأهلاً دائماً بكل الآراء!.