«مارين لوبن» تشبه صلاة المسلمين فى الشوارع بالاحتلال النازى

كتب: عنتر فرحات الأحد 12-12-2010 18:37


أثارت مارين لوبن، المرشحة الأوفر حظاً لخلافة والدها جان مارى لوبن على رأس اليمين المتطرف فى فرنسا، استنكار الطبقة السياسية الفرنسية بأسرها بسبب تشبيهها «صلوات الشارع» التى يؤديها المسلمون بالاحتلال النازى.

ونددت مارى لوبن، فى أوج حملتها الحزبية لرئاسة الجبهة الوطنية، الجمعة الماضى، فى ليون (وسط - شرق) بـ«صلوات الشارع» التى يؤديها المسلمون فى شوارع فرنسا. وقالت «أنا آسفة، لكن بالنسبة إلى الذين يحبون التحدث كثيراً عن الحرب العالمية الثانية، فإذا كان الأمر يتعلق بالحديث عن الاحتلال»، وتابعت قائلة: «إنه احتلال لأجزاء من الأراضى، لأحياء تطبق فيها الشريعة».

وعلى الفور، تكثفت ردود الفعل فى صفوف الطبقة السياسية من اليسار إلى اليمين لإدانة تصريحات ابنة زعيم اليمين المتطرف جان مارى لوبن، صاحب التصريحات المثيرة للجدل، وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكى بنوا هامون «هذا هو الوجه الحقيقى لليمين المتطرف فى فرنسا الذى لم يتغير أبداً، ومارين لوبن هى اليوم بنفس خطورة جان مارى لوبن»، وندد بـ«الإهانة»، مذكراً بأن اليمين المتطرف الفرنسى تعاون مع المحتل النازى.

من جهته، أعرب الأمين العام للحزب الرئاسى «الاتحاد من أجل حركة شعبية» اليمينى جان فرانسوا كوبيه عن استنكاره لهذه التصريحات، قائلاً: «مارين لوبن، إنها والدها!».

ومن ناحيته، رأى المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية إن التشبيه الذى قامت به لوبن «يشكل إهانة لمسلمى فرنسا ومرادفاً للتحريض على الكره والعنف بحقهم».

وكان جان مارى لوبن (82 عاماً) بنى القسم الأكبر من مسيرته السياسية على خطاب شعبوى ومعاد للمهاجرين، ما سمح له فى 2002 بالوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وسيترك لوبن منصبه على رأس الجبهة الوطنية فى يناير المقبل. جاء ذلك فيما طالب ناشطون فى بريطانيا وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماى بمنع القس الأمريكى المثير للجدل تيرى جونز، الذى هدد بحرق المصحف، من دخول البلاد للمشاركة فى مظاهرة ضد الإسلام وأسلمة أوروبا فى فبراير المقبل. وطالبت الجماعة المناهضة للتطرف، التى تحمل اسم «أمل لا كراهية»، وزيرة الداخلية البريطانية بالتحرك لمنع القس الأمريكى من دخول البلاد. وقالت «عصبة الدفاع الإنجليزية» فى صفحتها على موقع «فيس بوك» إن المسيرة المقررة فى مدينة ليوتون فى 5 فبراير المقبل ستكون «أكبر مسيرة لنا حتى الآن»، وأضافت أن جونز سينضم للمسيرة «ليتحدث ضد شرور الإسلام»، بحسب زعمها.


وكان جونز قال إن مشاركته فى مظاهرة «عصبة الدفاع الإنجليزية» فى فبراير المقبل، ستكون «إيجابية» وأضاف أنه سيتحدث ضد «المسلمين المتطرفين». وقال القس الأمريكى، راعى كنيسة فى جينسفيل فى فلوريدا التى لا يتجاوز عدد أتباعها 50 شخصاً، إنه «لا نية لديه» لحرق المصحف فى بريطانيا، وأضاف فى بيان منشور على موقعه على الإنترنت أنه سيلقى خطاباً ضد «الشياطين والدمار الذى يحققه الإسلام» وسيدعم الجهود ضد «أسلمة بريطانيا وأوروبا».

وفى المقابل، أدانت جماعة «أمل لا كراهية» المناهضة للعنصرية، دعوة القس الأمريكى وطرحت التماساً يطالب وزيرة الداخلية بمنع دخوله بريطانيا، وقال رئيس الجماعة نك لاولز: «لن يستفيد من زيارته سوى المتطرفين، وكما نعرف فالتطرف يولد الكراهية والكراهية تولد العنف».

وكان جونز تخلى عن خطة لحرق نسخ من المصحف فى ذكرى هجمات 11سبتمبر فى فلوريدا بعد تعرضه لضغوط دولية واسعة.