يقترب عناصر حركة طالبان الذين شنوا منذ نحو 10 أيام هجوما قويا في جنوب افغانستان، الثلاثاء، من عاصمة ولاية هلمند المنتجة للقنب الذي يسيطرون حتى الان على مناطق شاسعة مزروعة به.
وفي تصريح صحافي صباح الثلاثاء، اقر الجنرال محمد حبيب هيساري الذي يقود العمليات الميدانية للجيش الافغاني، بأن «الوضع خطير فعلا في هلمند، وتدور معارك في عدد كبير من الاقاليم».
وقال متحدث عسكري اميركي الثلاثاء مؤكدا كثافة المعارك الجارية، ان الجيش الافغاني يحصل على دعم من الغارات الجوية المنتظمة للقوات الاميركية الموجودة في افغانستان، مشيرا إلى ان «الغارة الاخيرة شنت مساء امس» الاثنين.
وتزداد حدة التوتر من جراء اقتراب المعارك من العاصمة الاقليمية لشقرقاه التي يبلغ عدد سكانها 200 الف نسمة.
وقال حجي قيوم، احد السكان الذي اتصلت به وكالة فرانس برس، ان «حركة طالبان تسيطر على كل الطرق المؤدية إلى لشقرقاه. حواجز الشرطة تتساقط الواحد تلو الاخر ويتخوف الجميع من ان تسقط العاصمة بدورها بين ايدي طالبان».
كان المتمردون الاسلاميون يبعدون الاثنين 6 كم عن وسط المدينة، وقال مسؤول محلي طلب التكتم على هويته ان «الوضع يمكن ان يخرج عن السيطرة في أي وقت».
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت منظمة اطباء بلا حدود التي تتولى ادارة مستشفى من 300 سرير هو الوحيد في الاقليم، ان «عمليات القصف كثيفة جدا هذا الصباح»، وأضافت اطباء بلا حدود ان سكانا من الاقاليم المحيطة لجأوا في الايام الاخيرة التجمع إلى العاصمة الاقليمية.
وذكر الحاكم السابق لهلمند عبدالجبار قهرمان ردا على اسئلة شبكة تولو التلفزيونية «تم التعامل باستخفاف مع قوة طالبان» مع العلم «انهم مجهزون بشكل افضل من السابق».
كان الاستيلاء فترة قصيرة في سبتمبر 2015 على عاصمة اقليمية أخرى هي قندوز، التي تشكل ثقلا استراتيجيا في الشمال الافغاني، شكل التقدم الاكبر لطالبان منذ سقوط نظامهم قبل 14 سنة.
وفي هلمند، لم تتمكن الحكومة المركزية من ارساء سلطتها على كامل الاقليم الذي يحتل عناصر طالبان جيوبا كثيرة فيه ويسيطرون خصوصا على حقول القنب التي تشكل حوالى 80% من مجمل انتاج افغانستان.
وافغانستان هي المنتج العالمي الاول وتؤمن وحدها 85% من الافيون المطروح في السوق العالمية، وفق الامم المتحدة.