أعلن «البنك الدولي» تخصيص 750 مليون دولار لتنفيذ برامج إنتاج «الطاقة الشمسية المركزة»، في مصر و 4 دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي: الجزائر، والأردن، والمغرب، وتونس.
وتوقع البنك أن يشهد جريان المياه انخفاضا بواقع 20 إلى 30 % في معظم أنحاء المنطقة، وأوضح في تقرير له موافقة «صندوق التكنولوجيا النظيفة» (CTF) التابع له على توفير تمويل قدره 750 مليون دولار أمريكي ضمن المخطط الاستثماري المعني بتعبئة 4.85 مليار دولار إضافية من مصادر أخرى لتسريع معدلات انتشار استخدام الطاقة الشمسية المركزة في العالم.
و أشار التقرير إلي أن المخطط الاستثماري للصندوق في مصر و دول الشرق الأوسط «هدفه الإسهام في تخفيف حدة تغيّر المناخ العالمي في المنطقة من خلال مساندة توليد طاقة بحوالي 1 جيجاواط من الطاقة الشمسية المركزة، وما يعادل حوالي 15 % من البرامج العالمية المنتظرة للطاقة الشمسية المركزة وضعفي الزيادة على المستوى العالمي في القدرة المركبة للطاقة الشمسية المركزة بحلول عام 2020».
و لفت التقرير إلي «تدعيم البنية الأساسية المرتبطة بشبكات نقل الكهرباء في مصر ودول المغرب والمشرق العربي لأغراض الإمدادات المحلية والصادرات، في إطار تحسين وتعزيز شبكة منطقة البحر المتوسط بما يحقق إمكانية زيادة إنتاج الطاقة الشمسية المركزة من خلال تكامل واندماج أسواق المنطقة».
و ذكر انه «ستتم الاستفادة من الاستثمارات العامة والخاصة في محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية المركزة لرفع مستوى الاستثمارات العالمية الراهنة في مجال الطاقة الشمسية المركزة بواقع ثلاثة أمثال تقريبا».
و أكد «تقديم الدعم والمساندة لمصر ودول المنطقة الأخرى لتمكينها من بلوغ أهدافها الإنمائية المتعلقة بأمن الطاقة والنمو الصناعي والتنوّع الاقتصادي والتكامل الإقليمي».
و اعتبر التقرير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «من المناطق المتمتعة بأفضل الظروف المواتية لإنتاج الطاقة الشمسية»، مؤكدا علي «عدم تتمتع أية منطقة أخرى في العالم بما تحظى به منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من هذا المزيج من الظروف والأوضاع المادية ومزايا الأسواق المواتية لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة».
وقال إن «المنطقة تتمتع بتوافر سمات وخصائص طبيعية تجعلها منطقة واعدة لزيادة إنتاج الطاقة الشمسية المركزة بصفة خاصة. والواقع أن هذه المنطقة تتوافر بها أفضل الظروف في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية».
وأوضح أن «من مميزات المنطقة أنها مشمسة طول العام، وتنخفض فيها معدلات هطول الأمطار، وتوافر مساحات مسطحة شاسعة وغير مستخدمة بالقرب من الطرق». مشيرا إلي «إمكانية إنتاج الطاقة الشمسية المركزة بأقل تكلفة في هذه المنطقة بالمقارنة بالمناطق الأخرى في العالم».
و لفت إلي أن «السوق في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتمتع ببيئة قوية مواتية لتنفيذ استثمارات كبيرة الحجم، موضحا أن استهلاك الكهرباء يتزايد بوتيرة أسرع منه في أية منطقة أو بلد أخرى».
و أعرب عن «تطلع الصندوق إلى زيادة الطاقة المتجددة من أجل تنويع مصادر الوقود بعيدا عن الهيدروكربونات وتعزيز أمن الطاقة».
وذكر التقرير أن «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسؤولة عن 4.5 % بنسبة الفرد من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أن زيادة انبعاثات الكربون من احتراق الوقود تعتبر ثالث أكبر زيادة من نوعها على مستوى العالم، وقد ارتفع مستوى الانبعاثات في المنطقة بمعدل أسرع بواقع ثلاثة أمثال من المتوسط العالمي فيما بين عامي 1990 و2004».
وأوضح أن «معظم هذه الانبعاثات تنشأ في الدول المنتجة للبترول، التي تعتبر مسؤولة عن 74% من إجمالي الانبعاثات في هذه المنطقة».