التفاصيل الكاملة لتحقيقات محاولة اغتيال علي جمعة

كتب: محمد القماش السبت 06-08-2016 17:53

كشفت تحقيقات فريق نيابة جنوب الجيزة الكلية، أمس- في حادث محاولة اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، أثناء توجهه إلى مسجد «فاضل» بالقرب من منزله بمدينة 6 أكتوبر، لصلاة الجمعة- أن 3 كاميرات مراقبة مثبتة أعلى سور فيلا المجنى عليه تمكنت من التقاط صور اثنين من الجناة فقط، ولم تتمكن من تصوير باقي المتهمين الذين رجح شهود عيان أن عددهم يتراوح ما بين 3 و4 متهمين.

وأمرت النيابة، بإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول للنيابات، عقب مشاهدتها الفيديوهات، بإرسالها إلى إدارة توثيق وجمع المعلومات بوزارة الداخلية لتفريغ محتواها، ويعكف خبراء الأدلة الجنائية على رسم ملامح تقريبية للجانيين اللذين ظهرا بالمقاطع المصورة.

وحسب مصدر قضائى، فإن الفيديوهات أظهرت اثنين من مطلقي النيران، كانا بالقرب من منزل «جمعة»، ويقفان بسلاحين آليين، وقد أطلقا منهما طلقات نارية، بعد وصول المجني عليه إلى قُرب بوابة المسجد، بالتزامن مع إطلاق 4 آخرين النيران من جانبي المسجد، لكى ينصبوا للمفتي «كماشة»، بهدف اصطياده وتنفيذ عملية الاغتيال بإحكام.

وأفادت التحقيقات، التي شارك فيها المستشار محمد الطماوى، رئيس نيابة الأحداث الطارئة، المختصة بالتحقيق في قضايا الإرهاب، بأن الجناة قسّموا أنفسهم إلى مجموعتين: الأولى كانت تقف قرب بوابة المسجد، والثانية تولت عملية تأمين هروب باقى زملائهم، وتولي مهمة إطلاق النيران في الهواء لإرهاب رواد المسجد والجيران، حتى يتمكن الجُناة جميعاً من استقلال سيارة تشبه التاكسى، لونها أبيض، دون لوحات معدنية.

واستمع كل من «التلاوى» و«الطماوى» لأقوال المجني عليه، داخل فيلته، عقب أدائه خطبة صلاة الجمعة، أمس، والذى قال إنه كان متجهًا لأداء الصلاة، وفور دخوله البوابة الخارجية للمسجد، سمع دوي إطلاق نيران كثيف، وتمكن حراسه من إدخاله إلى المسجد، وأغلقوا الأبواب عليه، وقرر أن يلقي الخطبة بعد استئذان إمام المسجد.

وأضاف «جمعة»، في أقواله، أنه علم عقب ذلك من حرّاسه الـ3 أنهم تبادلوا إطلاق النيران مع الجناة الذين كانوا ملثمين ويرتدون ملابس سوداء، واتهم المجنى عليه الجماعات الإرهابية بتدبير محاولة اغتياله، ولم يُسَمِّ جماعة بعينها أو يحدد أشخاصًا، لكنه قال إنه تلقى تهديدات بالقتل منذ عام 2011، وتضاعفت وتيرتها بعد 2013.

وأكد مفتى الجمهورية السابق أنه لم يشاهد الجناة، ولا يعلم إلى أي فصيل أو جماعة ينتمون، ولا حتى يعرف انتماء الذين هددوه، في وقت سابق، أو لماذا يحاولون اغتياله؟.

وقال «جمعة» إنه سبق أن تعرض لمحاولة اغتيال العام الماضي بمدينة 6 أكتوبر، كما تعرض منزله كذلك بمدينة الفيوم لهجوم مجهولين أشعلوا فيه النيران.

وانتقل أحمد حامد، رئيس نيابة أول أكتوبر، إلى مستشفى الشيخ زايد العام، واستمع لأقوال الحارس الشخصي لـ«جمعة»، المصاب بشظايا في الفخذ، جرّاء تبادل إطلاق النيران مع الجناة، والذى قال إنه شاهد الجناة يطلقون النيران، فتعامل معهم بتبادل إطلاق الرصاص هو وزميل له، وطلب من «المفتي السابق» الدخول للمسجد، مضيفاً: «وَطِّينا على الأرض كلنا، ومعانا فضيلة المفتى، وساعدنا الأهالى والمصلون في ذلك، حتى دخلنا الجامع، وأغلقنا الأبواب، وبعد دقائق اكتشفنا الأوضاع، لكن الجناة لاذوا بالفرار».

واستمعت النيابة لأقوال 12 شاهد عيان، من الحرس وجيران «جمعة» والمصلين، الذين تضاربت أقوالهم حول عدد الجناة، فيما تشير أغلب الروايات إلى أن الجناة كانوا 6، اثنان أطلقا الرصاص من أمام الباب الرئيسى للمسجد، وآخران فتحا النيران من الباب الجانبى، وتولى آخران التأمين والمتابعة من عقار تحت الإنشاء بالمكان.

وذكر أحد شهود العيان أنه رأى السيارة التي تشبه «التاكسى» يجلس داخلها شخص، يبدو أنه كان ينتظر المتهمين، وكان ذلك قبل سماع دوي إطلاق النيران بنصف الساعة، بما يعنى أن الجناة كانوا يراقبون «جمعة»، وانتظروا خروجه من منزله للوصول إلى المسجد، وأضاف أن السيارة لم تكن تحمل أي لوحات معدنية، وقدر المسافة بين نقطة وقوف السيارة والمسجد بـ50 متراً، بجوار عقار تحت الإنشاء، حيث يتمكن الجالس داخل السيارة من خلال فتحات العقار من رؤية رواد المسجد.

وتحفظت النيابة، التي انتقلت عقب صلاة الجمعة إلى مسرح الحادث، على 76 فارغًا لطلقات آلية، جرى إرسالها إلى خبراء الأدلة الجنائية لفحصها لبيان نوع الأسلحة المستخدمة في إطلاق النيران، والتى تنوعت- حسب ملاحظة النيابة- بين فوارغ آلية وطبنجات، وأمرت كذلك بمضاهاة تلك الفوارغ بأسلحة الحرس، لاستبعاد الطلقات التي يستخدمونها من القذائف التي تم العثور عليها، وتحديد نوعية أسلحة الجناة.

وذكر مصدر قضائى أن حراس «جمعة» أطلقوا 4 طلقات من أسلحتهم الشخصية التي تبين أنها «طبنجات» عيار 9 مللى.

وكلفت النيابة رجال المباحث والأمن العام بالتحري حول الحادث، لبيان هويات الجناة وسرعة القبض عليهم.

وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن داهمت شققًا سكنية بالمناطق المحيطة بمنزل المجني عليه، واشتبهت في عدد من سكان مناطق نائية بمدينة 6 أكتوبر.