«زي النهارده».. وفاة المناضل إبراهيم شكري في 5 أغسطس 2008

كتب: ماهر حسن الجمعة 05-08-2016 03:53

كانت سيرة المناضل المهندس إبراهيم شكرى حافلة بالمحطات الوطنية امتدت لأكثر من نصف قرن، وهو نجل محمود باشا شكرى القاضى المعروف، ثم ناظر الخاصة الملكية، ثم وزير المواصلات في العهد الملكى، وشكرى مولود في ٦ سبتمبر ١٩١٦ وتلقى تعليمه الأساسى في المدارس الحكومية والتحق بكلية الزراعة جامعة الملك فؤاد (القاهرة).

وقد قال لنا ابنا المناضل الراحل (المهندس أحمد شكرى والدكتورإسماعيل شكرى) إن ابراهيم شكرى تأكدت قناعاته السياسية مع النداء الذي أطلقه أحمد حسين في تأسيسه لحزب مصر الفتاة عام ١٩٣٣: «ياشباب ٣٣ كونوا كشباب ١٩»، وشكل هذا الحزب انطلاقته السياسية الأولى بل شارك وهو في السنة الثانية من كلية الزراعة في مظاهرات ١٩٣٥، والتى جاءت رداً على تصريح وزير الخارجية البريطانى صمويل هور بعدم ملاءمة دستور ٢٣ أو دستور ٣٠ لمصر، وهى المظاهرة التي سقط فيها شهداء الجامعة عبدالمجيد مرسى وعلى طه عفيفى وعبدالحكم الجراحى.

وسقط شكرى مثخنا بجراحه إلى جوار عبدالحكم الجراحى، ونقل الجميع إلى مستشفى قصر العينى، وهناك اكتشفوا أن شكرى مازال حيا ومن يومها اكتسب لقب الشهيد الحى، وحين تخرج في كلية الزراعة في ١٩٣٩ أقام وسط الفلاحين في شربين وهو ابن الأسرة الأرستقراطية، وعنى بتطويرها فبنى المدارس والمستوصفات والجمعيات التعاونية، والتف أهل شربين حوله في الانتخابات البرلمانية التي نجح فيها، ومنها دورة ٣ يناير ١٩٥٠.

وفى البرلمان طالب بتحديد الملكية الزراعية بخمسين فداناً وبين عامى ١٩٥٠ و١٩٥٢ اتهم شكرى بالعيب في الذات العليا وحكم عليه بستة أشهر،وكان تولى رئاسة حزب مصر الفتاة خلفا لأحمدحسين إلى أن تم حل الأحزاب في ١٩٥٣ وفى عهد عبدالناصر تولى موقع نقيب الزراعيين وأمين عام الاتحاد الاشتراكى، وفى عهد السادات تولى منصب محافظ الوادى الجديد وفى ١٩٧٢ وزير الزراعة.

واستقال اعتراضاً على معاهدة كامب ديفيد لينتقل إلى خندق المعارضة وبعد عودة الأحزاب في ١٩٧٧ أسس حزب العمل الذي كان واحداً من أقوى جبهات المعارضة في مواجهة نظام مبارك فتم تجميد الحزب وإيقاف جريدة الشعب في ٢٠٠٠، وكان شكرى قد توفى «زي النهارده» في ٥ أغسطس ٢٠٠٨ ووفقا لوصيته دفن إلى جوار الجراحى بعد تقصى محمد بدر الأمر واستئذانه أسرة الجراحى.