فى يونيو الماضى قامت 107 سيارة بعبور خط بداية واحد من أكثر مسارات الرالى صعوبة، ليس فقط لأنه يمتد من جانب سور الصين العظيم فى پكين إلى العاصمة الفرنسية پاريس ولكن أيضا لأن أحدث السيارات المسموح لها بالمشاركة فى تلك الرحلة هى التى تم إنتاجها قبل عام 1975. فى إصداره السادس يعد رالى «پكين إلى پاريس» هو واحد من أكثر فعاليات السيارات الكلاسيكية إثارة حول العالم. هذا العام نظم اتحاد راليات التحمل Endurance Rally Association ERA الإصدار السادس من السباق الذى استمر لمدة 36 يوما وانطلق مثل ما ذكرنا من جانب سور الصين العظيم ووصلت السيارات إلى نهاية الطريق عند خط النهاية فى ميدان «بلاس فيندوم» داخل العاصمة الفرنسية باريس فى 17 يوليو. المسار يضم أكثر مناطق منغوليا تحديا وهو الطريق الشمالى ومن ثم قامت السيارات بالعبور داخل روسيا ومنها إلى جمهورية روسيا البيضاء بينما قدم له اتحاد السيارات الروسى الدعم لاختيار أفضل الطرق التى يمكن عبورها داخل الأراضى الزراعية التى تصل بينها طرق رملية بدائية، ومن روسيا البيضاء انطلقت السيارات إلى شرق أوروبا بداية ببولندا ثم سلوڤاكيا والمجر وسلوڤانيا مما ضمن للسيارات العبور فى أكثر مناطق أوروبا تمتعا بالخضرة والمناظر الطبيعية الخلابة، من سلوڤانيا قضت السيارات يوما واحد فقط داخل إيطاليا ويومان داخل سويسرا إلى أن انتهى الرالى فى فرنسا. انقسمت السيارات التى شاركت فى الرالى إلى فئتين الأولى منها هى السيارات التى تم انتاجها قبل عام 1941 المعروفة باسم سيارات حقبة ما قبل الحرب العالمية، أما الفئة الثانية فهى السيارات التى تمت صناعتها قبل عام 1975، أقدم سيارة شاركت فى السباق كانت American La France من طراز عام 1915 أما أحدثها فهى ڤولڤو 164 من طراز عام 1974.
وتطلبت اشتراطات المشاركة فى الرالى ان يحمل السائق كل ما يحتاج إليه فى السيارة، بدءا من الخيم وأكياس النوم وصولا إلى الإطارات البديلة والأدوات المطلوبة لإصلاح السيارة على الطريق، ولكن الوظيفة لم تكن كل ما هو متطلب فى هذا الرالى الكلاسيكى فقد وضع الاتحاد تركيزا كبيرا على شكل السيارات، مطالبا بأن تكون السيارات فى حالة أقرب إلى الأصلية من دون أية تعديلات حديثة، وأن تكون التعديلات مقتصرة على نفس الحقبة التى تم إنتاج السيارة بها. الكثير من المشاركين فى السباق كان لديهم الحماس للفوز وتحقيق أفضل وقت فى الوصول إلى باريس ولكن القيام برحلة لمدة 36 يوما عبر قارتين يعنى الكثير من القيادة عبر الأراضى المفتوحة وقضاء الكثير من الأيام داخل المخيمات التى قام الاتحاد بتنظيمها، وبالرغم من ذلك لم يتضمن الرالى أية قيادة ليلية فكانت السيارات تتوقف تماما كل ليلة وتعود للسير مجددا فى النهار.