اندلعت أعمال شغب واشتباكات عنيفة بين الشرطة والطلاب فى 10 مدن بريطانية، الجمعة، بعد خروج الآلاف منهم فى مظاهرات، احتجاجا على رفع رسوم الدراسة بالجامعات، وهاجم الطلاب مبانى حكومية، واعتدوا على سيارة ولى العهد، الأمير تشارلز، مما أدى إلى اعتقال العشرات منهم، وإصابة آخرين من الجانبين.
كان البرلمان أقر زيادة الرسوم الدراسية من 3290 جنيها إسترلينياً إلى 9000 جنيه، بواقع ثلاثة أضعاف، وبرر ذلك بأنه ضرورى لضمان تمويل التعليم الجامعى، وقال المعارضون للقرار إن الزيادة ستمنع طلاب العائلات الأقل ثراء من الدراسة بالجامعة. وقالت شرطة سكوتلانديارد، إنها حاولت احتواء المتظاهرين أمام البرلمان بعد إلقائهم المشاعل والحواجز على القوات، مما أدى لوقوع اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن إصابة 22 طالبا، و10 من الضباط، واعتقال 7 أشخاص.
وواصل المتظاهرون مسيرتهم، وهاجموا مبنى حكومياً فى لندن، قبل أن تتصدى لهم الشرطة، وحطموا نافذة بالمبنى القريب من البرلمان فى وستمنستر، ونوافذ متاجر فى شارع أوكسفورد، أحد الشوارع التجارية الرئيسية بلندن، وشاركهم تلاميذ فى سن 12 عاماً، وقال متحدث باسم الأمير تشارلز، إن محتجين هاجموا سيارة كانت تقل ولى العهد وزوجته كاميلا فى وسط لندن، وأحدثوا أضرارا بها، ولطخوها بدهان أبيض، لكن لم يلحق بالأمير وزوجته أى أذى.
وتعد هذه الاشتباكات أسوأ أحداث عنف سياسى فى لندن، منذ أحداث الشغب الجماعية التى وقعت فى 1990، احتجاجا على فرض ضريبة محلية، وأنهت 10 سنوات قضتها مارجريت تاتشر، زعيمة حزب المحافظين فى السلطة.
واتهمت مصادر الشرطة البريطانية باستخدام القوة المفرطة تجاه الطلاب، وأعلن مساعد فى الحكومة ينتمى لحزب الديمقراطيين الأحرار، استقالته من منصبه، وكشف إقرار زيادة الرسوم توترات شديدة داخل الائتلاف الحاكم بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار، مما يهدده بالانقسام ــ حسب المحللين.