«الحرّيق».. نار فرن وحرارة شمس وبينهما عامل

كتب: محمد الشويخ, أبانوب عماد الثلاثاء 02-08-2016 23:31

حرارة شمس وحرارة فرن وبينهما عامل يقضى نصف يومه وسط تلك الأجواء الملتهبة، ليخرج قالب الطوب الأحمر فى صورته النهائية، أجواء تبدو الحرارة المرتفعة فيها أهون الصعوبات التى يمر بها «الحرّيق».

12 ليس فقط عدد الأعوام التى قطعها عمرو سيد، أحد العمال فى هذه المهنة، لكنها أيضا عدد ساعات عمله خلال اليوم والتى تبدأ برص الطوب فى الفرن لتحويله من طوب أخضر لأحمر، وهى المرحلة الأخيرة التى تمر بها صناعة الطوب.

يقول «سيد» إن عملية حرق الطوب تتم فى أفران مصنوعة من طوب اللبن، وتبدأ برص الطوب بالتساوى طوبة فوق الأخرى حتى سطح الفرن، ويبدأ بعدها «الحرّيق» بإشعال النار ويمر كل ساعة لإضافة الهواء فى الفرن وشفط الدخان.

على الرغم من ضعف دخل عمرو سيد الذى يصل إلى 300 جنيه شهريا، إلا أنه يضطر للعمل بهذه المهنة «عشان طلعنا مالقيناش إلا كده».

«الواحد فينا شغال وموته تحت رجليه ممكن فى لحظة مايلاقيش نفسه» هكذا يصف أحد الحراقين خطورة عملهم الذى اعتادوا على تحدى صعابه، مضيفا: «واحنا ماشيين على رص الطوب فى قلب النار، ممكن الواحد يروح واقع فوقيهم ممكن يقدر يلحق نفسه ويتلسع وممكن ما يطلعش تاني».

ويشير محمد فايز،عامل، إلى أن أفران الطوب موجودة على ارتفاع ٦ أمتار وهو ما يزيد من الخطورة «لا لودر يقدر يطلعك ولا إسعاف يلحقك»، وهو ما حدث مع أحد الأطفال العاملين معهم منذ أشهر فى مصنع مجاور.

يستكمل العامل حديثه: «ملابسنا أيضا لا تصلح لهذه المهنة، فبدلا من ارتداء أحذية مجهزة لهذا النوع من العمل، نرتدى (شبشب بلاستيك)، كما نستخدم (الفوط القماش) كى نمسك الحديد».