«عاصفة العزل» تهب على فنزويلا

كتب: شريف سمير الثلاثاء 02-08-2016 14:47

تسير فنزويلا الآن في نفق مظلم نحو المجهول بعد أن دخلت ولاية الرئيس نيكولاس مادورو مرحلة حرجة مع موافقة المجلس الوطني الانتخابي على مشروع تنظيم استفتاء لتنحية الزعيم الاشتراكي، الذي تمر بلاده بأزمة سياسية واقتصادية، في ظل وجود نقص كبير في الغذاء والدواء، بما يدل على أن «عاصفة العزل» تهدد نظام مادورو (خليفة الراحل هوجو تشافيز معبود الجماهير)، وتجبر الشعب على سرعة البحث عن طوق نجاة لإنقاذ الدولة من مستنقع الانهيار وتردى الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في الشهور الأخيرة.

وعقب جمع حوالى مليوني توقيع لسحب الثقة من الرئيس، صادق المجلس الانتخابي على 1،3 مليون منها، وقال رئيس المجلس، تيبيساي لوسينا، إن المعارضة جمعت الدعم اللازم المتمثل في 1% من الناخبين في كل ولاية من ولايات البلاد البالغ عددها 24، بحيث يتعين الآن على المجلس تحديد موعد للمرحلة المقبلة وهي فترة 3 أيام، يجب خلالها على منظمي الحملة تأمين تأييد 20% من الناخبين، بحيث تجمع المعارضة 4 ملايين توقيع إضافي لتتمكن من الدعوة إلى الاستفتاء.

من جانبه، قال المرشح السابق للرئاسة وأحد قادة المعارضة حاليا إنريكي كابريليس إن استفتاء التنحية يهدف إلى إنهاء صفوف الانتظار أمام المحلات التجارية وتوفير الغذاء والدواء وتأمين المال الكافي لكل فرد، فضلا عن الأمن في البلاد، وأضاف: «لن نحل هذه المشكلة بوجود مادورو لذلك يجب إقصاؤه عن السلطة».

ولم يصادق «الوطنى الانتخابى» على مرحلة جديدة من هذه العملية الطويلة والمعقدة، إلا أنه ينبغي أن يجتاز المعارضون لتيار الرئيس الراحل هوجو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 إلى 2013، عدة عقبات لتنظيم هذا التصويت الشعبي.

ويحمل المعارضون مادورو، الذي من المقرر أن تنتهي فترة توليه الحكم رسميا في يناير 2019، مسؤولية النقص الحاد في المواد الغذائية والتضخم الهائل وبشكل عام الوضع الذي تسوده الفوضى تدريجيا في فنزويلا التي تملك أكبر احتياطات للنفط، ولكنها تضررت من انهيار أسعار الذهب الأسود، علاوة على اتهام الرئيس بارتكاب انتهاكات للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفى سياق متصل، كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن فنزويلا تعانى أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، في الوقت الذي تظهر فيه القوات المسلحة تحت قيادة وزير دفاعها فلاديمير بادرينو، لاعباً رئيسياً في حل الأزمة.

وأضافت الصحيفة أن مادورو، سلّم الجيش، مطلع الشهر الجارى، صلاحيات استثنائية عسكرية لمعالجة أزمة نقص الغذاء والأدوية الأساسية التي تحتاج إليها البلاد، وأسند للمؤسسة العسكرية إنتاج الأغذية وتوزيعها في الوقت الذي تقع فيه الموانئ الفنزويلية تحت سيطرة القوات المسلحة، إضافة إلى أنه أوجب على العديد من الوزارات الحكومية تسليم تقارير عملها مباشرة إلى وزير الدفاع.

وقال جيوفانا دى ميشيل، خبير الدفاع في جامعة فنزويلا المركزية، إن الصلاحيات الجديدة عززت موقف بادرينو، ليصبح الآن «أقوى رجل في فنزويلا»، على حد تعبيره.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الأزمة الاقتصادية منحت جماعات المعارضة دفعة قوية لإزاحة مادورو، إلا أن الباحث الفنزويلى في كلية «أمهرست» في الولايات المتحدة خافيير كوراليس أكد أن صلاحيات الجيش الجديدة تشير إلى أن الحكومة أصبحت ضعيفة بشكل خطير، وتفقد السيطرة على الوضع وتتخذ تدابير بائسة للبقاء على قيد الحياة.