وصف الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، انتخابات مجلس الشعب بأنها تمت بشكل مثير للفجاجة والسذاجة وقلة الخبرة، مستشهداً بذلك بالفرق الواضح بين استعدادات الحزب الوطنى وقت تولى النائب الراحل كمال الشاذلى لتلك المهمة، وتلك التى تمت بإدارة أحمد عز، وأرجعتنا 30 عاماً للوراء، مؤكداً أن هناك وجهات نظر كثيرة تؤكد أن المجلس «مشكوك فى شرعيته».
وأضاف «حرب»، فى حواره مساء الجمعة مع الإعلامى طارق الشامى لبرنامج «حوار القاهرة» على قناة الحرة: «أن مصر لا تعرف الحياة الحزبية بمفهومها الصحيح منذ عام 1952، والمستقبل السياسى القريب فى مصر غير مثير للتفاؤل، خاصة بعد السماح للمعارضة بخوض الانتخابات البرلمانية لجعل صورتنا الديمقراطية أفضل أمام أمريكا، ولكن فى النهاية كان هناك إقصاء واضح لكل مَنْ هو غير (وطنى).
من جانبه، أكد الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، أنه إذا ظلت الفجوة قائمة بين الأحزاب و«الوطنى» فلن يحدث تغيير فى المشهد الحالى وقال: «إذا استطاعت هذه الأحزاب أن تطيح بقياداتها التى ارتبطت بمنافع مشتركة مع الحزب الحاكم، وإذا آمنت أن مصلحتها مع الناس وليس النظام سيختلف الأمر، وإلا ستدفع الثمن فيما بعد»، مؤكداً أن «المشهد الحالى سيجعل انتخابات الرئاسة غير متوقعة، فالآن لا نعرف هل سيكون الرئيس مبارك هو مرشح الحزب أم جمال أم كما يقول البعض إن أحمد عز أحد المرشحين». وعن حديثه حول صفقة حزب الوفد مع «الوطنى» قال حسن: «الصفقة كانت موجودة بالفعل، ولدىّ الدلائل على ذلك، ولكن أى صفقة سياسية تعلن للناس سرعان ما تبطل، بالإضافة إلى أن حديثى السابق عن الصفقة كان فى عهد رئاسة محمود أباظة للحزب وليس السيد البدوى، وفى النهاية فإن الصفقة غير مسجلة فى الشهر العقارى».
على الجانب الآخر، يرى الدكتور على شمس الدين، عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى، أن الاتهامات الموجهة للحزب غير صحيحة وليس هناك دليل واحد عليها وقال: «هدفنا كان إنجاح أعضاء الحزب الوطنى ولا شأن لنا بالأحزاب التى لم تسع لذلك بنفس الكفاءة، ولكن لا يوجد إقصاء لأحد، وكل ما نتمناه أن تكون الأحزاب قوية لتكون على قدر المنافسة الحقيقية معنا، لذلك فعلى كل حزب أن يعيد بناء نفسه». وعقّب شمس الدين على تصريحات المستشار محمود أبوالليل حول أن الانتخابات أديرت بغباء سياسى قائلاً: «أنا أحترم كل الآراء ولكن مثل تلك التعبيرات لا تستحق التعليق عليها»، وأضاف: «دائماً هناك تجاوزات، ولا ننسى أن انتخابات 2005 تمت برعاية القضاة، ومع ذلك لم يحصل حزب الوفد إلا على 5 مقاعد فقط».