طالب المشاركون فى قمة التغيرات المناخية المنعقدة بمدينة كانكون المكسيكية الواقعة على البحر الكاريبى، بضرورة وضع حلول عاجلة لأزمة تزايد ظاهرة الاحتباس الحرارى، التى باتت تهدد كوكب الأرض، ووصف المشاركون تلك الظاهرة بـ«الكارثية» لتهديدها الحياة على سطح الكوكب سواء حياة الإنسان أو للثروة الحيوانية والسمكية، إضافة إلى التنوع البيئى دولياً.
هذا فى الوقت نفسه، الذى شهدت فيه مفاوضات التغيرات المناخية، مشاورات مكثفة لإنقاذ القمة من الفشل قبل البيان الختامى للقمة، المقرر إصداره فجر السبت بتوقيت القاهرة الساعة السادسة مساء الجمعة بتوقيت المكسيك، بسبب الخلافات بين الدول الغنية والفقيرة بشأن الخطوات اللازمة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى، وهى العامل الرئيسى فى ارتفاع درجة حرارة الارض والمسؤولة عن التغيرات المناخية التى يشهدها العالم حاليا، وهو ما فسره المراقبون بالعودة إلى مربع مفاوضات كوبنهاجن العام الماضى، وحث رئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما، قادة العالم والوزراء المجتمعين فى المكسيك على تحقفيق تقدم فى كبح الاحتباس الحرارى، وقال إن محادثات الأمم المتحدة للمناخ «فى مفترق طرق»، وقال زوما الذى تستضيف بلاده قمة الأمم المتحدة للمناخ فى مدينة ديربان عام 2011 إن المحادثات الحالية تمثل فرصة حاسمة لبناء الثقة والقوة الدافعة «لمعاهدة دولية ملزمة قانونيا، فيما طالب رئيس بوليفيا إيفو موراليس، بإنقاذ بروتوكول كيوتو للمناخ، وبتشكيل محكمة عدل دولية للمناخ، وقال موراليس «أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين»: «كوكب الأرض جريح»، مضيفا فى خطاب استغرق 20 دقيقة أنه يقع على عاتقنا مسؤولية جسيمة تجاه البشرية والحياة، كما تشبثت اليابان مساء الخميس، بموقفها المعارض لتمديد اتفاقية كيوتو، لكنها قالت إنه لا يتعين أن يقف الجدل عائقا أمام «نتيجة ملموسة» يجرى السعى للتوصل إليها خلال قمة المناخ.
ورفضت المفوضية الأوروبية لشؤون المناخ فكرة إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبى بشأن «الحكم بالفشل» على بروتوكول «كيوتو» وقال كونى هيديجارد خلال المؤتمر: «إنه لأمر سخيف وجائر أن يهم الاتحاد الأوروبى بقتل بروتوكول كيوتو»، مضيفا أنه على العكس تماما لقد كافح الاتحاد الأوروبى دائما من أجل إبقائها على قيد الحياة.
إلى هذا، أكدت مصادر حكومية مشاركة فى الاجتماعات أنه من المقرر أن تقوم وزارة الزراعة بحملة توعية للمزارعين لتغيير مواعيد زراعة القمح عن الأعوام السابقة، بسبب التغيرات التى تشهدها درجات الحرارة حاليا فى مصر والعالم وذلك بهدف الحفاظ على إنتاجية القمح البالغة 18 إردبا وزيادتها إلى 24 إردبا خلال 3 أعوام من خلال استنباط سلالات جديدة ذات إنتاجية عالية وتتحمل الحرارة والجفاف. فى سياق آخر، أصدر الصندوق الدولى للتنمية الزراعية «الإيفاد» التابعة للامم المتحدة تقريراً عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الدول النامية، وتم عرضه على الاجتماعات الوزارية خلال مفاوضات التغير المناخى بمدينة كانكون المكسيكية معتبرا أن ظاهرة التغير المناخى من أخطر التهديدات التى تواجه العالم وتعرض المزيد من الملايين لشبح الفقر المدقع، على حد ما ذكره التقرير.