حذرت الأمم المتحدة العراق من الاستجابة للإسراع في تنفيذ أحكام الإعدام بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف حي الكرادة وسط بغداد وأسفر عن مقتل 324 شخصا.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن هذه العملية قد تؤدي إلى إعدام أبرياء، وأضافت الأمم المتحدة الاثنين أن الجهود، التي تبذلها حكومة العراق للإسراع في تنفيذ أحكام الإعدام بحق من يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الإرهابي بعد تفجير استهدف شارعا تجاريا في منطقة الكرادة وسط بغداد وأودى بحياة 324 شخصا، يمكن أن تؤدي إلى إعدام أبرياء.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان «من السهل جدا السماح لهذه الفظائع أن تؤجج نيران الانتقام. لكن الانتقام ليس هو العدالة». وأضاف أنه «في ظل ضعف النظام القضائي العراقي والأجواء السائدة في البلاد يساورني قلق بالغ من إدانة أبرياء وإعدامهم ومن احتمال أن يستمر ذلك وهو ما سيسفر لا محالة عن أخطاء قضائية يتعذر الرجوع عنها.»
وذكر البيان أن رقابة الأمم المتحدة كشفت عن «تقاعس مستمر في احترام الإجراءات الواجبة ومعايير المحاكمات العادلة والاعتماد على التعذيب لانتزاع الاعترافات». وذكر بيان الأمم المتحدة أن ما يقدر بنحو 1200 شخص ينتظرون الإعدام قد يكون من بينهم مئات استنفذوا عمليات الطعن وصدر مرسوم رئاسي بتنفيذ الأحكام بحقهم.
وبدأت جهود التعجيل بتنفيذ أحكام الإعدام بعد التفجير الذي وقع في الثالث من يوليوالذي يعد واحدا من أكبر الهجمات في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 للإطاحة بصدام حسين. وأعلنت وزارة العدل بعدها بأيام تنفيذ 45 حكما بالإعدام منذ بداية العام.
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه حصيلة ضحايا التفجير الدامي الذي استهدف الشهر الماضي منطقة الكرادة وسط بغداد وتبناه تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى 323 قتيلا كما أفادت الاثنين وزيرة الصحة العراقية. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي- الذي يواجه ضغوطا بعد تفجير شاحنة ملغومة في العراق الشهر الماضي بالتحقيق في تأخر إعدام سجناء أدينوا في اتهامات تتصل بالإرهاب.